الخليل – قُدس الإخبارية: بعد أقل من ثلاثة أشهر على إبعاد حذيفة أبو سرحان عن جامعته (بولتكنك الخليل)، جاء قرار إبعاد لبابة محمد الهريني عن الجامعة ذاتها، ليعلن الاحتلال بذلك عن أسلوب قمعي جديد بحق الطلاب والطالبات في الضفة.
لبابة (22 عاما) من يطا جنوب الخليل، أنهت الفصل الصيفي وشدت أزرها استعدادا لعام دراسي جديد وأخير في الجامعة، فقد بلغت سنتها الخامسة في تخصص الهندسة، وبقي لها 24 ساعة فقط، لكنها تلقت على غفلة استدعاءً من جيش الاحتلال لمراجعة المخابرات في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل.
وتقول لبابة لـ قُدس الإخبارية، إنها توجهت إلى المستوطنة بناء على الاستدعاء الذي تسلمته بتاريخ 11/آب، وبعد التحقيق معها حول نشاطاتها في الجامعة، تم تسليمها قرارًا بمنعها من دخول مدينة الخليل حتى الأول من شباط المقبل (1/2/2016)، دون توضيح الأسباب.
وتضمن القرار تأكيدا بمنع دخول المدينة التي تنتمي لها لبابة أصلا، ولأي سبب كان، بما في ذلك التوجه إلى الجامعة، كما تضمن تهديدا بالاعتقال الفوري في حال خرق القرار، ما دفع لبابة وعائلتها لتوكيل محام بمتابعة القضية، لكن سلطات الاحتلال لم تستجب منذ ذلك الحين لطلب المحامي تحديد موعد لجلسة الاستئناف.
لبابة ابنة لأسير محرر هو محمد حسن الهريني، تعرض للاعتقال سبع مرات لدى الاحتلال وثلاث مرات أخرى لدى أجهزة أمن السلطة في الضفة، كما تلقى أشقاؤها استدعاءات للتحقيق معهم لم ينته أي منها بالاعتقال.
وبخصوص دراستها، توضح لبابة أن الجامعة تجاوبت مع قضيتها وسمحت لها بتسجيل سبع ساعات دراسية، من بينها مشروع التخرج، مبينة، أن لقاءات ستعقد لها مع المشرفين عنها في مقر جامعة القدس المفتوحة بيطا، لتسيير أمورها وعدم تعطيل دراستها كما أراد الاحتلال. وتعلق لبابة، "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، والحمد لله على كل شيء ودائما وابدا، فالهمة ان شاء الله عالية وقوية ولن تنحني منا العزائم".
لكن حالة لبابة ليست الأولى في الضفة ولن تكون الأخيرة على ما يبدو، ما دامت سلطات الاحتلال قد بدأت هذا الأسلوب للضغط على طلبة الجامعات ونفذته بحق فتاة وشاب، فقبل لبابة كان الاحتلال قد اعتقل الشاب حذيفة أبو سرحان من بيت لحم.
وبحسب مقربين من حذيفة، فإن الاعتقال تم بعد ساعات فقط من انتخابه مسؤولا ماليا لمجلس الطلبة في جامعة الخليل أواخر أيار الماضي، وبعد أيام من اعتقاله تم الإفراج عنه مع تسليمه خارطة بالمناطق التي يمنع عليه دخولها، وكان منها مدينة الخليل وجامعته (البولتكنك).
لكن سلطات الاحتلال عادت لتعتقل حذيفة من منزله في بيت لحم منتصف شهر تموز الماضي، أي بعد أقل من شهرين على الإفراج عنه، ودون أن يخرق قرار حظر التنقل الصادر بحقه.
تجدر الإشارة إلى أن سياسة الإبعاد وتسليم خرائط بمنع التنقل مستخدمة بشكل أساسي بحق شبان من القدس المحتلة، فيما يستخدم الاحتلال أحيانا سياسة الإقامة الجبرية في منطقة ما بحق شبان الضفة، إلا أن سياسة المنع من دخول الجامعة تبدو جديدة ويجري تجريبها للتأكد من جدواها وردود الفعل عليها قبل دخولها حيز التنفيذ.