شبكة قدس الإخبارية

صور| الشهداء يأتون.. ولا يغادرون!

شذى حمّاد

فلسطين – خاص قدس الإخبارية: "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" لم تعد مجرد نبوءة في رواية الطاهر وطار، فسبعة شهداء فلسطينيين يعودون من ثلاجات الاحتلال، لا إلا المنزل كما انتظرت أمهاتهم، بل إلى التراب.

الأهالي أحاطوا أبنائهم الشهداء، لمسوا أجسادهم الباردة.. محاولين ايقاظهم، كتموا الصرخة، ثم طبعوا قبلاتهم الأخيرة.

"يا شهيد لا تهتم واحنا شرابين الدم .. يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح" هتف جموع المشيعين في قباطية، بيت أمر، بيت أولا، بني نعيم، عصيرة الشمالية، وجنين، وقد زفوا الشهداء إلى مثواهم بعد شهور من احتجازهم في ثلاجات الاحتلال.

وكان قد استقبل المئات جثامين الشهداء التي وصلت مساء أمس المشافي الفلسطينية، وقد علت التكبيرات والهتافات فور وصول الجثامين المجمدة.. فربما كان المستقبلون ينتظرون عودة الشهداء أحياء!

متدثرون بالأعلام الفلسطينية بدل أكياس النايلون التي خنقتهم طيلة الشهور الماضية، رُفع الشهداء على الأكتاف، قبل أن تلقى عليهم نظرة الوداع الأخيرة، من أمهاتهم، عائلاتهم، وأصدقائهم.

ففي بلدة بيت أمر، رشت شقيقة الطفل خالد بحر، الورود على جثمان شقيقها الشهيد، وطبعت قبلاتها الأخيرة، قبل أن يشارك الآلاف في تشييع جثمانه.

وكان الشهيد خالد (15 عاما)، ارتقى في ٢٠ تشرين أول، بالقرب من مفرق بيت أمر شمال الخليل بعد اطلاق الرصاص عليه من قبل جنود الاحتلال.

وأصيب ١٨ شابا برصاص الاحتلال، من بينهم ستة إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة لعشرات حالات الاختناق خلال مواجهات عنيفة شهدتها بلدة بيت أمر شمال الخليل، إثر محاصرة قوات الاحتلال للبلدة وإغلاق مداخلها خلال تشييع الشهيد.

فيما ذكرت مصادر محلية من البلدة لـ قدس الإخبارية، أن جنديين من جيش الاحتلال أصيبوا بجراح أحدهما في الرأس والآخر بالقدم خلال المواجهات.

أما في بلدة قباطية جنوب جنين، شييع الشهيد ساري أحمد أبو غراب (٣٠) عاما إلى مثواه، بعد أربعة شهور من الاحتجاز في ثلاجات الاحتلال.

وكان الشهيد ارتقى في ٢٤ آب، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار قرب مستوطنة يتسهار جنوب مدينة نابلس.‏

"بالروح بالدم نفديك يا رحيق" هتف مشيعو  جثمان الشهيدة رحيق بيراوي في قرية عصيرة الشمالية بمدينة نابلس.

وارتقت الشهيدة رحيق شجيع بيراوي (23 عاما) بعد اطلاق جنود الاحتلال النيران عليها في ١٩ تشرين أول، بعد ادعاء أنها حاولت تنفيذ عملية طعن ضد أحد الجنود، قرب مفترق زعترة جنوب نابلس.

أما أطفال الشهيد محمد سراحين، فمنحوا بضع دقائق يحتضنوا فيها جثمان والدهم الشهيد (٣٠) عاما في سيارة الإسعاف، يهمسوا له بكلمات اشتياق وربما معاتبة، يذرفون دمعاتهم المخنوقة، قبل أن يسلب من بين أيديهم، يرفع على الأكتاف التي جابت بلدة بيت أولا قضاء الخليل.

وكان الشهيد محمد السراحين ارتقى في ١٥ أيلول متأثرًا بجراحه بعد إصابته ظهر اليوم برصاص قوات الاحتلال أثناء اعتقاله.

وفي البلدة بني نعيم شمال الخليل تضاعف الألم بوداع الشهيد فراس الخضور والشهيدة سارة الطرايرة، فلبست البلدة ثوب الحداد. وشارك الآلاف بتشييع الشهيدين بعد إلقاء نظرة الوداع عليهما.

وارتقى الشهيد فراس (١٨) عاما  في ١٦ أيلول، بعد اطلاق النار عليهم من قبل جنود الاحتلال قرب مدخل مستوطنة ” كريات اربع” في الخليل المحتلة، بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس مستوطنين قرب مفترق طرق “الياس” القريب من المستوطنة .

الوالد

أما الشهيدة سارة الطرايرة – وهي أم حامل – استشهدت في الأول من تموز بعد إطلاق النار عليها بالقرب من أبواب الحرم الإبراهيمي في الخليل.

أما عائلة الشهيدة أنصار هرشة، فسارعت إلى تشييع جثمان ابنتها فور استلام جثمانها مساء الجمعة، وذلك بمشاركة المئات من أبناء بلدة قفين في مدينة طولكرم

وكانت الشهيدة أنصار هرشة –الأم لطفلين - استشهدت برصاص الاحتلال على حاجز عناب العسكري شرق مدينة طولكرم بتاريخ 2/6/2016.

من جانبها أكدت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء  ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان، على أن الاحتلال يواصل احتجاز جثامين 20 شهيدا منذ شهر نيسان الماضي.

وحسب البيان الذي وصل قدس الإخبارية، فالشهداء المحتجزة جثامينهم هم:  مصباح ابو صبيح والطفل محمد نبيل وحماد الشيخ ، ومن مخيم عايدة بمدينة بيت لحم الشهيد عبد الحميد سرور، والشهيدة مجد الخضور والشهيدان محمد وعيسى  الطرايرة والشهيد محمد الفقيه والشهداء محمد ثلجي وأمير ومهند الرجبي.

 كما تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد حاتم الشلودي والشهيد مصطفى برادعية  والشهيد خالد اخليل من محافظة الخليل ، ومن مدينة نابلس الشهيدان  رامي العورتاني وجهاد خليل ومن طولكرم الشهيد وائل ابو صالح ومن جنين الشهيد محمد تركمان ومن رام الله الشهيد معن ابو قرع ومن  قلقيلية الشهيد محمد حرب.

وتطالب الحملة بتسليم كافة الجثامين الى عائلاتهم دون تمييز بينهم وبلا شروط مسبقة، وتوقف عن التلاعب بأعصاب ومشاعر عائلات الشهداء المحتجزين.

فيما طالبت الصليب الاحمر الدولي ان يكفل حق عائلات الشهداء بالحصول على المعلومات المتعلقة بنتائج التحقيقات وتقارير تشريح الجثامين، وملاحقة ومساءلة كل من يثبت تورطهم بالمشاركة أو إصدار الأوامر في حالات الإعدام خارج نطاق القانون.

وشددت على رفض تحويل قضية الجثامين إلى قضية تفاوضية أو قبول تسلمها بشروط يضعها الاحتلال، لأن الاحتجاز غير قانوني ويجب ان يتم التسليم دون قيد ولا شرط او مقابل من أي نوع.