شبكة قدس الإخبارية

كيف يوصل العلماء الاَلات بالدماغ؟

٢١٣

 

هيئة التحرير

رام الله - قُدس الإخبارية: تخيل أنك تريد مصافحة شخص فيمد لك يد اَلية غريبة الشكل ليصافحك بها أو لو خلع صديقك حذاءه فتخرج قدم اَلية تمشي لبد أنك ستصاب بالهلع كأنك تعيش أحداث فلم خيال علمي إلا أنه يبدو أن عصر الاَلات المتقدمة المتصلة بالدماغ البشري قادم إذ أن التفاعل بين المخ البشر والاَلة يتخذ منحنيات جديدة تماماً لم تكن موجودة من قبل

ولربما تكون اليد الاَلية هي أبسط عضو اَلي متصل بالدماغ نستطيع استخدامه فلقد تمكن العلماء من جعلها تتفاعل مع أوامر الدماغ والأفكار بل وحتى الصوت فقد تمكننا من حوسبة الأفكار وأوامر الصوت كي تصبح الأوامر مفهومة لليد لكن ذلك لازال محدوداً والعملية بطيئة تسرق من الوقت والاهتمام اللازم لإنجاز المهمة التي يريدها الإنسان

فماذا لو تم وصل العقل البشري مع الَلة بشكل جديد يوسع فهم المعلومات بإرسالها ليس عبر الأعصاب والعضلات المكونة من اللحم الحي وأنما عن طريق الأسلاك وأشباه الموصلات المصنوعة من المعدن؟ حسناً إن ذلك سيفتح باب مستقبل جديد تماماً في الطب

يقول موقع نون بوست في مادة أعدها حول هذه القضية، إن هناك نوعان أساسيان من التفاعل الذان يحدثان بين الدماغ والاَلات حيث هناك معلومات داخلة ومعلومات خارجة والمعلومات عامة تتخذ صورة عضو حي صناعي أو عضو بشري تم تعديله لترسل الإشارات بشكل مباشر إلى الجهاز العصبي المركزي مثل زرع القوقعة أو العين والمعلوات الخارجة مثل المعلومات التي تتوجه من الدماغ إلى ذراع اَلية بيونية وتحريكها بالأفكار فقط أما العضو الاَلي الأكثر تطوراً فهو الذراع البيونية الحساسة القادرة على إرسال واستقبال المعلومات في الوقت ذاته

ومن المهم أن نستطيع التفريق بين الاَلات التي تقرأ والتي ترسل الإشارات إلى الدماغ وبين الاَلات التي تقوم بخلق إشارات عصبية في الجهاز العصبي ثم تسمح للجهاز العصبي بتمرير هذه الإشارات إلى المخ وحدها ويوجد هناك ميزات وعيوب لكل من الطريقتان

ويضيف الموقع، "ولكي نفهم الفرق نستطيع أن نأخذ على سبيل المثال الذراع التعويضية التي يمكن تحريكها بالأفكار فقط دون قول أي شيء فقد زرع الأطباء أقطابًا على سطح المخ ثم استعملوا هذه الأقطاب لقراءة وتسجيل نشاط المخ وقد تمكنوا من تعليم الكمبيوتر بهذه الطريقة التي تسجل كل أنواع الأفكار من أن يفرق بين الأمنيات المختلفة وينفذ الأفكار الخاصة به فقط وهذا الشيء شاق جداً على تكنولوجيا التحكم بالتفكير حيث أننا نفكر في أشياء غير نهائية وما على كمبيوتر اليد الاَلية إلا أن ينفذ نسبة ضئيلة جداً من كل هذا".

وتعد عملية التعرف الكمبيوتري هذه محاولة لإعادة إختراع شيء أقدم بكثير من المجلة فقد قام التطور في الإنسان بتكوين هياكل عصبية تستطيع أن تخرج الإبرة من كومة القش حيث تتعرف بدقة على الأفكارالمطلوبة وسط كل هذا التعقيد التركيبي للمخ والأعصاب لتنتج أوامر حركية بسيطة والعكس أيضاً ولكن ليس من الفعال أن نضيع وقتنا ونحن نطلب من الكمبيوتر أن يعيد تعلم ما يقوم به المخ والأعصاب من غربلة للإشارات

توجد فكرة مبتكرة جديدة في الأطراف الصناعية العصبية وهي "إعادة تعصيب العضلة المستهدفة" وهذا يسمح للعلماء في بعض الحالات بالحفاظ على جزء من العضلات التالفة قرب موضع البتر واستخدام هذه العضلات للإبقاء على الأعصاب عديمة الاستخدام على قيد الحياة هذه الأعصاب لا تسيطر على شيء بعد قطع الطرف المختصة به ولكن إبقاؤها حية يبقي على وصول الإشارات إليها والشيء الجيد هو أن الإشارات الواصلة إليها تكون مغربلة بالفعل مما يسهل على الطرف الاَلي قراءتها وبذلك يحرك الشخص مبتور الطرف يده دون حاجة نظام معقد يغربل الإشارات في مخه

هذه الفكرة تم تطبيقها أيضاً في الرقائق الصناعية المزروعة في العين بجعلها ترسل الإشارات إلى العصب البصري وليس إلى المخ نفسه وبذلك نتلخص من تعقيد الأمر وتصل الإشارات كأي إشارات طبيعية للمخ

وقد تطورت قراءة المخ المباشرة لقراءة الإشارات مؤخراً بخطوات رائعة للأمام فمن الشبكة العصبية فائقة التقدم والقابلة للحقن إلى الحلول البصرية المعدلة جينيًا والتي يمكن أن تجبر الخلايا العصبية على التحفيز بمجرد التعرض للضوء وكذلك تركيب الأقطاب على الرأس من الخارج ومع أن ذلك قد لا يبدو جميلاً ظاهرياً لكنك قد ترغب بتجربة واحدة في المستقبل القريب

أما على المدى البعيد فلا يمكن لنا أن نخمن المدى الذي سيصل إليه تفاعل المخ البشري مع الاَلات فهل سنكون قادرين يوماً على الوصول إلى أجزاء جديدة أوسع من القشرة المخية الحركية مكبرة بفضل تقدم البرمجيات ؟ هل يمكن أن ننقل على الكمبيوتر كل أفكارنا كاملة وليس شيئًا مخصصًا فحسب ؟ إذا كنت في محل وكنت محتارًا بشأن شراء سترة لصديقك هل تستطيع إرسال الإحساس بملمس السترة له عن طريق الانترنيت ؟ الزمن وحده سوف يجيب عن هذه الأسئلة، حسب نون بوست.