الـ 20 من آذار، تاريخ لن ينساه عشاق يوفنتوس عامة وعشاق بوفون خاصة، ففي الجولة الـ30 من الدوري الإيطالي وعلى ملعب أولومبكو دي تورينو، الذي احتضن دربي المدينة بين يوفنتوس وتورينو صاحب الملعب أمس، حقق جانلويجي بوفون رقمًا قياسيًا جديدًا ليصبح أكثر حارس مرمى حافظ على نظافة شباكه في تاريخ الدوري الإيطالي بـ 973 دقيقة، أي أكثر بـ 44 دقيقة عن الرقم السابق المسجل باسم حارس ميلان السابق سبستيانو روسي (موسم 1993-1994)
بقيت شباك بوفون نظيفة طوال 10 مباريات كاملة و47 دقيقة من لقاء الدربي، وهو رقم قياسي مشترك لبوفون ولدفاعه وليوفنتوس، فلم يسبق من قبل أن حافظ أي فريق في الدوري الإيطالي على نظافة شباكه في 10 مباريات متتالية، حيث يعتبر بوفون صاحب الـ 38 عامًا أفضل حارس مرمى في تاريخ كرة القدم.
بدأ بوفون مسيرته في 19 تشرين ثاني عام 1995 مع نادي بارما في لقاء الدوري الإيطالي الذي جمع فريقه بارما بميلان، وكان وقتها في عمر الـ 16 عامًا وانتهت المباراة بالتعادل السلبي 0-0 في ملعب الإنتيو تارديني.
وحقق بوفون مع بارما وصافة الدوري الإيطالي في موسم 1996-1997 خلف يوفنتوس البطل، وفي موسم 1998-1999 حقق بوفون أول لقب أوروبي في مسيرته حيث حقق بارما لقب كأس الاتحاد الأوروبي بعد الفوز على مارسيليا الفرنسي في النهائي 3-0، كما حقق في ذات الموسم لقب كأس إيطاليا على حساب فيورنتينا بمجموع لقائي الذهاب والإياب 3-3، وحقق بوفون لقب السوبر الإيطالي على حساب ميلان في افتتاح الموسم الكروي الإيطالي 1999-2000 وكذلك كأس السوبر الأوروبي.
وفي صيف 2001 انتقل جانلويجي بوفون من بارما إلى يوفنتوس كأغلى صفقة في تاريخ يوفنتوس، وليكون بوفون أغلى حارس في تاريخ كرة القدم، حيث كلفت الصفقة 52 مليون يورو، بالإضافة إلى انتقال اللاعب جوناثان باتشيني من اليوفنتوس إلى بارما.
حقق بوفون مع اليوفنتوس لقب الدوري الإيطالي في 8 مرات، وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس السوبر الإيطالي في 5 مناسبات، ووصافة بطل دوري أبطال أوروبا مرتين، ولقب الدوري الإيطالي الدرجة الثانية مرة واحدة، حيث كان بوفون من الأوفياء الذين ظلوا مع اليوفي بعد قضية الكالتشيوبولي ولم يرحل رغم أن العروض انهالت عليه من كل حد وصوب وبأرقام فلكية لكنه ضرب درسًا في الوفاء.
كما حقق بوفون مع المنتخب الإيطالي لقب كأس العالم 2006 والميدالية الفضية لبطولة أمم أوروبا مرتين في عام 2000 و2012، وبرونزية كأس القارات في عام 2013.
أما جوائزه الشخصية فهي كثيرة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، جائزة برافو لأفضل لاعب شاب في أوروبا عام 1999، وأفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا عام 2003، وثاني أفضل لاعب في العالم في جائزة الكرة الذهبية عام 2006.
كما حاز على جائزة ياشين لأفضل حارس في كأس العالم 2006، وأفضل حارس في إيطاليا 10 مرات، وأفضل حارس في دوري أبطال أوروبا مرتين، أفضل حارس في العالم 5 مرات، أفضل حارس في العالم عن آخر 25 سنة من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء.
كما صُنّف ضمن أفضل 100 لاعب في تاريخ الكرة من الفيفا، وأفضل حارس في التاريخ وبالأرقام من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء، وأخيرًا صاحب الرقم القياسي بالحفاظ على نظافة شباكة في الدوري الإيطالي بـ 10 مباريات متتالية وبعدد دقائق وصل ل 973 دقيقة.
إن بوفون يُعتبر أفضل حارس مرمى في العالم والتاريخ، وتجاهل الفيفا له في آخر قائمة أصدرتها للكرة الذهبية كان بمثابة المهزلة التي أفقدت الفيفا كل ذرة احترام كانت قد بقيت لها.
وكما يقول المعلق الكبير عيسى الحربين: "لا تضيعوا مباراة فيها بوفون، فإنه حارس لن يتكرر، إنه مارادونا حراس المرمى، والفيفا احتاج دعاية لنفسه فأبعده عن قائمة أفضل 50 لاعب في العالم"
وفي نهاية هذا المقال أقول، "بوفون فريد من نوعه فلم يسبق له مثيل ولن يتلوه شبيه وعند عتزاله سيكون هناك فاصل بين زمانين، زمن بوفون وما بعد بوفون".