شبكة قدس الإخبارية

بالفيديو | أخبار كاذبة حولت مصور وصية فدائي للاعتقال المفتوح

شذى حمّاد

رام الله – خاص قُدس الإخبارية: تسعة شهور مرت، دون أن يعود عمرو توفيق أبو هليل (20 عاما) من مدينة دورا في الخليل، إلى مقعده في الكلية العصرية لإتمام دراسته في تخصص التخدير والانعاش الذي لطالما حلُم بالعمل فيه، فما زال محتجزا في سجون جهاز الوقائي في مدينة رام الله.

وبدأ عمرو مؤخرا المطالبة بالإفراج العاجل عنه، لتشترط الأجهزة الأمنية على عائلته التوقيع على مادة تؤكد خلو مسؤولية الأمن عنه إذا مسه أي مكروه من الاحتلال، ورغم أن العائلة نفذت الطلب، إلا أن الأمن رفض الإفراج عن عمرو، الذي أعلن عن نيته الشروع بالإضراب المفتوح عن الطعام حتى انتزاع حريته.

13705198_548080012050220_63576356_n

ففي السادس من تشرين ثاني 2015، سلم عمرو نفسه لجهاز الوقائي خوفا من ملاحقة الاحتلال له، فور تنفيذ صديقه براء عيسى عملية طعن فدائية في شارع بنيامين داخل "كنيون رامي ليفي"، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات وانسحابه سالما.

عامر هليل شقيق عمرو يروي لـ قدس الإخبارية، أن شقيقه صور صديقه براء وهو يتلو وصيته، واتفقا على أن يقوم بالدخول على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" ونشر وصيته، فور انتشار نبأ استشهاده.

[caption id="attachment_96996" align="aligncenter" width="250"]براء عيسى يتلو وصيته براء عيسى يتلو وصيته[/caption]

ويضيف، أنه خلال متابعة عمرو للأخبار التي وردت تباعا عن عملية الطعن واستشهاد المنفذ، قام بنشر الفيديو المصور، ليفاجأ بعد قليل بعودة براء.

وتخوف الشابان من ملاحقة قوات الاحتلال، من خلال تتبع الفيديو، فقررا تسليم نفسيهما لجهاز الوقائي، لحمايتهما لفترة محدودة، قبل أن يتبين عكس ذلك بعد مرور تسعة شهور.

13735193_548077158717172_2116007629_n

ويبين عامر، أنه تم إقناع عمرو بإمكانية استصدار قرار عفو عنه من الاحتلال، إلا أن ذلك لم ينفذ "كما أنه مستحيل"، وفق قوله، ما دفع عمرو لتنفيذ خطوات احتجاجية مطالبا بالإفراج عنه، مضيفا، "هو يعي تماما أنه سيتم ملاحقته من قبل الاحتلال واعتقاله سواء اليوم أو غدا .. والأيام التي تمضي باعتقاله عند الوقائي وهذه ليست سوى مضيعة من عمره".

عمرو ومنذ تسليم نفسه، لم تُقم له أي جلسة محاكمة أو تداول لقضيته، واكتفت الأجهزة الأمنية بأخذ أقواله فور تسليم نفسه، فيما لم تلتق به أي جهة حقوقية أو قانونية طيلة الشهور التسعة.

13695707_548080128716875_922302343_n

ويقول عامر، إن والده وبتاريخ 11/تموز توجه إلى مقر الوقائي ووقع على مادة تخلي مسؤولية الأجهزة الأمنية عن عمرو، وتحمل العائلة كل ما قد سيقع عليه، إلا أنم لم يتلزموا بذلك وأصروا على استمرار احتجازه، مشيرا إلى أن عمرو أبلغهم أنه لا نية للإفراج عنه.

ويضيف، "عمرو متضايق جدا، يريد تحديد مسار حياته، هو يعلم أن الاحتلال سيعتقله حتى قبل أن يصل المنزل .. إلا أنه سيتم محاكمته بفترة محددة وسيفرج عنها لاحقا".

يشار إلى أن براء منفذ العملية مازال أيضا محتجزا لدى جهاز الأمن الوقائي، ويواجه المصير ذاته مع عمرو أبو هليل، لكن لا تتوفر أي تفاصيل حول مستقبله.