شبكة قدس الإخبارية

الفتى حمزة أعاد قصة صمود والده في التحقيق والأسر

شذى حمّاد

رام الله - قُدس الإخبارية: تلقى الأسير مؤيد حماد – المحكوم بالسجن 7 مؤبدات- بغضب شديد نبأ إصدار محاكم الاحتلال أمرا بالاعتقال الإداري بحق نجله الفتى حمزة (16 عاما)، وذلك بعد أن فشلت في إثبات أي من التهم الموجهة له رغم الأساليب المختلفة التي اتبعها الاحتلال من التحقيق معه.

وكانت قوات معززة من جيش الاحتلال داهمت منزل الأسير في بلدة سلواد شرق رام الله بتاريخ 28/شباط، واعتقلت نجله حمزة للمرة الثانية ثم نقلته لسجن عوفر المقام غرب رام الله، لتصدر محكمة إسرائيلية فيما بعد قرارا بتحويل الفتى للاعتقال الإداري.

وقال الأسير حماد الذي قضى حتى الآن 12 عاما داخل سجون الاحتلال في رسالة عبر البريد اطلعت عليها شبكة قدس الإخبارية، إن اعتقال نجله الطفل يأتي ضمن ملاحقة الاحتلال للعائلة وما يتخلله من فرض سلسلة من عقابات تعسفية للانتقام منها.

وأضاف، أن نجله وخلال أقل من ستة أشهر تعرض للاعتقال مرتين، بعد تفتيش منزله ليلا والتنكيل بالعائلة، ما يستدعي مزيد من الاهتمام من المؤسسات الحقوقية والرسمية وخاصة أن نجله قاصر.

وبين حماد، أن قائد جيش الاحتلال في المنطقة أخضع نجليه حمزة وبلال (12 عاما) خلال عملية الاعتقال الأولى للتحقيق الميداني، مؤكدا أن الاحتلال يكرر الممارسات التي كان يفرضها عليه مع أطفاله، "عام 1994 أخضعت للتحقيق الميداني، وبعد أن فشل قائد المنطقة في استنطاقي أصدر أمرا باعتقالي إداريا لعدة أشهر، وها هو ذات الأمر يتكرر مع حمزة".

وعن تجربة حمزة الأولى في الاعتقال، بين الأسير مؤيد في رسالته، أن نجله أخضع للتحقيق المكثف وتم شبحه، كما تم عزله في زنازين المسكوبية مدة 23 يوما أدخل خلالها ما تسمى "بغرف العصافير"، معلقا، "حمزة أبدى أسمى صنوف الشجاعة رغم طفولته وقلة خبرته بالاعتقال، وقام بمحاكاة تجربتي، رافضا بداية مصافحة قائد المنطقة، وبعد فشل كل محاولات إدانته تم الإفراج عنه".

ونوه الأسير مؤيد أن ابنه حمزة كان في عام 2005 أصغر زائر للأسرى في سجون الاحتلال، حيث كان كل أفراد العائلة ممنوعين من زيارة والدهم باستثناء حمزة، لكن في ولأربع مرات منع الطفل من زيارة والده بعد وصوله لبوابات السجن ورغم عدم وجود قرار سابق بحظر الزيارة.

وأشار إلى أن اعتقال نجله جاء بعد محاولات من الأجهزة الأمنية لاعتقاله، حيث تلقى حمزة أمر استدعاء للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية قبل يوم واحد من اقتحام جيش الاحتلال لمنزله واعتقاله، مضيفا، "الاجهزة الأمنية كانت تسعى لاعتقال حمزة وكيل التهم إليه.. استهجن هذا الاستدعاء وأتهم أجهزة السلطة بالتنسيق المفضوح مع الاحتلال"، حسب ما جاء في الرسالة.

وأكد الأسير مؤيد على براءة ابنه من كافة التهم التي يحاول الاحتلال وكذلك الأجهزة الأمنية الفلسطينية توجيهها ضده، "حمزة كما أعرفه وكما عاهدني أن حبه لوطنه هو عن طريق دراسته وعلمه وشهاداته.. وبالتالي كل عمليات الاعتقال والاستدعاء لا مبرر لها سوى الحقد والانتقام من العائلة".

وناشد الأسير مؤيد أهالي بلدته سلواد التصدي لما أسماها "مهزلة ملاحقة الأجهزة الأمنية لحمزة"، وقال، "كلي أمل أن يقف شبان سلواد معنا كعائلة مناضلة تم هدم منزلها واعتقال رب أسرتها وعدم السماح للأجهزة الأمنية بممارسة اعتداءاتها علينا واحترام ما قدمناه للوطن".

وأشار إلى ضرورة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والدولية لإيصال قصة نجله إلى العالم وفضح ممارسات الاحتلال والأجهزة الأمنية بحق أسرته وخاصة طفله الأسيرة.

كما وطالب الجهات الحقوقية والإنسانية بمتابعة نجله الطفل المعتقل في سجن عوفر، وخاصة أنه أصغر الأسرى الإداريين، والعمل على الإفراج عنه وحمايته من الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية.