صنفها الكثيرون على أنها أجمل وأقوى مباريات دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، فالمبارة التي جمعت يوفنتوس الإيطالي مع بايرن ميونخ الألماني ليلة أمس في ذهاب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا؛ حملت في ثناياها إثارة ومتعة لم تحملها أي مباراة في دوري الأبطال هذا الموسم.
بايرن ميونيخ دخل المباراة وهو المرشح من قبل الكثيرين للفوز، بينما دخلها يوفنتوس وهو يعلم ويؤمن أنه قادر على هزيمة أي فريق مهما كان اسمه وقد رشحه عدد من الخبراء للفوز.
وانطلقت المباراة بفرصة محققة لماندجوكيتش مهاجم اليوفي للتسجيل في مرمى فريقه السابق، لكنه أهدر الفرصة وتبعها فرصة أخرى أهدرها ذات اللاعب ماندجوكيتش بعد عرضية ديبالا حينما سدد الكرة فوق العارضة، بينما تصدى بوفون لتسديدتي فيدال وبيرنات، فيما سقط مولر في أبرز فرص البايرن ولم يتمكن من تسديد الكرة بعد عرضية ليفاندوفيسكي ليبعدها بونوتشي.
وفي الدقيقة الـ 22 و52 ثانية حرم الحكم الإنجليزي مارتن أتكنسون يوفنتوس من ضربة جزاء واضحة وضوح الشمس حينما حرك فيدال يده اليمنى باتجاه كرة بوغبا التي مررها لديبالا ليمنعها من المرور أمام عيني أتكنسون لكنه لم يكن ليحتسبها.
أما الدقيقة 43 من زمن الشوط الأول افتتح البايرن التسجيل بهدف غير شرعي حمل توقيع تومس مولر، وهو هدف احتسبه أتكنسون ومساعده ستيفين تشايلد رغم أن المتسلل لفاندوفيسكي حجب الرؤية عن بوفون، ما يوجب إلغاء الهدف ومنح اليوفي ضربة حرة غير مباشرة، لكن اتكنسون وتشايلد شاهدا كل شيء دون اتخاذ القرار الصحيح.
وفي الشوط الثاني سجل البايرن هدفه الثاني في الدقيقة 55 من عمر المبارة، ليكون هدفًا آخر غير شرعي، فقد قام لفاندوفيسي بارتكاب خطأ ضد بونوتشي في منتصف الملعب أمام أعين الشاهد الذي يرى كل شيء ولا يصفر مارتين أتكنسون.
وفي الدقيقة الـ 63 سجل باولو ديبالا هدف يوفنتوس الأول ليقلص الفارق وتصبح النتيجة هدفين لهدف للبايرن، ثم تصدى نوير لتسديدة كوادرادو وواصل يوفنتوس ضغطه ليتمكن ستفانو ستورارو في الدقيقة 76 هدف التعادل.
لتنتهي المباراة على نتيجة التعادل هدفين في كل شبكة في مباراة سيطر فيها البايرن على شوطها الأول وبداية الشوط الثاني، فيما سيطر اليوفي على آخر 35 دقيقة ليعود في المباراة من بعيد وهو ما لا يلفعله إلا الكبار، بل إنه نادر الحدوث حتى عند الكبار أن تتأخر بهدفين مقابل لا شيْ، ثم تعود في النتيجة، لكن اليوفنتوس لا يعرف الاستسلام وهذا ما أكده في أرض الملعب.
نتيجة أبقت كل الاحتمالات قائمة في مباراة العودة التي ستقام في ملعب البايرن بتاريخ 16 آذار القادم، فكلا الفريقين حافظا على حظوظهما للتأهل مع أفضلية لعب البايرن على أرضه وتسجيله هدفين خارج أرضه، لكن هذا في كثير من المرات لم يكن يعني شيئًا في كرة القدم.
وبالعودة للتحكيم الذي كان بصافرة الإنجليزي مارتين أتكنسون، نجد أن خبير التحكيم في قنوات bein sports جمال الشريف قد اعتبر أن اَداء الحكم كان جيدًا وفيه عدد من الأخطاء التي لم تؤثر على النتيجة، معتبرًا أن الحكم لم يحسب ضربتي جزاء، واحدة لليوفي وأخرى للبايرن، وأن هدف البايرن الثاني شرعي ولم يتطرق للهدف الأول للبايرن.
بينما كانت وسائل الإعلام الإيطالية خاصة، والعالمية عامة، قد اعتبرت أن أداء الحكم كان كاريثيًا، وأن هدفي بايرن كانا غير شرعيين، وأن الحكم حرم اليوفي من ضربة جزاء واضحة، مضيفة أن أتكنسون حسم المباراة للبايرن وكأنه اللاعب رقم 12 في صفوفه.
وهنا نذكر بعنوان توتو سبورت على صفحة غلافها عشية تعيين مارتين أتكنسون لقيادة المباراة حيث عنونت "كولينا كفى سرقة، يوفي بايرن تحتاج حكمًا كبيرًا" وكولينا هو رئيس لجنة حكام الويفا، مباراة كانت قمة في الإثارة والمتعة، لكن ما شابها كان حكمًا كارثيًا وقرارات جعلت المباراة مهزلة كروية من الناحية التحكيمية.
حافظ الفريقان من خلالها على حظوظهما في التأهل، تلك الحظوظ التي ستلعب كاملة في 16 آذار القادم، وأختم بمقولة "لكم اَرؤكم ولي اَراء والحياة ظلال وأضواء" وسنبقى ننتظر السادس عشر من آذار حتى نعلم من سيتأهل من العملاقين.