القاهرة/ رام الله-قُدس الإخبارية: شنت صحيفة مصرية هجومًا لاذعًا وغير مسبوق على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متهمة إياه بـ"التناقض"، متناقلة بعض تصريحاته التي تبرر هذا التوصيف.
ونشرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية مقطع فيديو بعنوان "محمود عباس.. من فمك أدينك" ضمن تقرير التهجم على الرئيس، الذي قالت فيه إن فلسطينيين شنوا هجومًا على عباس عقب كلمته أمس حول "رفضه أي إملاء على القيادة الفلسطينية"، في إشارة إلى ضغوط "دول الرباعية العربية" -السعودية ومصر والأردن والإمارات- لإعادة دحلان وأنصاره المفصولين لحركة فتح.
وكان القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان زار في 30 أغسطس من العام الماضي مقر الصحيفة المصرية، وتفقد أقسامها المطبوعة والموقع الإلكتروني، والمواقع المتخصصة فيها، والتقى قيادات التحرير ورؤساء الأقسام، حيث قوبلت زيارته بحفاوة من رئيس التحرير خالد صلاح والعاملين في الصحيفة، مما يشير إلى علاقة قوية تربط الطرفين.
ويُسلط الفيديو الذي نشرته الصحيفة، وفق قولها، الضوء على تناقضات بمواقف تحدث عنها عباس فيما يتعلق برفضه الضغوط الخارجية، واستقلال القرار الفلسطيني، والتنسيق الأمني، كما طعنت في طريقة وصوله لرئاسة السلطة الفلسطينية.
كما أظهر الفيديو كلمة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون التي قال فيها، "نحن نرى فرصة كبيرة في انتخاب الرئيس محمود عباس وأن "إسرائيل" لا تنوى أن تفقد هذه الفرصة، مشيرةً "أن حديث شارون "تأكيد على أن أبو مازن كان خيارًا إسرائيليًا وليس فلسطينيًا".
ومن جملة التناقضات التي أوردها الفيديو للرئيس عباس عندما قال "لنتكلم كفلسطينيين"، وأتبعها بفيديو له وهو يقول :"شالوم" ، كما أورد قوله، "كفى الامتدادات من هنا وهناك، والذي له خيوط من هنا أو هناك الأفضل له أن يقطعها"، ورد بمقطع للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قال فيه، "أدعو الفلسطينيين لانتخاب قادة جدد لا علاقة لهم بالإرهاب".
وعقّبت الصحيفة المصرية على تصريح بوش السابق بقولها "إن تصريح الرئيس السابق جورج بوش فيه إشارة لأبو مازن، وتأييد واشنطن لدعمه واختياره رئيسًا السلطة".
وأورد الفيديو مقطعًا للرئيس وهو يقول "الأمريكان قالوا نحن بدنا نعود للمفاوضات فقلت لهم أهلا وسهلا تفضلوا"، بينما أوردوا بالمقابل قوله بالأمس "علاقاتنا مع الجميع والعالم يجب أن تكون علاقات طيبة وجيدة، لكن لا أحد يملى علينا موقفًا"، ورأت الصحيفة أن ذلك "يؤكد كذب ادعائه (الرئيس) باستقلالية قراراه".
وفي مفارقة تناقضية أخرى، نقل الفيديو تصريح للرئيس عباس للتلفزيون الإسرائيلي أبدى فيه استعداده للتعاون الأمني مع "إسرائيل" حينما قال "أنا بدى أتعاون مع الإسرائيليين وأنا أتحدى إذا فيه عنده أي معلومة يعطيني إياها، أنا سأقوم فيها، وإذا ما قمت فيها هو يأتي ليقوم بها" وتصريح لقناة مصرية "أنا عايش تحت البساطير الإسرائيلية"، بينما أورد مقطعًا أخر له بالأمس يقول فيه "نحن أصحاب القرار ونحن الذين نقرر ونحن الذين ننفذ ولا لأحد سلطة علينا".
واختُتمت الصحيفة المصرية "اليوم السابع" مقطع الفيديو الهجومي، بكتابة نص "لا ننسى أنك فرضت على الشعب الفلسطيني بديلًا لياسر عرفات".
مقال هجومي آخر
في المقابل، فان صحيفة "اليوم السابع" المصرية نشرت أمس مقالةً ضد الرئيس عباس واستمرارًا للهجوم عقب هذا الفيديو، حيث اتهم كاتب المقال يوسف أيوب رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة، وقال فيه إن عباس "يجيد مهنة الرقص السياسي على كل الطاولات".
وأضاف أيوب في مقالته، "سمعنا عباس كثيرًا في جلسات العامة والمغلقة وهو يشير إلى دول بعينها وينعتها بأقذر الأوصاف السياسية، وبعدها بيومين أو ثلاثة نراه ضيفًا على هذه الدولمتغزلاً فيها وفى سياساتها، دون أن نعرف ما الذى جد في الأمر ليغير من موقفها بهذه السرعة، هل الأمر متعلق بمراوغات سياسية فعلاً، أم أنها مراوغات مالية؟".
وتابع "وصل به المدى إلى ما يمكن وصفه بالخرف السياسي (..) فمن لا يرضى عنه يطرد من جنته، والرضا هنا أمر نسبى بالنسبة له، أو يمكن أن نقول أنه معيار شخصي، افعل ما تشاء في السلطةوفى فلسطين كلها، فطالما أنك تنال رضا "أبو مازن" فأنت في الحمى "العباسية"، أما إذا غضب عليك فحتى لو كنت نبي فسيكون مصيرك هو الطرد" بحسب تعبيره
كما وصفت المقالة حديث الرئيس أمس بـ"التصريحات العنترية"، متهمة إياه بأنه "لا يقبل إجراء إصلاحات داخل حركة فتح التي أصابها الشيب على يده (..) لأنه يعي جيداً أنه لا معنى لوجوده إذا ما أصلحت هياكل فتح والسلطة الفلسطينية"، مشيرًا إلى "الأخبار المتناثرة هنا وهناك عن محاولات عربية لإجراء مصالحة بينه وبين القيادي الفتحاوي محمد دحلان قد أفقدته اتزانه، وقد يكون قد فقد عقله لأسباب أخرى ربما تجيب عنها خزائنه في قطر".
عباس يتحدى الرباعية العربية!
وكان تلفزيون فلسطين الرسمي، بث أمس الأحد، شريط فيديو للرئيس عباس أبدى فيه تحديه للرباعية العربية من دون أن يسميها بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بالتزامن مع حديث إعلامي كثيف عن ضغط تمارسه دول الرباعية العربية لإعادة توحيد حركة "فتح" بإعادة النائب المفصول منها محمد دحلان، قال فيه "لا أحد يملي علينا موقفا"
كما قال في لقاء له أول أمس "لنتكلم كفلسطينيين وكفى الامتدادات من هنا وهناك"، مضيفًا "الذي له خيوط من هنا وهناك الأفضل له أن يقطعها، وإذا لم يقطعها نحن سنقطعها".
واعتبر عباس أن "علاقتنا مع الجميع يجب أن تكون طيبة وجيدة لكن لا أحد يملي علينا موقفا أو رأيا، نحن أصحاب القرار ونحن الذين نقرر ونحن الذين ننفذ ولا يوجد لأحد سلطة علينا"، مطالبًا بوقف الامتدادات مع العواصم التي ذكر منها واشنطن وموسكو ووقف التعامل بالمال السياسي.