شبكة قدس الإخبارية

"الشاباك" يجعل "إسرائيل" بيتا من ورق

رنا شحاتيت

تزايد في السنوات الماضية اقتحام كبار المسؤولين السابقين في جهاز الأمن العام "الشاباك" في الحلبة السياسية  الإسرائيلية، وذلك بانخراطهم في المعترك السياسي كممثلين للأحزاب في الكنيست والحكومة، أوبحضورهم المتزايد في وسائل الإعلام كمحللين أمنيين.

وأصبح قادة "الشاباك" أيضا يحلون محل كبار ضباط الجيش الذين أنهو مهامهم العسكرية وتحولوا لقوات الاحتياط، فيما تتردد اتهامات في أوساط المستوطنين عن دور لـ "الشاباك" في توجيه حاخامين للأحداث التي ظهرت في "عرس الدم" حيث طعن مستوطنون صور الطفل دوابشة، وذلك بهدف تبرير محاكمة مرتكبي الجريمة.

ويقول عوفر إيلاني الباحث والصحافي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن نظريات المؤامرة هذه  تستند إلى تكهنات ولذلك لا تستعرضها القنوات الإعلامية الرسمية التي تميل لقبول الرواية الرسمية في جميع الأحوال بصورة أتوماتيكة.

والظاهر أن قطاعات واسعة من الجمهور تتمسك بروايات الواقع البديل والثقة بالروايات الرسمية للأحداث التي تظهر في نشرات الأخبار أخذة بالتراجع.

يتساءل إيلاني من الأحداث الحاصلة في "إسرائيل" والتي تديرها أجهزة المخابرات السرية بإرسال  أذرعها إلى الحكم من خلال تعيينهم في مناصب مهمة، مثل المفتش العام للشرطة ومدير عام البنك المركزي ومدير عام سلطة الآثار وعضوية الكنيست.

"الشاباك" باسمه أو "شين بيت" سابقاً لم يكن  يحظى بهذه  السيطرة قبل عقود قليلة، بينما بات ظهوره الآن واسعاً.

ووفقاُ لإيلاني فإنه لايمكن تجاهل دخول هذا الجهاز إلى مركز الحلبة العامة، ويبدو أن هذه  مرحلة جديدة، حيث يؤكد أن "الشاباك" حاضر أيضا في سلك التعليم والإعلام.

وعلى الجمهور الإسرائيلي أن يودع مشهد ومكان ضباط الجيش الإسرائيلي في ستديوهات التلفاز، بعد أن كانت لديهم سيطرة كاملة على موقع المحلل الأمني طوال عقود، بعد أن احتلت هذا الموقع وجوه جديدة لمسؤولين في جهاز "الشاباك" سابقا.

ويتعين على المشاهد أن يعتاد أسلوباً جديدا، لا جنرالات يحملون أوسمة في حروب ماضية، "فاليوم يتواجد أشخاص كانو في الظلال لا نعرف عن ماضيهم شيئاً"، كما يقول إيلان.

لكن على أي حال فإن هذا ليس مفاجئاً للكثيرين في الجمهور الإسرائيلي، يؤمنون أن "الشاباك" هو محرك الخيوط في دولة الكثير من مسؤوليها هم عملاء سريون.

وفي عام 1968 توقع الفيلسوف الإسرائيلي يشيعاهوا ليبوفتيش أن يقود استمرار الاحتلال لدمار المجتمع، وأن "العرب في إسرائيل" سيكونون العاملين أما اليهود فهم المدراء والمفتشين والموظفين وافراد الشرطة وعناصر المخابرات.

وقد تبدو توقعات الفيلسوف قريبة من التحقق إن لم تكن تحققت فعلا، فيما خلص إيلاني أن مجتمعا تحكمه الأجهزة  السرية هو مريض بصورة لا يمكن أن يعالج منها، وأنه كلما ازداد تدخل "الشاباك" في حياة الإسرائيليين فستصبح السياسة الإسرائيلية شبه بيت من ورق إن لم يكن أسوأ من ذلك، كما قال.