بيت لحم- قُدس الإخبارية: لم يفكر مالك القاضي (٢٠ عامًا) بتأجيل قراره بخوض معركته مع الاحتلال، فالانتصار اليوم وإن كان صعبا، إلا أنه وجب تسجيله الآن بأمعاء خاوية تبارز تعنت الاحتلال.
في الثالث والعشرين من أيار الماضي، داهمت قوات معززة من جيش الاحتلال منزل عائلة مالك القاضي في قرية هندازة جنوب بيت لحم، ليقتادونه دون أن يسمح له بارتداء ملابسه أو توديع والدته.
"كان قد مضى على الافراج عنه ٤٣ يوما بعد قضائه أربعة شهور إداري، حيث عاد فورًا إلى جامعته وباشر في تقديم الامتحانات"، تقول والدة مالك الذي حال اعتقاله دون أن يكمل امتحانه الأخير الذى حضر له، ليُتم دراسة الإعلام في سنته الأولى جامعة القدس.
مالك كان قد اعتقل في السابع من كانون أول الماضي، إلا أنه انتزع قرارا جوهريا من محكمة الاحتلال والتي حددت اعتقاله لأربعة شهور، ليلتف الاحتلال على القرار بإعادة اعتقال مالك مرة أخرى تحت بند الاعتقال الإداري.
وتؤكد والدة الأسير مالك في حديثها لـ قُدس الإخبارية، أن "ضابط الاحتلال لحظة اعتقال مالك أخبره أنه سيحول للاعتقال الإداري، واكتشفنا أن سلطات الاحتلال أصدرت قرار باعتقاله إداريا قبل بيوم من اعتقاله"
إلى مركز توقيف "عتصيون" حوّل مالك لحظة اعتقاله، وبينما لم تكن العائلة تعلم أي خبر عن مالك ومكان اعتقاله لمدة (٢٢يومًا)، كان مربوطًا بعامود بوسط المركز ويتناوب جنوب الاحتلال على ضربه وتعذيبه، ليعلن إثرها مالك إضرابه الأول عن الطعام احتجاجًا على ما تعرض له من تعذيب وسوء معاملة.
أضرب الأسير مالك عن الطعام ١٧ يومًا، ليرضخ الاحتلال ويتم نقله إلى سجن عوفر، إلا أنه بقي يعاني من آثار الضرب على بطنه مدة طويلة ولم يكن يستطيع تناول الطعام" تروي والدة مالك، مؤكدة أنه لم يتلقى أي علاج وكان الأسرى هم من يعتنون به.
لم يرض مالك بقرار الاحتلال الصادر بحقه، وقد سعى من خلال معركة قانونية لتحديد مدة اعتقاله إداريا إلا أن محكمة الاحتلال لم تتجاوب معه، ليعلن إضرابه عن الطعام في ١٥ تموز الحالي، قالت والدته "مطلب وهدف مالك واضح، هو يريد تحديد مدة اعتقاله وهذا من حقه، فهو يسعى للعودة لجامعته واستكمال دراسته وامتحاناته".
بمعنويات حديدية وبعزيمة لا تلين يواصل مالك إضرابه عن الطعام، "أفكر فيه طوال الوقت وأضربت عن الطعام أيضا تضامنا معه، إلا أنني أعلم أنه قوي وصابر ولن يتراجع إلا بتحقيق مطلبه وهدفه".