شبكة قدس الإخبارية

النار والتهديد يلاحقان بعض المرشحين لانتخابات بلديات الضفة

٢١٣

 

هدى عامر

رام الله- خاص قُدس الإخبارية: تعرض عددٌ من المرشحين للانتخابات البلدية المرتقبة في شهر تشرين أول المقبل، بأنحاء متفرقة بالضفة الغربية إلى تهديدات مباشرة وغير مباشرة لمنعهم من الترشح للانتخابات، أخطرها حوادث إطلاق النار على مرشحين واعتقال آخرين.

استهداف بالاعتقال

الأجهزة الأمنية وتحديداً جهازي المخابرات والأمن الوقائي وفي رصد لـ "قُدس الإخبارية" اعتقلوا عدداً من الأشخاص أعلنوا عن نيتهم الترشح للانتخابات القادمة في مناطقهم، فيما تلقى آخرون تهديدات مباشرة من عناصر أمنية بالاعتقال في حال نزولهم للانتخابات.

مصادر محليّة خاصة أفادت بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت عدداً من الأشخاص في مناطق الخليل، نابلس، جنين، طوباس، وسلفيت، على خلفية الانتخابات، وقد أفرج عن بعضهم بعد دفع غرامة مالية، فيما تعهد آخرون بسحب ترشحهم بعد الافراج عنهم.

كما استدعت الأجهزة ذاتها عدداً آخر من قرى وبلدات مختلفة الضفة الغربية، وقد تركز التحقيق معهم حول الانتخابات، ونيتهم الترشح.، فيما طلب المحققون منهم، بشكل مباشر سحب ترشحهم أمام قوائم معينة، فيما ألمح آخرون بـ"التهديد" بضرورة سحب ترشحه أو تعرضه وعائلته "للأذى"

 "شبكة قدس الإخبارية" وثقت هذه الحالات بالأسماء والمناطق، وتتحفظ على ذكر بعض الأسماء في التقرير.

رسائل بصوت الرصاص

لم يقتصر الأمر على الاعتقال أو التهديد به، بل تطورت الأمور إلى إطلاق نار  صوب منازل وسيارات لمرشحين محتملين.

ففي مدينة طولكرم هاجم مسلحون -بحسب مصادر خاصة - منزل د.رياض عبد الكريم عوض، العميد الأسبق لكلية الهندسة بجامعة النجاح، واعتدوا على منزله ومنزل أولاده، كما تعرضوا له بالشتم والسبائب، موجهين تهديدًا صريحًا له بشكل مباشر "انّ ترشحه للانتخابات سيكون خطرًا على حياته وحياة أولاده".

وفي مدينة نابلس، أطلق مسلحون مجهولون النار على منزل وسيارة المهندس محمد جهاد دويكات، بعد أيام قليلة من إعلانه الترشح لانتخابات مجلس البلدية في المدينة وتشكيل قائمة شبابية لخوض الانتخابات المحلية.

وقال دويكات إنه "في ساعات فجر الأحد الماضي، أطلق مسلحون مقنعون يستقلون سيارة خصوصية، النار تجاه العمارة التي أسكن فيها وإخوتي، ومن ثم قاموا بإطلاق النار تجاه سيارتي، الأمر الذي نجم عنه وقوع أضرار مادية في شقق إخوتي السكنية، وسيارتي الخاصة دون وقوع أي إصابات بالأرواح".

وأشار دويكات في تصريحٍ له، أن "حادثة إطلاق النار، لا يمكن تفسيرها إلا في إطار ثنيه عن الترشح لانتخابات البلديات القادمة"، مضيفًا "لا تربطني أي إشكاليات مع أحد، وما حدث لا يوجد له إلا تفسير واحد وهو ثنيي عن المضي قدما في مسيرة الإصلاح التي أطلقتها قبل أيام منذ إعلاني الرغبة في الترشح لانتخابات بلدية نابلس وتشكيل قائمة شبابية من الكفاءات".

وفي جنين، أطلق مجهولون أعيرة نارية أمام منزل مرشح قائمة "التحالف الديمقراطي والمستقلين" نور الدين خلف، بعدما تسجلت رسميًا للمنافسة في الانتخابات البلدية المقبلة ببلدة برقين غرب جنين

وأكد أعضاء التحالف أن الحادث، الذي لم يتسبب بأضرار، وقع بعد وقت قصير من إيداع قائمتهم لدى لجنة الانتخابات المركزية، معتبرين "أنه يشكل رسالة خطيرة"، وناشدت الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله "الإيعاز لجهات الاختصاص الإسراع في الكشف عن الفاعلين، الذين يسعون إلى إشعال نار الفتنة، مطالبين بمنافسة ديمقراطية تحقق الهدف من الانتخابات، وتقطع الطريق على خفافيش الظلام، الذين يسعون إلى إشاعة الفوضى وإعادة الفلتان الأمنى إلى سابق عهده."

اتصالات تهديدية في المقابل، فان عددًا من الاتصالات التهديدية قد وصلت "مرشحين محتملين"، في عددٍ من مدن الضفة، أُجريت جميعها باتصال من "رقم إسرائيلي" مفادها "أي خطوة في اتجاه الانتخابات ستهدد حياتك!"

المهندسة (ر.ب) من طولكرم، تلقت مؤخرًا اتصالًا من جهة وصفتها "بالمجهولة"، قال خلالها المتصل مهددًا إن "أي خطوة جديدة باتجاه الانتخابات ستهدد حياتك"، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع اتصالًا كهذا لأنه لا نيّة لديها بالترشح للانتخابات حاليًا.

وأضافت لـ "قُدس الإخبارية"، أن عدد من الزملاء والمعارف تلقوا اتصالًا مماثلا يحمل تهديدًا لترهيبهم من الترشح للانتخابات المقبلة، واصفة الجهة المتصلة بأنها "تتخبط خوفًا من المنافسة الديمقراطية وتستخدم الزعرنة والترهيب".

كما تلقى عبد الله ياسين من بلدة كفر اللبد قضاء طولكرم، اتصالًا تهديدًا صريحًا من جهة وصفها "بالمجهولة لكن أهدافها بدت واضحة" بحسب قوله، حيث قال المتصل بلهجة تحذيرية "أن ترشحك للانتخابات المقبلة بمنطقتك سيهدد حياتك وحياة عائلتك".

زعرنة وفوضى

الكاتب والمحلل السياسي، عبد الستار قاسم، اعتبر حوادث إطلاق النار تجاه منازل مرشحين للانتخابات المقبلة، "نتيجة طبيعية لوجود حالة الزعرنة والفوضى والفلتان التي تقوم بها فئات مأجورة تتلقى المال من بعض القيادات هنا أو هناك لتنفيذ أجندة إجرامية"، وفق تعبيره.

وأضاف قاسم، أن "الفاعلين يريدون الاستفراد بالساحة والإبقاء على الحال كما هو دون أن يكون هناك أي تغيير يذكر؛ لأن إبقاء المدينة في إطار الفوضى والفلتان من مصلحتهم ولا سيما في ظل الامتيازات والمصالح الشخصية".

وأوضح، أن الانتخابات البلدية والمحلية، "لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما دام هناك سلاح للزعرنة والفلتان واستعماله في إرهاب الناس، "باطلاق النار على منزل دويكات وآخرين، وعلى منزلي سابقًا، متسائلًا "ما المانع ألا تتكرر خلال الأيام القادمة في ظل غياب المحاسبة؟"