شبكة قدس الإخبارية

حاجز سلواد .. مصيدة لفتية وشبان البلدة

شذى حمّاد

سلواد- خاص قُدس الإخبارية: وجّه على صدره سلاح M16 وصرخ، "سأقتلك، سأقتلك"، دفعه أرضًا وواصل توجيه سلاحه عليه وأصابعه تقترب على الزناد، فيما الشاب المقيد اليدين عاجزا عن الدفاع عن نفسه وأشقائه.

فعلى الحاجز العسكري الطيار الذي ينصبه قوات الاحتلال على المدخل الغربي لمدخل بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، كل من يحمل اسم البلدة في بطاقة هويته معرض للضرب والتنكيل والاحتجاز لساعات، كما قد يتعرض للاعتقال وينقل إلى مراكز التوقيف أو معسكرات جيش الاحتلال.

ففي ساعات الذروة ومنذ انطلاق الانتفاضة الحالية، وجيش الاحتلال ينصب الحواجز العسكرية على مداخل البلدة التي تستخدمها ستة قرى مجاورة، ليتفننوا بالتنكيل بالأهالي والاعتداء عليهم، ليصعّد جنود الاحتلال اعتداءاتهم بعد عملية الدهس البطولية التي نفذها الشهيد أنس حماد، كوسيلة انتقام وفرض عقاب على أهالي البلدة.

ابراهيم(30) عامًا، مصطفى(23) عامًا، محمود (20) عامًا، مؤمن ياسر حامد (17) عاما، أربعة أشقاء من بلدة سلواد، اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.

صبحي حامد أحد شهود العيان، قال إن قوات الاحتلال أنزلت الشقيق الأصغر من المركبة التي كانت تقل الأشقاء الأربعة، وحاولت اعتقاله قبل أن ينزل شقيقه الأكبر من المركبة ويحاول الدفاع عن شقيقه.

وأضاف،" حاول ابراهيم منع الجنود من اعتقال شقيقه ما أدى لحدوث مناوشات بينه وبين الجنود الذين رفعوا أسلحتهم عليه"، مؤكدا على أن توجيه أحد الجنود سلاحه على ابراهيم كان بهدف إطلاق النار عليه

 لـ 45 دقيقة، واصلت قوات الاحتلال احتجاز الأشقاء قبل أن تقوم بنقلهم إلى مركز توقيف "بنيامين" حسب ما علمت به العائلة في وقت سابق، كما وضعت ابراهيم تحت الجيب العسكري، وضربوه على رأسه بأحذيته وأعقاب بنادقهم، كما اعتدوا أيضًا على أشقائه الآخرين.

وفي مشهدٍ آخر، اقتربت الحافلة للتوقف على الحاجز ويأتي دور تفتيشها، أحد جنود الاحتلال طلب من عمر باسم حماد (24) عامًا النزول، فيما طلب جندي آخر من سائق الحافلة الذهاب من المكان.

"لحظة ما نزلت من الحافلة، قام أحد الجنود بصفعي على وجهي، فمسكت يده وتصديت له" يروي عمر، ليناهل عليه الجنود بالضرب المبرح ثم ينقلوه على النقطة العسكرية المقامة على أراضي البلدة.

وأضاف" غطوا عيني وقيدوا يدي، ثم جاء جنديان آخران وأصبح مجموع الجنود ستة وبدأت جولة جديدة من الضرب والاعتداء وإلقاء المسبات البذيئة علي"، متابعا،" قال لي أحد الجنود إنه رآني ألقي الحجارة عليهم، فقلت له إنه يكذب وكلامه غير صحيح، ليتابع الجنود الاعتداء عليه بعد ذلك"

وأوضح عمر أن قوات الاحتلال اتهمته بالارهابي، "سألتهم إذا أنا ارهابي لماذا منحتوني اليوم تصريح للقدس" مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال طلبت منه التصريح وسألته عن سبب ذهابه وعندما أخبرهم أنه كان في مقابلة بالقنصلية الأمريكية، رفعوه عن الأرض وفكوا قيده.

"أجبروني على التوقيع على ورقة تنص على أنهم لم يعتدوا علي، وحاولوا توقيعي على ورقة أخرى تنص أنهم لم يصادروا مني شيء ولكني رفضت حتى أعادوا لي هاتفي ومحفظتي"، مبينًا أن جنود كانوا قد وزعوا هاتفه وجهاز "بلوتوث" ومحفظته فيما بينهم، وأخرجوهم من جيبهم حينما أصر على استعادتهم".

قوات الاحتلال لا تتواني عن سرقة الأهالي خلال التنكيل بهم احتجازهم على حاجز البلدة، وهو ما جرى مع فني الكهرباء، جهاد حامد، حيث صادرت منه قوات الاحتلال معدات بقيمة (3500) شيقلًا ورفضت إعادتها.

ويروي جهاد أن قوات الاحتلال أوقفت مركبته على الحاجز وأنزلته ومنه معه من عمال واحتجزتهم لأكثر من ربع ساعة قامت خلالها بتفتيش المركبة تفتيشا دقيقا صادرت خلالها معظم المعدات الموجودة معه، مضيفًا أنه وبعدما طلب استعادة معداته حضر أحد جنود الاحتلال وبيده مشرط كان قد أخذه من المركبه وقام بفتحه بالقرب من وجه جهاد بطريقة تهديدية، وهو ما أجبره على الانسحاب من المكان حفاظًا على سلامة من معه.

كما لا تتواني قوات الاحتلال عن إطلاق النار بشكل مباشر على المركبات المارة، وهو ما حصل مع عبد القاهر حماد، والذي كان ينقل في مركبته مجموعة من طلبة المدارس.

يروي حماد أن قوات الاحتلال أوقفت مركبته، وأنزلت طفلًا (15) عاما وأخضعته للتحقيق قبل أن تسمح له بالمرور، "ما أن ابتعدنا عن الحاجز (10) أمتار حتى أطلق قوات الاحتلال رصاصتين من النوع الحي تجاه المركبة"، مضيفًا أن إطلاق الرصاص كان بهدف القتل، ولو كان بالمركبة أشخاص طوال القامة، لأصابتهم الرصاصة في رأسهم وقتلتهم مباشرة، وأن حالة من الذعر والخوف أصابت الأطفال الذين يحملون الجنسية الأمريكية.

أهالي الأطفال تقدموا بشكوى ضد جنود الاحتلال الذين أطلقوا النار بشكل متعمد بهدف القتل، مشيرًا إلى أن أضرار ألحقت بمركبته الجديدة والتي يبلغ تصليحها أكثر من ثلاثة آلاف شيقل، مما يؤكد أن السياسية التي يتبعها جنود الاحتلال على الحاجز هي سياسية تنكيلية استفزازية، هدفها تخويف وترعيب الأهالي.

صبحي حامد وهو يعمل سائق على خط سلواد – رام الله، بيّن أن أحد جنود الاحتلال أمره بإطفاء المركبة والنزول بها، وسأله،" هل يوجد بيني وبينك مشكلة؟ لماذا تنظر إليّ بهذه الطريقة"، ويعلق صبحي، " الجنود يحاولون اختلاق المشاكل لإطلاق النار علينا، فكل حركة أصبحت محسوبة علينا".

وبحسب حامد، فان جنود الاحتلال باتوا أيضًا يُخضعون النساء والفتيات للتفتيش، وينزلونهم من المركبات، حيث يقومون بأخذ حقائبهن وتفتيشها، بهدف استفزاز الشبان واختلاق المناوشات لأخذ مبرر لإطلاق النار.

أهالي بلدة سلواد وخاصة الشبان منهم، باتوا يتفقدون مركباتهم جيدًا قبل الخروج، فلا يتركون بها سكينًا أو مفكًا أو أي أداة حادة، فجنود الاحتلال باتوا يطلبون منهم إخراج ما معهم من أدوات حادة قبل أن يطلبوا بطاقات هوياتهم.