الأراضي المحتلة ٤٨ – خاص قدس الإخبارية: تصرخ صُميل ويخونها الصدى مجددا ولا يردد نداءاتها، فيما تواصل آليات الاحتلال دك ما تبقى منها.
فبلدية الاحتلال في مدينة تل أبيب "الإسرائيلية" تواصل التوسع على أراضي قرى مدينة يافا المحتلة، من بينها قرية صميل التي يتكثف بها اليوم البناء الاستيطاني العمودي الشاهق.
صُمّيل (المسعودية) - شمال شرق يافا - احتلتها العصابات الصهيونية في ٢٥ كانون الأول عام ١٩٤٧، وتهجر أصحابها الذين تجاوز تعدادهم الستة آلاف نسمة.
يقول المحامي والناشط جهاد أبو ريا لقدس الإخبارية، إن بلدية تل أبيب تواصل تطبيق مخططات استيطانية منذ عام 1968 تلتهم بها قرى يافا المهجرة، فيما تسعى اليوم للقضاء بشكل كامل على ما تبقى من قرية صميل المهجرة.
مدينة تل أبيب مقامة على عدد من القرى الفلسطينية التي بدأت باحتلالها عصابات الهاغانا الصهيونية عام 1947، فيبين أبو ريا أن قرية الشيخ مؤنس هدمت بالكامل وأقام الاحتلال على أنقاضها جامعة تل أبيب، كما هدمت قرية سلمة والمنشية وجماسين وأقيمت عليها أحياء استيطانية.
وأشار إلى أن بلدية تل أبيب هدمت بالكامل المساجد التي كانت تحتويها القرى المشار إليها، وما تبقى منها يمنع الاقتراب منها وترميمها والصلاة فيها، ما عدا مسجد حسن بيك وذلك لقربه لمدينة يافا.
"بلدية تل أبيب تمنع الفلسطينيين من ترميم وزيارة عدد من المساجد والمقابر التي ما زالت آثارها موجودة، خوفا من أن تصبح مزارا دائما لهم"، ويؤكد أبو ريا أن 99٪ من معالم وآثار القرى الفلسطينية التي أقيمت على أنقاضها تل أبيب، هدمت ومحيت بشكل كامل.
"بلدية تل أبيب تتذرع بحجج فاشية استعمارية عنصرية، وهو ما يستدعي لفت الانتباه والعمل على الحفاظ على ما تبقى من هذه القرى الفلسطينية".
وعن قرية صُميل، يروي أبو ريا، أنها إحدى قرى يافا تبعد عنها أربعة كيلو متر، كانت تضم عدد كبير من السكان، مشيرا إلى أنها كانت قرية متقدمة قليلا عن القرى التي تحيطها، واشتهرت بوجود مدرسة فيها ومسجد تم تحويله اليوم لكنيس.
واشتهرت قرية صُميل باحتضانها الآبار، فيوضح أبو ريا أن أهالي القرية اعتادوا على بناء الآبار بجانب كل منزل، "كان أهلها يستخرجون حجارة منازلهم من الأرَض والحفر التي تنتج عن ذلك يتم تحويلها لبئر ماء".
ويؤكد أبو ريا أنه لم يبق من آثار صُميل إلا الشيء القليل الآن، وما تقوم به بلدية تل أبيب الآن هو طمس كامل لكل ما يشير للهوية الفلسطينية فيها.
وعن وجود أي تحرك قانوني أو حقوقي لإنقاذ ما تبقى من القرية، يقول أبو ريا، "المحاكم الإسرائيلية وقضائها جزء لا يتجزأ من الاحتلال، فلا نتوقع منهم أي شيء وخاصة أن عدم ترميم المقابر والمساجد هو قرار من مخابرات الاحتلال يرضخ له القضاء الإسرائيلي.
بينما يؤكد على ضرورة وجود توعية شعبية لما يحصل في القرى المهجرة التي أقيمت عليها مدينة تل أبيب، وذلك من خلال إقامة نشاطات وزيارات لهذه القرى، وملاحقة بلدية تل أبيب دوليا لما ترتكبه من جرائم بحق الآثار والتاريخ الفلسطيني في المنطقة.