القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: توصلت الدول الست الكبرى والجمهورية الإيرانية إلى اتفاق وصف بالتاريخي حول البرنامج الإيراني، في حين توالت ردود الفعل الرسمية والإعلامية في "إسرائيل" على الاتفاق، وجاءت جميعها غاضبة بشدة ومحذرة ومتوعدة.
وينص الاتفاق الذي تم الإعلان عن توقيعه رسميًا، ظهر اليوم الثلاثاء، على الاعتراف الدولي بسلمية البرنامج النووي الإيراني، وإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، ومواصلة مفاعل "أراك" عمله بالماء الثقيل.
كما ينص الاتفاق السماح لإيران بتصدير المنتجات النووية كاليورانيوم، ومنعها من تطوير صواريخ تحمل رؤوسًا نووية، وفرض قيود على بيع السلاح لإيران لمدة خمس سنوات، والإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
ونقلت وكالة رويترز العالمية عن دبلوماسيين قولهم، إن إيران قبلت بخطة تقضي بعودة سريعة للعقوبات خلال 65 يومًا إذا لم تلتزم باتفاقها مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي.
وفجر الاتفاق غضبًا في "إسرائيل" عبر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقول إن الغرب استسلم لإيران، معتبرًا، أن الاتفاق خطأ فادح له أبعاد تاريخية، وسيسمح لإيران بمواصلة "عدوانها وإرهابها" في المنطقة، على حد تعبيره.
أما وزير السياحة ياريف ليفين، فقال إنه من غير الحكمة التحدث حول ما ستفعله حكومة "إسرائيل"، مضيفًا، "لدينا الأدوات والقدرات أيضًا، وإسرائيل لا يمكنها تسمح لنفسها بالتنازل في هذا الموضوع".
وتابع، "الاتفاق سيء ويمهد الطريق لامتلاك إيران ترسانة كبيرة من القنابل النووية بعد عشر سنوات بمصادقة الدول العظمى، ويمكنها ترميم اقتصادها وإنتاج المزيد من الإرهاب"، وفق قوله.
وذهب عضوا الكنيست عن حزب العمل شيلي يحيموفيتش وعن حزب "هناك مستقبل" عوفر شيلح، إلى انتقاد نتنياهو بسبب أسلوبه في التعامل مع المفاوضات ومع الإدارة الأمريكية في الأشهر الأخيرة.
وقال يحيموفيتش، إن على نتنياهو التوقف فورًا عن المواجهة التي يخوضها مع الأمريكيين، وعن التحدث عن سيناريوهات رعب، وأن يضبط نفسه، ويحسن مواقفه ويحمي مصالح "إسرائيل" خلال تطبيق الاتفاق.
أما شيلح فقال إن الاتفاق دليل على الفشل الذريع لسياسة نتنياهو في القضية التي جعلها كنزًا شخصيًا وأدارها لوحده، من خلال تجاهل الانتقادات في "إسرائيل" والعالم و"بتبجحه" بأنه يعرف كيف يوقف النووي الإيراني.
وأضاف، أن نتنياهو اختار استراتيجية المواجهة مع الإدارة الأميركية، وفيما هو يخطو بقدم فظة إلى داخل السياسة في واشنطن، فقد تسبب بأن لا تكون "إسرائيل" ممثلة في لوزان أو فيينا ولم تؤثر على المفاوضات في لحظاتها الأكثر مصيرية.
تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات جرت بشكل مكثف في الأسابيع الثلاثة الأخيرة في فيينا، بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد ظريف، قبل أن يتم الإعلان في الساعات الماضية عن التوصل لاتفاق ثم توقيعه اليوم.