القدس – خاص قدس الإخبارية: بأوراق ثبوتية تعود لثلاثينات القرن المنصرم، يدافع أهالي حي بطن الهوى وسط بلدة سلوان في القدس المحتلة، عن أرضهم البالغة مساحتها (٥ دونمات ونصف).
فمنذ أيار ٢٠١٥، ومؤسسة "عطروت كوهنيم" الاستيطانية، ترسل أوامر إخلاء لأهالي الحي، مدعية أن الأرض تملَّكها اليهود عام ١٨٨٢، وهو ما يخالف السائد في تلك الفترة، حيث لم تكن الحكومة العثمانية تسمح لليهود وخاصة غير العرب منهم بتملك الأراضي في فلسطين.
رئيس لجنة بطن الهوى زهير الرجبي يبين لـ"قدس الإخبارية"، أن أذرع الاحتلال ومنذ ٢٠١٥ أرسلت لأهالي الحي (٧١) أمر أخلاء من منازلهم، مدعية أنها تملك الأراضي، مشيرا إلى أنه وقبل عام ٢٠١٥ كان خمس عائلات قد تسلمت أوامر إخلاء من الحي.
وأضاف الرجبي أن (٢٥) بناية سكانية يقطن فيها (٥-٨) عائلات تسلموا أوامر الإخلاء التي بات تهدد (٤٥٠-٥٠٠) فلسطيني يسكنون الحي، لافتا إلى أنه قبل أيام سلمت تسعة إخطارات إخلاء جديدة من المنطقة لعائلات غيث وشحادة.
ويقول الرجبي: "إن الاحتلال يدعي ملكية الأرض المقامة عليها منازل الحي، ويطالبهم بإخلائها وهدم المنازل المقامة فيه، ليقوم باسترجاع هذه الأرض، ويتابع، "سلوان كان فيها يهود من أصول يمينة إلا أن التاريخ يؤكد أن الحكومة العثمانية لم تسمح لهم بالتملك، وقدمت لهم أرض ليسكنوا فيها مؤقتا".
ويبين أنه من تملك من اليهود اليمن في سلوان، قام في الثلاثينيات ببيع هذه الأراضي للفلسطينيين، الذين ما زالت عائلاتهم تمتلك أوراق البيع والشراء الثبوتية والتي تؤكد ذلك.
ويضيف، "٨٠٪ من أراضي الحي يوجد فيها أوراق ثبوتية مرفقة بأسماء وصور الطرفين الذين قاموا بعملية البيع والشراء"، مؤكدا على أن هذه الأوراق هي عبارة عن اتفاقيات البيع والشراء مرفقة بالطوابع الأردنية التي كانت سائدة قديما، يستخدمها الآن أهالي الحي أمام محاكم الاحتلال لإثبات ملكيتهم لأراضيهم.
وأكد الرجبي على أن أهالي الحي توجهوا إلى تركيا للبحث في المستندات القديمة والتأكد من الورقة التي عرضتها مؤسسة "عطروت كوهنيم" الاستيطانية، إلا أنها لم تجد نسخة عنها ما يؤشر إلى أن هذه الأوراق قد تكون مزورة وغير حقيقية.
"عطروت كوهنيم معروفة أنها شركة تعتمد على تزوير الأوراق والاتفاقيات، إضافة لاحتيالهم المستمر على الفلسطينيين في القدس"، يقول الرجبي، لافتا إلى أن يوجد خوف كبير بين الأهالي من التعرض للابتزاز والضغط من جهات عدة ربما تقود لتسريب عقارات في الحي للمستوطنين.
وأضاف أن لجنة الحي اليوم تقوم بحملة توعية لأهالي بطن الهوى، وتدعو الأهالي للرجوع إليها في حال عرض علي أحدهم بيع منزله، "أهالي الحي باتوا يعرفون أنه لا يمكن بيع أي عقار أو أرض في الحي دون الرجوع للجنة والجهات المختصة، لفحص الأوراق والثبوتات والتأكد من صحتها".
بعد كشف الاحتلال عن مخططه بإخلاء الحي والاستيلاء على منازله، أسس أهالي بطن الهوى لجنة تمثلهم وتدافع عنهم، لتبدأ معاركها القضائية في مواجهة المؤسسات الاستيطانية.
ويوضح الرجبي أن اللجنة تقوم بمتابعة المستجدات القضائية مع مجموعة المحامين المترافعين عن أهالي الحي في محاكم الاحتلال، إضافة لتمثيل أهالي الحي في كافة المؤسسات والجهات الرسمية.