بداية، لا بد وأن أشير إلى أنني وفي ضميري مرتاح ومطمئن للقرار الذي اتخذته حركة "حماس" بتجديد العهد مع خالد مشعل ليكون على رأس المكتب السياسي لها لأربع سنوات قادمة، والحق أنني لم أتخيل ولو للحظة واحدة –رغم تأكيدات مشعل المتكررة بأنه لن يترشح لولاية جديدة- أن رجلاً آخر يمكن أن يشغل منصب مشعل.
والسؤال، لماذا مشعل؟ ولماذا هو الأقدر.. الأجدر.. والأنسب؟
للإجابة على هذا السؤال عدت إلى أكثر من مقابابلة وخطاب، لأكثر من شخصية في حماس، وخاصة تلك الأسماء التي تردد بأنها ستكون منافساً قوياً لمشعل في رئاسة المكتب؛ فوجدت بوناً شاسعاً بين تلك الخطابات وبين خطابات مشعل، وهو ما يمكنني أن أسميه بـ "الكاريزما المشعلية".
قد يقول قائل بأني جانبت الصواب، وبأن "حماس" حركة ولود –كما يقال- ولن تعجز عن إنجاب قادة لا قائد واحد، وهذا حق وصدق.. ولكن العبرة في الإداء، فليس كل القادة على مستوى واحد من الخبرة والحنكة والدراية وحسن الأداء، ولعل حماس لا زالت حتى للحظة تفتقد رجلاً مثل الرنتيسي مثلاً، وكم مرة سمعنا وفي أكثر من مناسبة عبارة على غرار "هذا أمر يحتاج رجل كالرنتيسي"، وبالمثل فإن الضفة الغربية أيضاً لا زالت حتى اللحظة تعاني من الفراغ القيادي الذي خلفه جمال منصور.
فالمسألة إذاً ليست مرتبطة بعدد القادة وكثرتهم، بل بنوعية هؤلاء القادة وطريقة تعاطيهم مع الأمور، ولا يفوتني هنا أن ألفت أيضاً إلى المكانة التي يتمتع بها مشعل بين عدد من القادة والرؤساء العرب وغير العرب، الأمر الذي يفتقده كثير من قادة حماس، وهو عائد بتقديري إلى دبلوماسية مشعل وأداءه الذي يفرض من خلال احترامه على هؤلاء الزعماء.
إذن؛ مشعل الرجل المناسب للمكان المناسب، وهذا ما برهنته وأكدت عليه انتخابات شورى "حماس"، والتي وجب على قادتها بدأ التفكير ملياً وبشكل جاد بأدائهم السياسي وخطابهم الإعلامي، في سبيل إعداة انتاج "كاريزما" تفتقدها الحركة وبشدة.