فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أكثر ما يخشاه الاحتلال أن يتكرر في أوساط المجتمع الفلسطيني بالداخل المحتل عام 1948 نموذج مهند العقبي أو نشأت ملحم لذلك لم تخل أية عملية كان منفذها من الداخل من الشائعات ومحاولات التشويه والعبث في احتمالات دوافعها ووصمها بالجنائية أو جعلها تحت بند "خلفية غير واضحة".
ومن ذلك ما فعله الاحتلال مع عملية الطعن في نتانيا خلال الانتفاضة الحالية وعملية الدهس والطعن على طريق الخضيرة والتي يساوَم منفذها المعتقل وعائلته للاعتراف بأنها جنائية ومجرد حادث طرق لتخفيف الحكم، وحاول فعل ذلك مع عملية العقبي في البداية لكن كبر حجم العملية جعل روايته ركيكة وسخيفة أمام الجمهور مما اضطره لسحبها خلال فترة قصيرة.
يعمد الاحتلال إلى اختلاق أكاذيب وروايات متضاربة بخصوص هكذا عمليات على خلاف العمليات التي يكون منفذوها من الضفة أو غزة والقدس، حتى أن نشأت ملحم ذاته كان قد اعتقله الاحتلال بعد فشل عمليته في ٢٠٠٦ وضغط عليه من أجل أن يعترف بأن عمليته كانت من منطلق جنائي وأنه مضطرب نفسيًّا حتى يخفف الحكم عليه وبالفعل هذا ما حدث.
واليوم يحاول إعطاء صورة نمطية معيبة فلسطينيًا عن المجتمع الفلسطيني بالداخل بأنه يرفض الأبطال ويسلمهم ويبث شائعات وروايات تقول بأن أقارب أو مقربين من نشأت هم من بلغوا عنه مع أن السياسة الأمنية للاحتلال تفرض عليه عدم الكشف عن مصادر معلوماته تحت أي ذريعة.
الهدف الواضح من ذلك هو كسر روح وفكرة المقاومة في الداخل وقتلها في مهدها حتى لا يكون هؤلاء الفدائيين نماذج يقتدي بها فلسطينيو الداخل فيتحول الأمر إلى حالة مقاومة واقعية وتتحول تلك المناطق لساحة مواجهة تضرب عمقه وأمنه الداخلي غير المهيأ والمصمم لذلك، فكل الضربات هناك ستكون مكلفة وسيدخل الهوس لكل تفاصيل حياتهم لذلك يعمد بين الفينة والأخرى تصدير بعض الخونة على إعلامه من الذين ينادون بالتعايش ويعمل على امتداحهم وتلميعهم ليكونوا قدوة خصوصًا للأجيال الناشئة التي لازال وعيها في طور التشكل، ويستعين ببعض العرب من الخارج ويرسلهم للجامعات والمعاهد التي يدرس فيها فلسطينيو الداخل وقد شاهدتهم حادثة جامعة حيفا قبل أسابيع حين تصدى الشباب للداعين التطبيع.
الاحتلال ومراكز دراسته الأمنية يخوضون معركة كي وعي كبيرة ضد الوعي الفلسطيني في الداخل لإبقائه خاملًا ميتًا بعيدًا قدر الإمكان عن الجرح الذي يعيشه الفلسطينيون في مختلف مناطق وجودهم نتيجة الاحتلال، فلا تخدموه واعملوا على العكس لأنه يعلم جيدًا أنه إذا ما تحرك فلسطينيو الداخل وانتفضوا وهم أكثر من مليون ونصف سيقلبون المعادلة رأسًا على عقب ولن يكون للاحتلال بعد ذلك اليوم أمنٌ وأمان على هذه الأرض.