شبكة قدس الإخبارية

على الأرخبيل الإندونيسي شدوا الرحال

محمود رضوان

صحيحٌ أن لفلسطين طبيعةً جغرافية فريدة تُحسب لها، ومناخ اقليمي متنوع رغم صغر مساحتها، فهي تتبع لإقليم البحر المتوسط المعتدل، وبها المناخ المداري والمناخ الصحراوي وشبه الصحراوي، ناهيك عن تنوع تضاريسها وهو ما انعكس على تنوع المناخ والنبات والحيوان فيها.

لذا يتمتع حوالي 4.68 مليون فلسطيني في الضفة وغزة بالطقس الجميل المعتدل صيفاً وشتاءً، وفي المقابل تتمتع فلسطين بنسبة بطالة وصلت الى 27 بالمئة من الفلسطينيين بما يزيد عن 338 ألف عاطل عن العمل لا يستطيعون تحمل نفقة الذهاب الى رحلة استجمام الى "عين العوجا" فما بالك تذكرة طيران الى اندونيسيا ؟!

ماذا لو اراد 193 الف عاطل عن العمل في قطاع غزة من 338 الف، الذهاب في رحلة استجمام الى اندونيسيا!؟

هل الجهود الحثيثة التي بُذلت مع الجهات الرسمية المختصة في الجمهورية الاندونيسية  ضاهتها الجهود المبذولة مع الشقيقة "ام الدنيا" لفتح معبر رفح؟!. لسان حال البقية "يا سيدي خلو التأشيرة وافتحولنا المعبر" ..

***

صحيحٌ أن فلسطين تحتوي على نظام متكامل من البيئات الطبيعية من السواحل والسهول والجبال والهضاب والوديان والصحراء،

ناهيك عن أهميتها التاريخية فهي أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، حيث مرت على أقدم مدينة فيها وهي أريحا، إحدى وعشرون حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد.

صحيحٌ أن المسجد الأقصى أحد أكبر مساجد العالم ومن أكثرها قدسيةً للمسلمين موجود في فلسطين، وكنيستي المهد والقيامة، ناهيك عن الاماكن الاثرية، الاسلامية منها والمسيحية.

لذا يتمتع حوالي 2.86 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية ما عدا 145 الف عاطل عن العمل بزيارة اقدم مدن العالم "أريحا" والتمتع بالاجواء الصحراوية الحارقة الخلابة والاستجمام واكتساب السمرة "البرونزاج"، والتقاط السيلفي بجانب نجمة قصر هشام الشهيرة، والتمتع بتجربة التلفريك للمرة الـ 34 وبنفس نشوة المرة الاولى.

بالمقابل لا يستطيع 2.86 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية ما عدا 200 الف فلسطيني استطاعوا الحصول على تصاريح، من زيارة اراضي فلسطين المحتلة والتمتع في طبيعتها التي تُحسب لها ولم تعد تُحسب لنا، ولم يستطيعوا ايضا زيارة المسجد الاقصى والصلاة فيه، واكتفوا بتعليق صورة لقبة الصخرة في غرفة المعيشة، واحتفظوا بتذكار من صديق حصل على تصريح.

ولسان حالهم يردد...

"الاقصى يشتاق لك"..

***

في النهاية، نحن الآن في هذه اللحظة،

مشكورين على الانجاز الكوني العظيم،

209 شهداء لم يطلبوا التأشيرة،

209 شهداء لم يفقدوا البوصلة،