شبكة قدس الإخبارية

"آيات": أحلمُ بالإفراج عن "فؤاد" لأقف خلفه في الصلاة

إباء أبوطه
فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: عندما يصنعُ المرءُ معنى آخر لهذه الحياة، يبدو الكون متسعاً أمام اللحظات التي يجد فيها بأن روحاً أخرى تنفث فيه العزيمة والإصرار، آيات مفارجة إحدى الزوجات اللواتي شددن على أيدي أزواجهنّ ليخوضوا معركة الأمعاء الخاوية، تلخص الحكاية قائلة: " ثلاثُ سنوات من الغياب، لم نكمل فيها حياتنا الزوجية". الأسير فؤاد عاصي ابن قرية بيت لقيا قضاء مدينة رام الله، والبالغ من العمر الثلاثين عاماً. اعتقلته قوات الاحتلال في شهر أيلول عام 2015، حيث جدد الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله المرة الأولى لأربعة شهور ثم إلى ستةٍ أخرى، ليصل مجموع ما قضاه عاصي بالاعتقال الإداري حتى اللحظة سبعة شهور. يبدو فيها الانتظار طويلاً للزوجة، وقطار اللقاء بعيداً حتى يصل. تقول:" كنت أحيى على أمل أن تنتهي الأربعة أشهر لأرى بعدها فؤاد، لكن للأسف انتهت بتجديدٍ آخر!". سنواتٌ من لاعتقال تدفن اللقيا وفي حديث لـ قُدس الإخبارية، لفتت آيات بأن هذه ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها الاحتلال زوجها فؤاد فأولى اعتقالاته كانت في سنتة الجامعية الأولى عام 2006، حيث أمضى قرابة الــ15 شهراً، والاعتقال الثاني كان في عام 2012 أمضى ال30 شهراً ، عدا عن اعتقاله الأخير". وتتابع الزوجة: "تزوجنا في أيلول عام 2012، ليقوم الاحتلال باعتقاله بعد شهرين فقط من الزواج، ويفرج عنه بعد أن أنهى الثلاثين شهراً ... يبدو الاعتقالان كأنهما امتداد لبعضهما، فعلياً لم أر زوجي إلا ستة شهور من أصل ثلاث سنوات!" وتشير الزوجة آيات بأن أقسى اعتقالاته كانت في عام 2012، حيث تعرض الأسير فؤاد عاصي لضرب مبرح على يد قوات الاحتلال التي جاءت لاعتقاله، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة لحظتها، لم تمنع الاحتلال من إكمال إجراءات اعتقاله. تقول آيات: "عملية اقتحام البيت لاعتقال زوجي كانت مرعبة، ضربوه حتى أغمي عليه، منظر الدماء التي سالت لم تفارقني حتى اللحظة، وكانت سبباً في إجهاض طفلي". وذكرت الزوجة بأن همجية الاحتلال في اعتقال زوجها كان مرده إلى التشابه بينه وبين شقيقه التوأم الشهيد محمد عاصي والذي اغتالته قوات الاحتلال بعدها عام 2013 لمشاركته في إحدى العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 2012، حيث أحدثت عمليته إرباكاً كبيراً في صفوف الاحتلال الصهيوني وقادته. الأسير فؤاد عاصي حسب قول زوجته بأنه لم يكمل تدريبه في مجال الحقوق، فالاعتقال عطلّ حصوله على شهادة مزاولة مهنة المحاماة. لم يقتصر على ذلك، فلم تزل عائلته تنتظر أن تحيى معه أجمل اللحظات وأكثرها دفئاً تقول الزوجة:" في كل شهر رمضان أفتقد فؤاد، فصوته الشجي وهو يقرأ القرآن يوقظ فيّ كل الحب، فقد كان يأمُّ بنا دائماً في المسجد، وأنا أحلم بلحظات عودة فؤاد لأقف خلفه في الصلاة". الإضراب: طريق لفتح الحياة لا إغلاقها " لست مستعداً لأعيش حياة الأسر" بهذه الكلمات لخص الأسير فؤاد عاصي لزوجته في آخر زيارة غايته من خوض معركة الأمعاء الخاوية. حيث بدا فيها فؤاد مصراً على إضرابه مهما جرى من تردد في وضعه الصحي. وعلى حد تعبير الزوجة آيات فقد مر على إضراب زوجها الأسير فؤاد أربعة عشر يوماً، فهو يرى بأن أسابيع وشهور الإضراب لن تكون أسوأ من الإداري، فإن كان قد  كتب القدر له عمراً أن ينتهي وهو يخوض المعركة سينتهي. لكن يرفض أن يبقى حبيس ملف الإداري. تقول الزوجة آيات: "ليس هناك تهمة ولا ملف أصلا ليقوم الاحتلال على إثرها باعتقال زوجي، حيث الترجيح الأكبر في كونه أخاً لشهيد" وتتابع:" أنا مع زوجي في معركته حتى النهاية، فالإضراب طريق لفتح الحياة لا إغلاقها". من الجدير بالذكر أن الأسير عاصي في العزل الانفرادي في سجن النقب يخوض مع زميله الأسير أديب مفارجة معركة الإضراب، والتحق بهم مؤخراً الأسير شكري الخواجا؛ لعلها تكون خطوة نحو إيقاف مهزلة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وعودتهم إلى أحضان الحرية والعائلة.