القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: عادت قضية "نورة" لتبرز مجددا كقضية وطنية هامة عنوانها "لا للتهجير القسري"، حيث سلّمت نورة اليوم عريضة وقعها ما يزيد عن 26 ألف شخص حول العالم يطالبون بالتدخل بشكل عاجل واتخاذ خطوات جدية لوقف إخلاء العائلة ووقف تهجير الفلسطينيين قسريًا.
"نورة صب لبن" سيدة فلسطينية من البلدة القديمة في القدس، تتعرض لخطر الطرد من منزلها الذي ورثته من أهلها منذ ما يقارب 60 عامًا، حيث تسلمت قرارًا بإخلائه بدعوى ملكيته لمستوطنين قبل عام 1948، فقدمت استئنافا على القرار لدى محكمة الاحتلال العليا لتحصل على قرار بتجميد الإخلاء مؤقتًا.
وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 35 عامًا إخلاء نورة وعائلتها من منزلهم في البلدة القديمة في القدس المحتلة، بعد أن عاشت فيها نورة وعائلتها منذ عام 1935.
ويقول أحمد صب لبن ابن نورة وصاحب المنزل، إن قضاء الاحتلال يمثل الحكم والجلاد في هذه القضية، لكن ذلك لم يمنع العائلة من اللجوء إليه للمطالبة بحقها مستعينة بمختلف أساليب الضغط على الصعيد العالمي، والتي كان منها توقيع عريضة وصلت مساء اليوم 27 ألف موقع، بينهم 4 آلاف أوروبي.
وأضاف صب لبن لـ قُدس الإخبارية، أن العريضة قدمت للاتحاد الأوروبي وتمت مطالبته بتوسيع نطاق التضامن والتدخل لوقف سياسة الإخلاء والضغط على الاحتلال بهذا الشأن، مبينا، أن العائلة والمتضامنين معها يناضلون على الصعيد القضائي والدبلوماسي وقد نجحوا في كسب الدعم الأوروبي وانحياز القنصليات لهم أيضا.
ونتيجة لخطواتها النضالية، تعرضت العائلة لمخاطر وتهديدات ومضايقات كان منها قطع التأمين الصحي عنها، لكنها رغم كل ذلك خرجت اليوم أمام ممثلية الاتحاد الأوروبي رام الله تزامنا مع موعد سماع رد المستوطنين أمام محكمة الاحتلال العليا، الذي يتوقف عليه موقف المحكمة.
وسلمت العائلة خلال وقفتها اليوم مفتاحا لممثلية الاتحاد الأوروبي، لكن صب لبن أوضح أن المقصود هنا ليس مفتاح العودة، بل مفتاح وقف الإخلاء والمطالبة بفتح باب التدخل للتضامن الدولي ضد سياسية الإخلاء القسري، مضيفا، أن العائلة تراهن على التضامن الدولي في الضغط على قضاء الاحتلال.
وتطالب العائلة باتخاذ خطوات جدية للضغط على سلطات الاحتلال لوقف وإلغاء جميع أوامر الإخلاء والهدم بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، إضافة لاستخدام كافة الوسائل اللازمة وعلى رأسها فرض عقوبات على سلطات الاحتلال لوقف عمليات التهجير القسري، داعية إلى وضع خطة للاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسريًا على يد سلطات الاحتلال.
واستعان المتضامنون في قضية نورة بالدعوات الالكترونية منذ آذار الماضي، حيث أنشأت صفحة خاصة على فيسبوك تنشر المستجدات بشكل دوري باللغتين العربية والانجليزية لحشد التضامن الدولي معها، واستخدمت خلالها هاشتاغي " #أوقفوا_إخلاء_نورة "و" #StopNorasEviction ، حيث دعوا للتغريد والمشاركة على الهاشتاغين باللغتين العربية والإنجليزية.
كما دعوا أبناء القدس والمنظمات الدولية للحضور إلى منزلها لمنع اعتداءات المستوطنين والحيلولة دون تنفيذ قرار الاخلاء.
عائلة نورة ليست العائلة الفلسطينية الوحيدة في القدس المحتلة التي تواجه خطر التهجير القسري، فهناك 15 عائلة فلسطينية في القدس المحتلة تواجه أوامر إخلاء أصدرتها محاكم الاحتلال بحقها.
وحسب احصائيات مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، هناك ما يزيد عن 1700 أمر هدم ضد منازل ومنشآت فلسطينية في القدس لوحدها وقرابة 11.000 أمر هدم في جميع الضفة الغربية المحتلة.