انطلقنا من ساحة المدرسة خمسة من المعلمين الذين ننحدر من مناطق متعددة جمعتنا زمالة عمل في مدرسة ذكور بيت لحم الثانوية وهدفنا كان الوصول الى رام الله لننقل رسالة الى الحكومة، رسالة مفادها أن المعلم الفلسطيني هو الأساس الحقيقي لبناء قاعدة صلبة تتراكم حولها الانجازات حتى تحقيق النصر العظيم على المحتل الغاشم.
وما أن بدأت معالم مدينة بيت ساحور على الانتهاء حتى فاجأنا حاجز للشرطة الفلسطينية ومن حولهم كل أنواع الأجهزة الفلسطينية حماة الأمن الذين يحملون شعار الشرطة في خدمة الشعب والأمن في خدمة الشعب هؤلاء الذين يصرفون أكثر من 54% من ميزانية الحكومة الفلسطينية ما بين تشغيل ورواتب.
يقفون تحت المطر الشديد يبحثون في الباصات والسيارات وكل وسائل النقل عن ..... يبحثون عن ماذا؟ ..، يبحثون عن المعلم أي معلم أًصبح هدفاً لهم كقالب من حشيش أو نبتة ماريجوانا أو أموال مسروقة.
بل هو أخطر من كل هذا لأنه إنسان يمثل الخطر الأكبر على الظلم ولأنه الباحث عن العدالة والمطالب بالكرامة وأول ما تحدث صاحب النجمة على كتفه "صباح الخير يا أساتذة ... وين؟ على أريحا؟ " وقبل أن يكمل الألف الأخيرة في كلمة أريحا قلت له: ((لأ على رام الله .. وعلى الاعتصام ))!
جمع هوياتنا الشخصية مع رخصة السيارة وبعد أن أمرنا بالإلتفاف للعودة أعاد لنا الهويات باستثناء هوية السائق ورخص السيارة وقال عليك أن تستلمها من المركز في ارطاس وبعد نقاش طال أو قصر قال نحن لا نشتبه بكم وبإمكانكم مواصلة طريقكم نحو رام الله ولكننا نشتبه بأوراق السيارة وهنا يكمن الغباء في استخدام القانون والغباء في استخدام الأمن والعباطة في مواجهة الشعب، لأن المعلم اليوم من الشعب وهو يؤثر في كل بيت وستكون ردة فعله على هذا التصرف هزيمة لرجل الأمن ولمن أمره بأن يتصرف كما تصرف وستكون نصراً للمعلم.
المأساة أنه بعد 10 دقائق من وقوفنا طلبنا منه هويات ورخص السيارات المحتجزة ولكنه أصر على أنها في المركز مع أنها كانت في جيب أحد زملائه واستمر في كذبه لأكثر من ساعة وهنا أقول له عندما سألتني إلى أين؟ قلت لك إلى رام الله، فلماذا أنت واصلت كذبك وقلت إن الرخصة في المركز وهي مع زميلك
وضعها في سيارة الشرطة وذهب بها إلى المركز بعد أن احتد النقاش وكان قد مر على احتجازها أكثر من ساعة ونصف وهنا أود أن أقول لك إني مصدوم من رجل قانون وصل لرتبة رائد ويكذب ويعرف أننا نعرف أنه يكذب؟ فهل أنتم مصدومون مثلي؟ المهم أن من وصل إلى رام الله أوصل الرسالة واضحة وأنكم مهما فعلتم لن توقفوا حراكنا ولن نعود قبل تحقيق أهدافنا ويكفي أن الرعب الذي تشعرون به سيظل يكبر ويكبر حتى تحقيق العدالة للمعلم.