شبكة قدس الإخبارية

حريق "حلميش".. انكشاف كواليس المسرحية الإسرائيلية

مجاهد تميمي

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: منذ عدة ايام وليست ببعيدة سُعدنا جميعاً بخبر الحرائق التي أكلت الأخضر واليابس في مستعمرة حلميش المقامة على أراضي قرى دير نظام والنبي صالح في رام الله وكأنها الصورة الأجمل لهروب المستوطنين من أرضينا المحتلة والتي دنسوها منذ السبعينات وحتى هذه اللحظة، والتي ما زال يرتكب مستوطنوها أبشع الجرائم بحق أرضنا وبحق أبناء قريتي دير نظام من تضييق ومصادرة للأراضي وقتل وجرح وسجن لأبنائها، خصوصا بعد انطلاق الانتفاضة الثانية والتي جعلت من قوات الاحتلال تشكل طوقا أمنيا متواصلا على القرية.

نشب الحريق في المستعمرة ليلاً، وكانت الصور الأولية كفلية لنا لنعلم أن المستعمرة تحل عليها كارثة طبيعية لم تحصل في تاريخها الصغير الهش، وكانت النيران تأكل قلوبنا خوفا على أراضينا المصادرة والمقامة على جزء كبير منها مستعمرة حلميش الصهيونية.

كانت الصورة لسيناريو الحريق غريبة بعض الشيء وانطلاق شعلة النيران من داخل المستعمرة ومن بين بيوت المستوطنين له دلالة واضحة على شيء غير طبيعي يحدث في المستوطنة لأن النيران لم تشتعل من الجهات القريبة للقرية ورغم قوة الحريق لم تتواجد طائرات إخماد الحرائق إلا في اليوم التالي من الحريق، وكانت رسائل الاحتلال عبر جنوده لها دلالة واضحة على خطر وشيك على أهالي قرية دير نظام وكان ذلك بلغة التهديد والترهيب.

بدأ الجزء الأكبر للسيناريو من مسرحية الحرائق بطريقة واضحة وفاضحة للاحتلال، أغلقوا كافة طرق القرية وقطعوا التواصل منها وإليها ثم اجتاحت قوات الاحتلال القرية بعدد كبير من الآليات والجنود المشاة وبرفقة الموساد الإسرائيلي الذي كان جاهزا لما حدث بطريقة مدروسة وجاهز للمرحلة الثانية من السيناريو، حيث عمل على احتجاز أطفال قاصرين والحديث معهم حول موضوع الحرائق بأسئلة استجواب بطريقة صعب على الأطفال أن يفهموها، ما رأيك بالحريق الذي وقع في حلميش؟ باعتقادك من الذي أحرق المستعمرة؟ هل يرضيك تشريد العائلات في حلميش؟ كانت هذه جزء من الأسئلة التي طرحت بواسطة مسؤول مخابرات الاحتلال في المنطقة الكابتن خليل كما يدعي على الأطفال القاصرين، والتي كان مقصدهم فيها الاطفال لأنها هي الفئة القابلة للخوف من أجوائهم حسب اعتقادهم، وهي الفئة التي يعتقد "الشاباك" الإسرائيلي أن يصل عن طريقها إلى بعض الأمور الخاصة بالقرية.

ارتسم المشهد في الأخير وارتسمت المسرحية وكواليسها أمام الكل عندما صحونا صباحاً ووجدنا آليات الاحتلال الإسرائيلي تجرف المكان الذي أكلته النيران والتعدي على أراضي تابعة للقرية وقطع للأشجار التي يزيد عمرها عن عمر المستعمرة بفرق كبير للغاية وتجهيزها من أجل توسيع المستعمرة بحجة إبعاد الأشجار عن المناطق القريبة من المستوطنة.

سياسة جديدة لمسرحية وعد وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" وعديد المسؤولين في الكيان الاحتلالي ممثليها ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية وبأضعاف الوحدات التي دمرتها النيران في المستعمرة.

ولذا يجب أن نكون على علم ومدركين لخبث ولعبة الاحتلال ولما يحدث من عديد الأمور التي يريد الاحتلال أن تبقى حتى لو كانت ضده لأنها تمهد له الطريق للتغلغل في القرية وزج المشاكل فيها كما يحدث في موضوع ضرب الحجارة على الخط الرئيسي.