رام الله – خاص قُدس الإخبارية: مستعرضة تنوع منتجاتها، جودتها، وأسعارها، كثفت شركة تنوفا الإسرائيلية إعلاناتها بشراء صفحات في بعض الصحف المحلية، ولم تتوانَ عن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، في تمويل إعلانات تظهر على صفحات الفلسطينيين، تخاطبهم بلهجاتهم، وتستعرض أشهر مأكولاتهم كما في برنامجها "مطبخ تنوفا"، وتغريهم بالجوائز المادية.
فيما يظهر في المقابل إعلان لأحد جنود الاحتلال يحمل بيده مجموعة منتجات إسرائيلية، ويقول مهنئا "رمضان توف"، ويكتب تعليقٌ آخر على الصورة: "صومك حلال.. وإفطارك من الاحتلال". إعلان صادم ليس من شركة تنوفا أو غيرها من الشركات الإسرائيلية، وإنما من الحملة الفلسطينية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلي.
محمود نواجعة، المنسق العام لحركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS)، أوضح لـ قدس الإخبارية، أن شعار الحملة يأتي تأكيدا للفلسطيني على الربط بين جيش الاحتلال والمنتج الإسرائيلي الذي يعتبر بدوره جزءا من الابرتهايد والاستيطان.
ويأتي الإعلان في ذروة إقبال الفلسطينيين على شراء المنتجات المختلفة استعدادا وتحضيرا لشهر رمضان. يضيف نواجعة، "الهدف من الإعلان خلق نوع من الصدمة الثقافية لدى المستهلك الفلسطيني ليتوقف عن شراء المنتجات الإسرائيلية.. هدفه إحداث صحوة للفلسطيني والتأثير عليه بعيدا عن أوامر المقاطعة المباشرة"، مبينا أن الحملة الجديدة للمقاطعة تسعى لإيصال رسالة حادة للمجتمع الفلسطيني حول أهمية مقاطعة الاحتلال.
وعن ضرورة خلق بديل فلسطيني، يعلق نواجعة، "إيجاد البديل للمستهلك ليس من عمل المقاطعة بقدر ما هو من عمل ومسؤولية وزارة الاقتصاد ولجان حماية المستهلك، إلا أننا ندعو ونشدد على أهمية التوجه للمنتج المحلي ودعمه".
وأكد النواجعة أن الحملة تأتي ضمن رزمة من حملات المقاطعة، بعد توحد كل الجهات المحلية الداعية للمقاطعة، وهو ما ميز هذه الحملة عن غيرها، مشيرا إلى أنها ستُفعل في كل المحافظات وسيكون لها نشاطات متنوعة ابتداء من الملصقات إلى الحديث مع الناس.
من جانبه، بين صلاح خواجا لـ قدس الإخبارية، أن حملة "صومك حلال.. وإفطارك من الاحتلال" تعتبر من نتائج العمل المشترك خلال السنوات الماضية لزيادة التنسيق بين كل الجهات والأحزاب واللجان التي تعمل لمقاطعة منتجات الاحتلال. "هذا جزء من استكمال حملة المقاطعة .. إلا أنه ما يميزها اليوم أنها موحدة ومشتركة بين كل الفئات".
وأوضح الخواجا أن الحملة تتميز أيضا بطريقة أدائها والتحرك بها وتنفيذها، مبينا أنها ستنفذ على ثلاث خطوات، تبدأ من مقاطعة الوكلاء والمتعاقدين مع الشركات الإسرائلية، ثم رفع مستوى حملات الاحتجاج، إلى التوجه إلى المستهلك من خلال حملات من بيت إلى بيت.
حملات المقاطعة تسعى خلال شهر رمضان لتسطير نتائج إيجابية لصالحها، ويقول الخواجا: "حتى الآن تأثير حملات المقاطعة المحلية لا ترتقي للمستوى المطلوب وهو ما يدفعنا لتفعيلها بشكل أفضل في ظل استمرار المقاطعة الدولية على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية".
وفي ظل توجيه الدعوات للفلسطينيين بضرورة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، يشهد السوق الفلسطيني خلال المواسم استغلال من قبل التجار ورفع للأسعار، وخاصة في شهر رمضان، وهو ما ظهر جليا قبل أيام من الإعلان عن رفع أسعار اللحوم البيضاء، مقابل إعلان شركات الاحتلال عن تخفيضات بأسعار منتجاتها إلى جانب الإعلان عن جوائز مالية قيمة.
يقول الخواجا: "في ظل استمرار حملات المقاطعة، يجب على لجان حماية المستهلك تفعيل دورها، فالفلسطيني غير قادر على تحمل أعباء وضغوطات إضافية"، داعيا الاتحادات الصناعية والتجارية والزراعية للتركيز على جودة المنتجات وأن تكون أسعار مناسبة كجزء من حماية المنتج المحلي، ومحاربة منتجات الاحتلال.
وأضاف، "الشعب الفلسطيني وطني وكفاحي ولكن بحاجة أن يكون أكثر وعيا ... ونحن نأمل أن يتضاعف عدد المشاركين بحملة المقاطعة خلال شهر رمضان لنتواصل فيما بعد محليا بشكل أوسع".