شبكة قدس الإخبارية

القدس: مشروع تهويدي ضخم على أنقاض مقبرة تاريخية

هيئة التحرير

القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: تواصل سلطات الاحتلال خطتها الممنهجة لطمس معالم مقبرة "مأمن الله" الإسلامية التاريخية في القدس المحتلة، حيث صادقت لجنة البناء والتخطيط الأسبوع الماضي على مشروع تهويدي ضخم على أنقاض جزء جديد من آخر ما تبقى في المقبرة.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن المشروع سيقام بمحاذاة المدرسة اليهودية الواقعة فيما يسمى منتزه "الاستقلال" المقام أصلاً على أراضي المقبرة، مضيفة، أن بلدية الاحتلال هي من دفعت باتجاه إقامة هذا المشروع.

وأوضحت الصحيفة، أن المشروع يضم 192 وحدة سكنية، وفندق يحتوي على 480 غرفة، ومركز تجاري ضخم، كما سيضم مكاتب إدارية تابعة لمستثمرين ولبلدية الاحتلال.

وعلق المختص في شؤون القدس جمال عمرو، بأن المشروع يهدف إلى تعزيز تهويد المقبرة التي تضم رفات صحابة وتابعين وجنودًا من جيش صلاح الدين الذي حرر مدينة القدس، مضيفًا، أن هذه المقبرة تعتبر أكبر مقبرة في كامل تراب الوطن الفلسطيني، حيث تبلغ مساحتها 200 دونم.

وبين عمرو لـ قُدس الإخبارية، أن هذا المشروع سيستولي على المزيد من مساحة أرض المقبرة ليبقى منها 10 دونمات فقط أي ما يعادل 5% من مساحتها الكلية، وهي مجاورة لمبنى المجلس الإسلامي الأعلى الذي تم هدمه سابقًا وبقي جزء بسيط منه.

وأضاف، أن المشروع المذكور تم طرحه سابقًا إلى أن محكمة الاحتلال العليا أمرت بتجميده، لكن بلدية الاحتلال استغلت تسلم حكومة يمينية متطرفة وشديدة العنصرية زمام الأمور في "إسرائيل" لتعيد تفعيل الأمور، مبينًا، أن الشركة التي ستتولى تنفيذ المشروع وتدعى "عيدن" هي شركة تابعة بشكل مباشر لبلدية الاحتلال.

وأوضح عمرو، أن الشركة المذكورة موكلة بتطوير مهام مركز مدينة القدس، التي تمثل شارع يافا بالنسبة لـ "إسرائيل" وليس البلدة القديمة.

ويؤكد عمرو، أنه شاهد جرافات الاحتلال وهي تزيل جماجم وعظام الموتى في مقبرة "مأمن الله"، كما أنه شاهد شواذًا لدى تجوله في المقبرة التي حول الاحتلال معظم مساحتها إلى حديقة، كما أقر مؤخرًا إقامة متحف على أنقاضها باسم متحف "التسامح".

ودعا عمرو إلى تحويل ملف هذه المقبرة إلى محكمة الجنايات الدولية فورًا، لأن المقبرة جزء من الأملاك الوقفية في القدس التي تخضع لسلطة المملكة الأردنية بموجب الاتفاقيات بين الاحتلال والأردن، مبينًا، أن وجود المقبرة في القسم الغربي من القدس لا يعني أنها تابعة لسلطة الاحتلال، لأن الأملاك الوقفية لا تخضع لسيطرة الدول وفقًا للقانون الدولي.

وأشار إلى الاهتمام والرعاية الخاصة التي توليها الدول العربية مثل المغرب وتونس ومصر للمقابر اليهودية لديها، حيث تكلف حراسًا مسلحين بحمايتها، مقابل التدمير والتخريب والطمس الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق المقابر الإسلامية في فلسطين بأكملها.

تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف بشكل مستمر مختلف المقابر في أنحاء فلسطين، ومن ذلك مقبرة باب الرحمة في القدس التي أصدر الاحتلال مؤخرًا قرارًا بمنع الدفن في الثلث الأخير منها، بالإضافة لمقبرة أم الرشراش، ومقبرة القسام في يافا.