منوعات - قدس الإخبارية: لا تجزع إذا وجدت نفسك تعاني في نومك هذه الليلة، لأن هناك تفسيرا علميا للأرق الذي ستشعر به والذي سيكون سببه ظاهرة القمر العملاق الذي سيقترب من الأرض مسافة هي الأقرب منذ عام 1948.
"القمر العملاق" سيبدو بأكبر حجم وسطوعٍ له منذ 70 عاما، حيث سيبدو أكبر بمقدار 14% وأكثر سطوعا بنسبة 30%، ولن تتكرر هذه الظاهرة حتى عام 2034.
من وجهة نظر المنجّمين، ظهور القمر العملاق هي ظهورٌ لقمرٍ جديد، مما يرمز إلى بداياتٍ جديدة أو أحداث بالغة الأهمية وشيكة الحدوث.
بعيدًا عن الآراء التي لا أساس علمي لها، إن اقتراب القمر من الأرض في أي وقت من العام بمسافة أقرب من المسافة الطبيعية يؤثر على ردود فعل الإنسان العاطفية وسلوكياته.
على الرغم من سخرية البعض من هذه النظريات، أثبتت السنوات الأخيرة مصداقيتها نتيجة الزيادة الكبيرة في التوافد على المستشفيات وفي معدل ارتكاب أعمال الشغب والجرائم في وقت اكتمال القمر.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي أن غالبية موظفي مشفى في ولاية كونيتيكت في أمريكا يتوقعون ليلة عمل حافلة تزامنا مع اكتمال القمر كل شهر.
وجدت دراسة نشرت في "المجلة العالمية للجراحة" عام 2011 أن ما يزيد عن 40% من العاملين في المجال الطبي يعتقدون أن المراحل التي يمر بها القمر تؤثر على سلوكيات الإنسان، وفي عام 2007 أعلنت شرطة "ساسكس" البريطانية أنها سترسل المزيد من ضباط الشرطة في دوريات ليلية في ليالي اكتمال القمر، وذلك بعد صدور أبحاث تشير إلى وجود علاقة بين ارتفاع أحداث العنف وظواهر اكتمال القمر.
تقول إحدى النظريات أن حركة القمر تؤثر على نسبة المياه في أجسادنا بنفس طريقة تأثيرها على حركة المد والجزر، وبحدوث تغيرات في السوائل في أجسادنا، يختلّ التوازن في عقولنا، مما ينعكس على سلوكياتنا ومشاعرنا.
هناك سلسلة من الدراسات التي تنفي تأثير القمر لعدم وجود أي علاقة ذات دلالة إحصائية بين أطوار القمر وأحداث أخرى مثل أعداد المواليد والوفيات وحالات الانتحار وزيادة العنف والاضطرابات النفسية، لكن يقول د. نيال مكري، المحاضِر في مجال الصحة النفسية في كلية كينغز في لندن ومؤلف كتاب "القمر والجنون"، "لا ينبغي علينا تجاهُل تأثير القمر بهذه العجلة".
د. نيال لا يتفق تمامًا مع النظرية التي تربط بين حركة سوائل جسم الإنسان وحركة المد والجزر، لكنه أشار إلى مجموعة من الدراسات التي ذكرت أن أثر ضوء القمر على نوم الإنسان يؤدي بنا إلى القول بأن القمر له تأثيره على الدماغ، وجد باحثون من سويسرا عام 2013 أن الإنسان ينام لمدة أقل من مدة نومه الطبيعي بـ20 دقيقة في أوقات اكتمال القمر، قد لا يبدو هذا شائعًا لدى الكثير، لكن هذه الاختلافات بين المعدلات والإحصائيات الطبيعية وتلك المتزامنة مع اكتمال القمر قد تكون السبب وراء النظريات القديمة التي تربط أطوار القمر بحالات الجنون.
يقول د. نيال "انقطاع لفترة قصيرة عن النوم قد لا يعني شيئًا لك أو لي، لكنها ذات أهمية خطرة بالنسبة لمن يعاني من اضطرابات عاطفية تضعه على حافة الإصابة بحالة من الهوَس ... وقد تزيد من الاضطرابات النفسية لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية".
مصحة عقلية قديمة في نيويورك بعد هدمها
وفي كتابٍ آخر لـ د. نيال، "تاريخ التمريض في مجال الصحة العقلية"، تحدث مع ممرضين عملوا في مصحات عقلية قديمة قبل ما يقارب نصف قرن، "سيؤكد لك أي ممرضٍ أو حارسٍ عمل في تلك المؤسسات أن القمر كان له تأثيرًا على المرضى في الليل، لكن ملاحظاتهم أصبحت تُروى كالقصص لأنهم لم يتّبعوا طرقًا علمية لتدوينها ... في حالات القمر المكتمل، لا مكان أفضل من المصحات العقلية لرؤية الأثر الذي يسببه"، يقول د. نيال، "تصوّر سطوح ضوء القمر المكتمل من نوافذ المرضى، إذا أبقى هذا الضوء واحدا أو اثنين من المرضى مستيقظين، سيزعج هذا الأمر بدوره المرضى الآخرين، وقد يسبب نشوب سلوكيات عنيفة، ليس من الصعب تصديق الأمر، أليس كذلك"؟
لذلك بعد أن تستمتع بمشاهدة القمر المكتمل، كبير الحجم وشديد السطوع الليلة، لا تنسى إغلاق نوافذك وإسدال الستائر عليها عند اتجاهك لسريرك للنوم.
المصدر: The Telegraph