نابلس- قُدس الإخبارية: "سقط من علو" هكذا قيل بعد اعلان وفاة الفتى عبد الكريم ماهر حنني (16 عامًا) من بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة أمس الجمعة، دون الوقوف على تفاصيل الحادثة.
جئة هامدة أسفل الجبل في قرية "خربة طابا" -وهي قرية صغيرة يسكنها قرابة 300 فلسطيني بالمنطقة- كانت جثته التي أرجعها البعض إلى السقوط غير المقصود من أعلى في تفسيرٍ أولي، فيما كان هذا التفسير يخالف ما أثبته تقرير التشريح الطبي ورواية شهود عيان في المنطقة.
شهود عيان أكدوا للعائلة أن مستوطنًا إسرائيليًا كان يتواجد في جيب عسكري في المنطقة ذاتها، ثم ما لبث أن خرج هذا المستوطن المعروف بتواجده الدائم للتصوير في المكان الذي يتعرض بحسب مصادر مختصة لمخططات إسرائيلية تستهدفه، لملاحقة الفتى وترهيبه.
العائلة بدورها قالت إن حادثة وفاته كانت مليئة بالشكوك ما دفعها للتقدم بطلب لتشريح جثمانه قبل دفنه، وانتظار تقرير الطب في القضية، حيث أثبت اليوم أنه لم يكن سقوطًا عرضيًا وأنه لقي حتفه بعد تعرضه لصدمة وخوف شديد إضافة إلى كسور في قدمه.
وأوضحت العائلة لـ قُدس الإخبارية، أنها تواصلت مع الجهات المعنية بالسلطة الفلسطينية للوقوف على ملابسات وفاته التي تؤكد استشهاده بعد ترهيبه من قبل مستوطن إسرائيلي وملاحقته حتى السقوط من أعلى، مطالبة بفتح تحقيق لتوثيق حادثة وفاته واسترداد حقه.
وتشير العائلة في الوقت ذاته، إلى عدم ثقتها بعدالة التحقيقات في قضايا وفاة أطفال وشبان على خلفية قتلهم بقصد على يد إسرائيليين، مستذكرين ما حدث مع الطفل حامد نضال خطاطبة الذي أُعدم قبل 8 سنوات في المنطقة ذاتها ولا تزال التحقيقات عائمة بهذا الشأن.
عبد الكريم حنني، طالب في مرحلته الثانوية، نشيطٌ ومقدام حسب ما يعرفه الآخرون، فقد كان أول من يتوجه إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال في منطقة القعدة بنابلس.