فلسطين-قدس الإخبارية: عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن فخرها وتقديرها الشديدين بإفشال رجال المقاومة من مختلف انتماءاتهم في جنين لمخططات الاحتلال باستهداف قيادات المقاومة، حيث شهدت جنين مساء أمس وفجر اليوم تصدي المقاومة للقوات الإسرائيلية التي دخلت المخيم بشكل غادر.
وقالت الجبهة في بيان لها اليوم الثلاثاء: "إن جنين التضحية والفداء كانت وستبقى نموذجاً نضاليا عصياً على الكسر، ولا يمكن هزيمة روح المقاومة المنبعثة من أزقة وشوارع المخيم، حيث أعادت المقاومة خلال تصديها للعدوان الأذهان إلى معركة جنين البطولية، والتي هُزم فيها الاحتلال شر هزيمة".
وطالبت الجبهة جماهير شعبنا وفصائل المقاومة إلى اليقظة والحذر من محاولات الاحتلال استهداف بؤر المقاومة المشتعلة، من أجل إضعافها في الضفة، ليتفرغ الاحتلال لمخططاته على الأرض والهادفة لتكريس وتعزيز الاحتلال، وتهويد الأرض، وعزل المدن والقرى بمزيد من البؤر السرطانية.
وشددت الجبهة على ضرورة تعزيز وحدة المقاومة من مختلف الفصائل والاستعداد لتصعيد صهيوني يستهدف المقاومة بالضفة، فالاحتلال لا يستهدف فصيلاً بعينه بل كل الشعب الفلسطيني.
وأكدت الجبهة أن الأوضاع السياسية الراهنة وفشل الرهان على أوسلو واعتراف القيادة الفلسطينية المتنفذة بذلك، يملي عليها التوقف عن المراوغة والمراوحة في المكان، واتخاذ قرار جريء بدعم صمود شعبنا، وإطلاق العنان للمقاومة، فما فائدة الموازنات الضخمة على الأمن، وفي ظل آلاف رجال الأمن طالما لم تكرسهم للدفاع عن الوطن والشعب؟!
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الثلاثاء, ان مدينة جنين قدمت من جديد درساً آخر للاحتلال تحت عنوان الوحدة ورص الصف في مواجهة المحتل، ودللت على حيوية شعبنا الذي يرفض الاستسلام والإذلال, مشددةً على أن الإرادة أقوى سلاح تتكامل فيه الأدوار الوطنية لحماية كل أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة خلال بيان لها وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه , ان درس جنين كان رسالة حاسمة للاحتلال بأننا شعبنا سيدافع عن نفسه في مواجهة أي محاولة من الاحتلال للتلاعب بحياة ومستقبل أبنائه.
وبينت ان أبطال جنين وشبابها الأحرار أفشلوا عملية أمنية أراد من خلالها الجيش الصهيوني المجرم أن يحقق إنجازاً ، لكن صمود الشباب وعزيمتهم دفعته للخروج خائباً.
وحيت الحركة عائلة أبو الهيجا التي قدمت نموذجاً فريداً في الصبر والصمود والتضحية., وأدانت جريمة هدم منزل العائلة واعتقال ابنها وابن فلسطين المجاهد مجدي أبو الهيجا على يد قوات الاحتلال المجرم الذي يتحمل كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الأخ مجدي.
وطمأنت الحركة أبناء شعبنا بأن الشيخ القائد بسام السعدي بخير ولم يمسه سوء بفضل الله تعالى، وباسمه نوجه الشكر والتحية لأهلنا في جنين وشبابها الأبطال الذين أفشلوا مخطط العدوان الصهيوني.
الناطق باسم حركة حماس، حسام بدران، أشاد بالمقاومة الباسلة التي أبداها مقاومو مخيم جنين خلال اشتباكهم مع قوات الاحتلال المقتحمة للمخيم مساء أمس، حيث أصيب جندي صهيوني بجراح خطيرة برصاص المقاومين، فيما تمكن الشبان من إحراق آلية عسكرية.
وقال بدران في تصريح صحفي، صباح اليوم الثلاثاء، إن أحداث مخيم جنين التي جرت مساء أمس الاثنين، رسالة واضحة المعالم تختصر مستقبل المقاومة المتصاعد بالضفة الغربية المحتلة، وتؤكد أن جذوة المقاومة المشتعلة غير قابلة للخمود أو التوقف مع مرور الأيام.
وأشار إلى أن مساء أمس، كان أحد أيام الانتفاضة التي تعيشها الضفة الغربية، حيث أعاد صوت الرصاص الموجّه للاحتلال في مخيم جنين، أمجاد أبطاله الشهداء، ومن لقنوا الاحتلال في الماضي الدروس القاسية.
ونوه بدران إلى أن مقاومي المخيم الذين أفشلوا مخطط قوات الاحتلال التي كانت ترصد صيداً ثميناً على حد قولها، تصدوا بشراسة وشجاعة للقوات المقتحمة، حيث أمطروا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص؛ ما أدى إلى حالة من الجنون الهستيري لجنود الاحتلال، الذين أخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي ومكثف.
وأشاد بحالة الاصطفاف خلف خيار المقاومة، والذي أبداه مخيم جنين خلال تصديه للاقتحام الإسرائيلي، حيث شارك مقاومو المخيم من كافة الفصائل في الاشتباك مع قوات الاحتلال.
ووجه بدران التحية إلى شباب المخيم الشجعان، الذين واجهوا بالحجارة قوات الاحتلال التي تسللت في البداية من خلال وحدات المشاة، وكان لهم الفضل الكبير في عرقلة مسير القوات، وتمكنوا من إحراق آلية لجيش الاحتلال بشكل كامل خلال المواجهات. وطالب الناطق باسم حماس، السلطة الفلسطينية بالكف الفوري عن التنسيق الأمني، والعودة إلى أحضان الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أن أجهزة السلطة الأمنية طيلة الفترة الماضية كانت تقتحم منزل الأسير المحرر مجدي أبو الهيجا، والذي اعتقلته قوات الاحتلال وثلاثة من أفراد العائلة خلال اقتحامها للمخيم الليلة.
وأثنى على جهاد وتضحيات عائلة أبو الهيجا، التي قدمت شهيدين، وهما شقيقا الأسير مجدي، فيما هدمت قوات الاحتلال منزله عقب اعتقاله وعائلته.