شبكة قدس الإخبارية

#الكوكب_الجديد: ماذا ينتظر الفلسطينيون من "كبلر-452 بي"؟!

هدى عامر

غزة - خاص قُدس الإخبارية: أمنياتٌ فضائية يرسلها أهالي قطاع غزة هذه المرة، إلى الكوكب الجديد الذي كشفت عنه وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" باعتباره أول كوكب قريب الحجم من الأرض في "المنطقة القابلة للحياة".

وأعلنت ناسا عن اكتشاف كوكب جديد يكاد يكون مماثلًا للأرض، وهو يدور في المنطقة القابلة للحياة (المنطقة التي يكون فيها الكوكب على مسافة من النجم بحيث يتكون الماء السائل على سطحه، وذلك يمكن أن يُمهد لظهور حياة عليه).

كما أن الكوكب أكبر حجمًا من الأرض، فمداره حول شمسه يستغرق 385 يوما، أي أنه أطول من مدار كوكب الارض بنسبة 5% فقط، الغريب أيضًا أن هذا الكوكب أبعد بنسبة 5% فقط من نجمه الأم Kepler-452 عن بُعد الأرض من الشمس، ويبلغ عُمر هذا النجم 6 مليارات سنة، أي أنه أقدم بـ 1.5 مليار سنة من الشمس.

كل هذه المعلومات، كانت محل متابعة للكثير لا سيما للفلسطينيين، آملين من "كبلر" أن يكون أكثر قربًا منهم، فلطالما عبّر كثيرون عن رغبتهم بتقديم طلب لجوء إلى الكوكب الجديد، ليحتويهم بعيدًا عن الأرض وفوضاها، وأن يكون أرضهم التي يتمنون.

الطلبات الفضائية التي أطلقها المتابعون لم تتوقف على الرغم من سواد الاحتمالات بطلب القرب واللجوء، وسرعان ما انقلبت هذه المعلومات العلمية إلى طرافة جميلة يتناقلها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

الشاب يوسف شهابي قال إن "الأمر ليس محط للأماني لكن أتمنى أن تكون تلك الكائنات -إن وجدت-لا تقتل بعضها بعضًا، وأن تكون أذكى مننا"، مضيفًا، كانت الرسالة التي نود إرسالها له هي طلب لجوء سريع على ذلك الكوكب.

وأوضح شهابي أنه علم عنه ما عَلم عنه العالم من معلومات بدائية وهي المعلومات القليلة المتوفرة حجمه بالنسبة للأرض، وبعده عن نجمه وعن الأرض ومناسبته لوجود مياه سائلة على سطحه المعلومات إجمالاً مأخوذة من صور المسبار "كيبلر" بالتالي هي معلومات لا تزال بدائية تخمينية

الشاب أنس سمحان قال "علمنا عنه تقريبًا من مواقع التواصل الاجتماعي أولًا، خصوصًا عبر صفحة ناسا، والمواقع العلمية العربية على الفيسبوك، وقرأنا عنه عدة مقالات والمعرفة دومًا تفيد"

لكن الأهم من ذلك هي الاستفادة والرسالة، فسمحان أكد قوله " استفدنا بأننا على اطلاع أين وصل العالم، لتحفيز الهمم لدينا، ودفعته رسالته للسؤال: "نحن أين من الفضاء؟!"

آخرون كُثر، كانت أمنياتهم حياتية واجتماعية، وربما استجمعوا كل ما لم يحققوه في كوكبهم الأصلي، ليرسلوا به إلى "كلبر" على الرغم من بساطته وأحقيته، فمستلزمات الحياة الأساسية كانت طلبات أولى وجهوها لكوكبهم الجديد.

" الكهرباء متواصلة يوميًا دون انقطاع، ماء وأكل وهواء وشقة تمليك أو حتى إيجار" أمنيات تمناها حسن إبراهيم، وسارة الجعفراوي، وليسوا وحدهم بل كانت ذاتها ما طلبه غالبية من تابع أمر ظهور كلبر في الكون

كما لم تخلو أمنيات العاطلين من العمل من وجود " وظيفة " هناك لم يسبقهم إليها أحد، فأيمن لبد قال " نلحق نروح على الكوكب الجديد نلاقي شغلانة، قبل ما يحطوا لافتة بأنه لا يوجد أماكن شاغرة"، كما أن القهوة والأرجيلة والأزياء والويرلس كانت ظاهرة بقوة بطلبات النشطاء الالكترونيين.

بعض الطرافة كانت مؤلمة، فالأمنيات "بالسلام وعدم الحروب كانت ظاهرة عيانًا"، حيث قالوا " ما بدنا نشوف هناك طائفية ولا عنصرية ولا حروب ولا أسلحة ولا دماء ولا أحزاب ولا احتلال ولا استيطان" بدنا نزرع الكوكب ورد!

فراس البرغوثي تساءل أخيرًا "رح تكون نفس تقسيم الدول ولا كيف؟، إحسبوه قطعة أرض لـ"إسرائيل" بلاش يحتلوا الكوكب ويقلك مكتوب هيك بالتوراة عنا"، ليرد صديقه أحمد "الفلسطينية اشتروه كله وممنوع دخول اليهود خاوة".

أمنياتهم بالقرب بالتأكيد مستحيلة، لأن الأمر غير السار في هذا الكشف المثير أن النجم كيبلر-452 يقع في كوكبة "سيغنوس" ويبعد 1400 سنة ضوئية من الأرض. وهذا يعني أنه ضمن التقنيات المتوفرة حالياً، ستستغرق رحلة فضائية إلى "الأرض 2.0" ما يقارب 26 مليون عام.

لكن الأهم من كل هذا وذاك، وكمية الكلمات والأمنيات، وانعدامية احتمالية الذهاب هناك، أن الكوكب الجديد قد وزع بعضًا من جماله لحظة اكتشافه، فهو الذي منحهم فرصة لقول ما يتمنوه في أرضٍ غير هذه الأرض، وفرصة للحلم، وكأنه رفع على بوابته شعارًا "احلموا الأحلام بالمجان".