شبكة قدس الإخبارية

في فلسطين .. لا تتعجب من شيء!

فاطمة مجذوب

نابلس- قُدس الإخبارية: من اعتاد العيش بالقرب من الأفاعي البشرية الاحتلالية، لا يصعب عليه العيش مع أفاعي حقيقية لعلها تكون أقل خطرًا و أكثر رأفة، العجب أن نسمع عن أحد لديه الجرأة للإمساك بأفعى، و لكن الأكثر غرابة أن يعيش فلسطينيٌ مع عشرات الأفاعي و يعتبرها جزأ لا يتجزأ من حياته، يمسك بهم و يداعبهم و يلفهم حول رقبته و كأنهم شال من الحرير، كل من شاهده و سمع عنه ذُهل من طبيعة حياته بينهم.

يُلقب عمر وليد أحمد إبراهيم، بـِ "أبو الأفاعي" فلسطيني الجنسية، ولد في نابلس عام 1990، نشأ منذ طفولته عاشقًا لتربية الحيوانات لا سيما الأفاعي، أنهى الثانوية في مدرسة "صارم الدين نجمي الحكومية"، و من ثم التحق بجامعة "القدس المفتوحة" بنابلس.

كان أمامه خيارات عدة باستثناء الطب البيطري أو ما يتعلق بالأفاعي، فوقع اختياره على إدارة الأعمال، و في مقابلة خاصة عبر السكايب أخبرنا إبراهيم عن طبيعة حياته الغريبة قائلًا، "منذ كان عمري أربع سنوات أحلم و أطمح أن أصل إلى تحقيق حُلمي و هو تربية الأفاعي، و بدأ هذا الحلم يتحقق منذ خمس سنوات"

ويروي ابراهيم لـ قُدس الإخبارية، كنت جالس في حديقة المنزل و شاهدت أفعى من نوع (الحقل الخضاري) أسرعت و نجحت بالتقاطها و من بعدها بدأت بشراء الأفاعي المستوردة من الخارج و أما الأفاعي التي تكون في الداخل أقوم بالحصول عليها بأكثر من طريقة"، مضيفًا "أتعامل مع الأفاعي بحذر و أحدثهم حينما نكون معًا و أحذرهم مني، و لكن رغم كل اهتمامي بهم تعرضت للكثير من اللدغ من أفاعي غير سامة و آخرها كان منذ أسبوع".

وأضاف، "اليوم يوجد في حوزتي ما يقارب الأربعين نوع من الأفاعي السام و الغير سام، يعيشون في شقة تحت منزلي مباشرة و أنا أوفر لهم كامل وسائل الراحة كالطقس الدافئ و الطعام و الماء، مؤكدًا أن في فلسطين هناك 42 نوع من الأفاعي، 9 أنواع سمها قاتل بشكل مباشر، و 5 أنواع سامة، 8 أنواع سمها معتدل، بالإضافة إلى 20 نوع من الأفاعي الغير سامة".

وأوضح عمر أن أبرز أنواع الأفاعي الموجودة، "الروك بايثون" أفريقية الأصل، يوجد لديه واحدة أنثى، و هي أشرس أنواع الأفاعي بالعالم و يستحال ترويضها، و تبقى مدى العمر شرسه و هذا النوع من الأفاعي يشكل خطرًا كبيرًا على حياة أي مربي لها في حال كان لا يمتلك الخبره و الجرئه في التعامل معها، يصل طولها إلى 8 أمتار و تعد من أقوى الأفاعي العاصره بالعالم، لافتًا إل أن الأصلات الشبكيه غير سامةو يوجد لديه واحدة، و هي من أطول أنواع الأفاعي في العالم يصل طولها إلى 12متر.

كما لديه اثنتان من "الأناكوندا"، و هي من أضخم أنوع الأفاعي في العالم و هي من أقوى الأفاعي العاصره بالعالم حيث يصل طولها إلى 8 أمتار، غير سامة و لكن تقضي على فرائسها بالضم و الضغط على الجسم، إضافة إلى "قوس قزح البرازيليه"، و أسمها معروف علميًا "Epicrates Cenchria" و هي غير سامة، تعتبر من أجمل الأفاعي بالعالم و تلد ولاده.

أما "أفعى فلسطين" فلديه منها ستة أفاعي، سامة و تعد خطر نوع يعيش في فلسطين، يصل طولها إلى 130سم، و يتواجد هذا النوع في فلسطين، غرب سوريا، شمال غرب الأردن، إضافة إلى أفعى الحراشف المنشاريه و يوجد لدى عمر واحدة، و هي خطيرة جدًا و تعد من أخطر أفاعي العالم و سمها قاتل بشكل مباشر.

وتعتبر أفعى الأسود الخبيث "أفعى عين جدي" خطرة جدًا بسبب عدم وجود مصل مضاد لسمه و عشرة دقائق للموت كافية للقضاء على الشخص الملدوغ لقوة سمه و هذا النوع بدأ بالانتشار بكثرة في فلسطين و مع الأعوام القادمة سوف يشكل خطر كبير على حياة المواطنين و يوجد لديه من هذا النوع أفعى واحدة، و الصل الأسود و المعروف باسم ثعبان الصحراء الأسود و كوبرا الصحراء و هو أيضا خطر جدا و سمه يهاجم الجهاز العصبي مباشرة و يوجد لديه أفعى واحده من هذا النوع.

ويربي إبراهيم هذه الأنواع لعدة أسباب، حيث يقوم بتجارب على سمها و مدى قوتها و تأثيرها، حيث استطاع الوصول إلى معلومات كثيرة من هذه التجارب و بات اليوم خبير بالأفاعي، كما  يعرضها على الناس في المعارض التي يقيمها، و في المحاضرات التي يعطيها في المدارس و الجامعات لكي يصبح لدى الناس و الطلاب معلومات عن هذه الأنواع و كيفية التعامل معها.

وأوضح أن أفاعي فلسطين الغير سامه يقوم في إطلاق سراحها قبل بدء فصل الشتاء و يكون لديه أعداد كبيرة منها و من كافة الأنواع تقريبًا، مؤكدًا لنا أنه سوف يصله أفاعي ضخمه جدًا، عشرة من نوع الأصلات الشبكيه و البورميه طولها 4 أمتار إلى 6 أمتار، و سوف يصله أيضًا أنواع جديدة من الأفاعي مثل الأصلات الكروية، البول، بايثون، الميلك سنيك، و بوا الشجر و غيرها من الأنواع، بالإضافة إلى أنواع من العقارب المستوردة أهمها عقرب الامبراطور أضخم نوع بالعالم و عناكب الترنتولا و أنواع من السحالي الأخرى و أهمها الورل، و أنواع جديدة من الطيور و الدواجن الغريبة.

وينصحُ عمر لكل من يرى صوره أو أي صور لأشخاص مثله بأن لا يقوموا بمحاولة تقليدهم، لأن هذا الشيء يتطلب خبرة قوية بمعرفة كل أنواع الأفاعي و كيفة التعامل معها، لأن أي خطأ قد يؤدي إلى وفاة الشخص بشكل مباشر.

إنها الأكثر غرابة و تشويقًا أن تشاهد مجموعة خطيرة و فريدة متعددة الأشكال و الألوان من الأفاعي في منزل واحد، و لكن في فلسطين لا يوجد شيء غريب فالإحتلال جعل من هؤلاء الشبان رجال لا يهابون و لا يخافون من شيء مهما كانت خطورته على حياتهم حيث تبقى أقل خطرًا و خبثًا من الاحتلال الذي يواجهونه.