قلقيلية – خاص قُدس الإخبارية: لا تملك مدينة قلقيلية تاريخاً كبيراً في مجال الصحافة نظراً لكونها مدينة حديثة النشأة ولكنها أنجبت عدداً من الكتاب والصحفيين الذين كانوا رواداً في عالم الصحافة، وكان أول صحفي من قلقيلية الشيخ محمد القلقيلي الذي عمل رئيساً لتحرير صحيفة الكوكب المصرية الشهيرة عام 1916.
كما أنجبت قلقيلية الشيخ عبد الله القلقيلي رئيس تحرير صحيفة الصراط المستقيم التي صدر العدد الأول منها في الثاني من أيلول عام 1925 في يافا، وهاشم عبد الله السبع صاحب جريدة نداء الأرض وجريدة الصريح، وإبراهيم يحيى الشنطي صاحب جريدة الدفاع عام 1934 وأحد أشهر الصحفيين الفلسطينيين والعرب، إضافة لشمس الدين أحمد الخطيب الذي عمل محرراً ومساعداً لمدير جريدة فلسطين التي صدرت في يافا عام 1911.
ويصف الصحفي المخضرم مصطفى صبري حال قلقيلية الآن بأنها مهمشة في كثير من المجالات وأبرزها الإعلام، معللاً ذلك بغياب الكفاءات الإعلامية التي يمكنها النهوض بواقع المدينة إعلامياً، وبالتالي أصبح الإعلام في قلقيلية يقوم بمهمة العلاقات العامة بنقل أخبار المؤسسات الجاهزة.
أول محطة تلفزيونية في قلقيلية بدأت بثها عام 1994 وسميت تلفزيون قلقيلية، وبعد عام واحد افتتح تلفزيون بلدنا ولكنهما لم ينجحا في الاستمرار، ويرجع صبري السبب في ذلك إلى عدم وجود إدارات ناجحة لتلك الوسائل الإعلامية، في ظل قلة الخبرة وفقدان الإبداع في المحتوى.
ويضيف صبري، "فقر المدينة لكثير من المقومات لا يعني أن يكون هناك شللا إعلاميا، التلفزيونات المحلية كانت فقط تنقل عن الفضائيات متجاهلة دورها الحقيقي في التركيز على هموم الناس"، موضحاً أن وزارة الإعلام آنذاك لم تقدم أي دعم لقلقيلية وإنما كانت عاملاً معيقاً بالتكاليف الباهظة للترخيص.
ويضع صبري ملامح الطريق لإيجاد إعلام حقيقي في قلقيلية قائلا: "الصحافة هنا تعتمد على الخبر الباهت والتقرير الجامد، يجب أن نبث الحياة للقصة بالتركيز على المواطن وليس اتباع المسؤول، ونحن بحاجة لاستثمار مدروس في الإعلام المحلي كما يجب أن تتوسع دائرة حرية الصحفي كي لا يكون مشلولاً".
ولا يبدو صبري متفائلاً بإعلام مؤثر وفاعل في قلقيلية معتبراً أنها ستبقى " فقيرة إعلامياً"، رغم تفاؤله بوجود نواة لصحفيين شباب يملكون الكفاءة ويواجهون تحدياً بأن يكونوا أمناء لمهنة الصحافة وليس مجرد موظفين.
وعندما نتحدث عن إعلام محلي في قلقيلية فإننا نعني إذاعتين فقط تبثان من قلقيلية إحداهما مخصصة للمضمون الديني وأخرى منوعة، وشهدت قلقيلية بروز مبادرات شبابية لإنتاج أعمال مرئية وبرامج اجتماعية، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لهؤلاء الشباب.
ويوضح مسؤول صفحة قلقيلية أولاً على موقع "فيسبوك" الشاب عبد الرحمن قشوع، أن الفكرة بدأت بإنشاء صفحة تنشر أخبار مدينة قلقيلية إضافة لأخبار أخرى، ثم تطورت الفكرة لإنتاج أعمال مرئية ذاتية بعد تعلم قشوع تحرير الفيديو باستخدام برامج المونتاج.
وكانت بداية هذه المبادرة ببرنامج حمل اسم "مبدعون من قلقيلية" سلط الضوء على شريحة من المبدعين من سكان المدينة، ثم كان برنامج " ختيارية بلدنا" الذي يتحدث في كل حلقة من حلقاته أحد كبار السن عن تجربته في الحياة، ويقول قشوع، "هدفنا الارتقاء بقلقيلية وإظهار قدرات المبدعين المدفونة وإيصال صوت سكانها للمؤسسات والمسؤولين لمساعدتهم".
ويؤكد قشوع أن هذه المبادرات وهي الأولى من نوعها في قلقيلية لقيت إعجاب المتابعين من أبناء المدينة الذين وجدوا أن العمل يعبر عنهم، مضيفا، "الإعلام المحلي في قلقيلية ليس قوياً وغير متابع، والفيسبوك أصبح وسيلة إعلام بديلة ولا نحتاج تلفازاً محلياً في ظل الاستفادة من الإعلام الجديد".
ويواجه الشبان المبادرون بإنتاج الأعمال المرئية مصاعب لأنهم غير متفرغين للعمل، فهم ليسوا صحفيين وإنما شبان يملكون القدرة على التصوير والمونتاج ويملكون فكرة يؤمنون بها، ويشير قشوع إلى أن التمويل كان تحدياً كبيراً لهم وحتى الآن لم يتبنى أحد هذه المبادرات ليدعمها ولكن هناك من ساهم بعض الشيء.
وتعززت الروح لدى الشبان في " قلقيلية أولاً" بعد أن نالت أعمالهم إعجاب المتابعين، وباتوا يطمحون لإنتاج مجموعة من البرامج متعددة المجالات وتختص بمدينة قلقيلية فيما يشبه محطة تلفزيونية منوعة فضاؤها مواقع التواصل الاجتماعي.