أعدوا العدة وجهزوا العتاد، حزموا الأمتعة وتوجهوا نحو برشلونة عاصمة إقليم كاتالونيا، وتحديدًا نحو الكامب نو.إنهم رجال البلانكو، وهناك في برشلونة عقد أبناء البلوغرانا العزم على أن لا يدخل أسوار حصنهم خصم إلا خرج منه يجر خلفه أذيال الهزيمة، ولذا فقد جهزوا الخطط ورسموا الخطوط، وعلى السبورة شرح المدرب طريقة الفوز كما نظيره المدريدي، وعلى العشب الأخضر ستدور رحى المعركة بين أبناء الملك ومن ينادون بالانفصال عن مملكته.
ينتظرها العالم كله أو هكذا يدعون، يجيش لها الإعلام قبل موعدها بأسابيع، وتتزين صحف إسبانيا بعناوين القمة، ومنها من ينتمي للأبيض كلماركا والاَس، ومنها من اختار الوقوف في صف البلوغرانا كلمودو دوبرتيفو والسبورت.
وفي عالمنا العربي، ومنذ الـ 2003، صارت القمة ومعها الليغا تقدم بشكل وقالب مختلفين عما كانت عليه من قبل، عبر قناة الجزيرة الرياضية، والتي بثت أول موسم لها رفقة الليغا بالمجان، لتشكل قاعدة جماهيرية عريضة لليغا ولكبيريها الريال والبارسا، فسارت باقي القنوات على خطى الجزيرة عبر ما صار يعرف شبكة قنوات الـ(بي إن سبورت) أو باقي القنوات العربية، فصارت تقدم القمة بوصفها الأهم على مستوى العالم. هم هكذا يرونها.
الجماهير جاهزة، والروابط متحدة، وأماكن التجمعات محددة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي معركة بدأت منذ فترة بين جماهير الفريقين رغم فارق النقاط العشرة لمصلحة البرسا على الريال، لكن جماهير الريال لم تفرّ من المعركة عبر الشبكة العنكبوتية، بل خاضتها بضراوة، وعندهم ما يبرر موقفهم حتى ولو كان موقف جمهور البلوغرانا أقوى.
إذن، في تمام التاسعة والنصف بتوقيت القدس الشريف ومكة المكرمة من مساء الغد؛ سيطلق الحكم الدولي الإسباني دفيد فلورنتينو صافرته ليعلن عن بدء الهجوم المدريدي على حصون البلوغرانا، ففي عالم الكرة الصافرة بدل قرع الطبول، فالضيف غازٍ للحصن والمضيف يدافع عن شرف حصنه، فلم يعد هنا تنافس رياضي أو مباراة كرة قدم، الكتالونيون يرون المباراة جزءًا من معركتهم الكبرى نحو الاستقلال عن إسبانيا، والمدريديون يريدون إثبات سيادتهم،وخضوع الكتلونيين لهم.
مباراة تدور بين الأول في الترتيب وصاحب المركز الثالث، والفاصل بينهما عشر نقاط على سلم الترتيب، مباراة لو فاز بها البرسا فإنه سيرفع الفارق إلىثلاث عشرة نقطة، أما لو فاز بها الريال فسيصبح الفارق سبع نقاط، وذلك قبل نهاية الدوري بسبع جولات، وهذا ما يجعلها ربما فاقدة للقيمة، غير أنها مباراة كلاسيكية ككل المباريات الكلاسيكية الأخرى، ومباريات الدربي لا تعنيها هذه الحسابات فالفوز، بها يعتبر لقبًا بحد ذاته، ولربما أكثر من لقب.
حقائق وأرقام من تاريخ المواجهات السابقة بينهم
أول لقاء جمع الغريمين كان بتاريخ 13 أيار 1902، ضمن كأس كوروناسيون، شاهد اللقاء 2000 مشجع من الملعب، وكسب البارسا الرهان ب 3-1.
أما أول لقاء جمعهما في بطولة الدوري فكان بتاريخ 9 أيار 1929 وفاز البارسا بنتيجة 2-1.
وبشكل عام تواجه الفريقان في 231 مباراة،منها 171 في الدوري، و34 في كأس الملك، و8 في دوري الأبطال، و6 في كأس الدوري، و 2 في كأس السوبر الإسباني.
حقق الريال الفوز في 92 مباراة، بينما فاز البارسا في 90، وتعادل الفريقان في 49 في كل المسابقات، أما في مواجهات الدوري والبالغ عددها 171؛ فقد فاز الريال في 71، والبارسا في 68،وآلت نتيجة اللقاء للتعادل في 32 مناسبة.
سجل الريال في شباك برشلونة 398 هدفًا في كل البطولات، مقابل 374 هدفًا للبارسا، أما في الدوري فقد سجل الريال 278 هدفًا مقابل 272 هدف للبارسا.
يعتبر اللاعب السابق لريال مدريد مانولو سانشيس أكثر لاعب شارك في مباريات الكلاسيكو بـ43 مباراة، أما من الجيل الحالي فالأكثر مشاركة هو قائد البارسا أندرياس إنيستا بـ 32 مباراة.
النجم ليونيل ميسي أكثر من سجل أهدافًا في الكلاسيكو بواقع 21 هدفًا في كل المسابقات، لكن يشترك معه النجم الراحل للريال أليفريدو دي ستفنوا في عدد أهدافهما في الكلاسيكو في الدوري ،فلكل منهما 14 هدفًا،لكن ميسي تميز بأنه هو الوحيد في العصر الحديث من نجح في تسجيل هاترك ليس مرة واحدة فحسب، بل مرتين؛ الأولى عام 2007 في الكامب نو، والثانية في 2014 في السانتياغو بيرنبيو.
ويعتبر ليونيل ميسي كذلك أكثر لاعب مرر تمريرات حاسمة في تاريخ الكلاسيكو بواقع 13 تمريرة.
وكان أسرع هدف في تاريخ الكلاسيكو للفرنسي من أصل جزائري كريم بن زمه حيث سجله بعد 21 ثانية فقط من بداية المباراة.
أما كريستيانو رونالدو فهو أكثر لاعب سجل أهدافًا في مباريات متتالية،فقد سجل 7 أهداف في 6 مباريات متتالية.
بينما يعتبر فرناندو هيرو قائد ومدافع الريال السابق أكثر من نال البطاقة الصفراء بواقع 16 مرة وبطاقة حمراء واحدة، وأكثر لاعب تلقى البطاقة الحمراء هو سيرخيو راموس مدافع الريال وقائده الحالي بواقع 3 مرات.
كان هذا تقديم للمبارة مع بعض الحقائق والأرقام عن الكلاسيكو، لكن حينما يلتقي عملاقان يُحذف ما سبق، فواقع الميدان يختلف عن كل تكهن وتوقع، وليس شرطًا أن يتفق مع لغة التاريخ والأرقام.