شبكة قدس الإخبارية

تقليص سيارات الإسعاف في الضفة.. بين تهديد النقابة ونفي الهلال الأحمر

مرام سالم

أثار قرار جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الأخير بتقليص أعداد سيارات الإسعاف العاملة في محافظات الضفة الغربية إلى 13 بعد أن كان عددها 32، حفيظة عدد من المؤسسات والهيئات الشعبية ونقابة الإسعاف والطوارئ، الامر الذي نفته الجمعية.

واتهم الناطق باسم نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ، أحمد جبريل، جمعية الهلال الأحمر بمحاولة الضغط على النقابة للتنازل عن مطالبها للعاملين في الإسعاف والطوارئ والمتمثلة في الاعتراف بشهادة ضباط الاسعاف و علاوة غلاء المعيشة عن عام 2012.

وقال جبريل في حيث خاص بشبكة قدس، إن إجراءات الجمعية هذه تسببت بوفاة رجل في الخليل بعد إصابته بجلطة دماغية وتأخر وصول سيارة إسعاف لتقله للمستشفى لتلقي العلاج، بالإضافة إلى تأخر نقل جريحين مصابين برصاص قوات الاحتلال في الاشتباكات التي وقعت يوم الخميس الماضي في مخيم الجلزون قرب رام الله.

وأوضح جبريل أن هذه الإجراءات من قبل الجمعية تهدف إلى الضغط على النقابة لإجبارها على التنازل عن حقوق العاملين في الإسعاف والطواريء والتي نظمت عدة إضرابات للمطالبة بها، مشيرا إلى أن العاملين رفضوا العمل لأكثر من 22 (شفت) شهرياً، بعد تخييرهم من قبل الجمعية ما بين التنازل عن حقوقهم وإبقاءها على العمل الإضافي.

وضرب جبريل مثالا على محافظة الخليل، حيث قال "إن البلدة القديمة في مدينة الخليل على سبيل المثال تخلو من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر جراء تقليص سيارات الإسعاف في المدينة من 10 سيارات إلى 5 سيارات. وأشار جبريل إلى أنه وخلال الأيام الماضية أقام عدد من العاملين في الإسعاف مستشفيات ميدانية قرب حاجز "عوفر" لإسعاف المصابين خلال المواجهات الي تندلع بشكل متكرر هناك، من اجل التغلب على إجراءات التقليص التي قامت بها الجمعية.

من جهته قال غازي كعابنة أحد اعضاء نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ في حديث لشبكة قدس "إن الأزمة الحقيقية تتعلق برفض الجمعية تطبيق قانون العمل، حيث عقدنا اجتماعا مع وزارة العمل واتحاد النقابات المستقلة بحضور ممثلين عن الجمعية، وتم التوقيع على محضر اجتماع لتعليق التصعيد الذي شرعت به النقابة من أجل إعطاء فرصة لتصحيح أوضاع العاملين، ولكن وزارة العمل تغيبت عن الاجتماع الثاني، وباتت الجمعية تتهرب من أية محاولات لفتح قنوات اتصال معها".

وأضاف "هذه الإجراءات التي قامت بها الجميعة باتت تزيد من معاناة المواطنين خصوصا في المناطق النائية في الاغوار الشمالية والخليل، ففي الأغوار لا يوجد سوى سيارة إسعاف واحدة مركزها مدينة أريحا، وتحتاج لأكثر من نصف ساعة حتى تتوجه الى أقرب مكان في مناطق الأغوار، وفي محافظة الخليل هناك العديد من المراكز تغلق أبوابها أيام الخميس والجمعة، وبالتالي يزيد اعباء العمل على سيارات الإسعاف التي قلصتها الجمعية إلى 5.

وأوضح "هناك مراكز تعمل 24 ساعة بنظام الشيفت، وهناك بعض المراكز مغلقة بشكل كامل، والمراكز التي تفتح أبوابها للمواطنين تلغي الجمعية أحيانا شيفت او شفتين فيها، بمعنى أن هناك عددا من المراكز تغلق أبوابها ل8 ساعات في اليوم على الأقل، وهذا من شانه إحداث كارثة لا قدر الله في حال حدثت أية حوادث أو مواجهات مع قوات الاحتلال على سبيل المثال، مهددا أن "زمن العبودية قد ولى، وعلى الجمعية تطبيق قانون العمل على العاملين".

من جانبه، نفى مدير دائرة الإسعاف والطوارئ في الجمعية محمد عوادة قرار التقليص هذا، مشيرا إلى أن الجمعية أقرت خلال الأيام الماضية العديد من الإجراءات بهدف تنظيم عمل سيارات الإسعاف العاملة في الضفة الغربية وليس تقليص عددها.

وأوضح عوادة في حديث لشبكة قدس أن الجمعية أقرت هذه الإجراءات حتى تتمكن سياراتها من تغطية جميع المناطق، والاستجابة للحالات الطارئة بأسرع وقت، بعد رفض العاملين في الإسعاف والطواريء العمل لأكثر من 22 فترة شيفت شهرياً. وحول اتهامات النقابة للجمعية بتأخر نقل مصابي الجلزون لأكثر من نصف ساعة، والتأخر في نقل أحد المرضى ما تسبب بوفاته نفى عوادة أن تكون سيارات الإسعاف تأخرت في نقل المصابين، أو أي من المرضى، مؤكدا أن سيارتين تابعتين للجمعية بالإضافة إلى سيارات تابعة للخدمات الطبية وسيارات إسعاف خاصة كانت موجودة مكان المواجهات.