غزة-قدس الإخبارية: قال قائد بارز في سرايا القدس وعضو المجلس العسكري فيها أن السرايا وعلى اختلاف وحداتها كانت على جهوزية تامة للتعامل مع العدوان الصهيوني الذي وقع على قطاع غزة طيلة واحد وخمسين يوماً، وأن سرايا القدس كان لديها القدرة البشرية والتسليحية لاستمرار المواجهة مع العدو إلى أطول مما كان العدو يعتقد . وأضاف القيادي البارز في حديث خاص لــ"الاعلام الحربي" للسرايا في الذكرى السنوية الأولى لمعركة البنيان المرصوص، والذي نجا من أكثر من محاولة اغتيال خلال معركتي السماء الزرقاء 2012 والبنيان المرصوص 2014 أن السرايا كان لديها قرار مركزي صادر من الأمين العام الدكتور رمضان عبد الله حفظه الله ببدء المعركة من حيث انتهت معركة السماء الزرقاء، أي بقصف تل أبيب لتكون نقطة انطلاق لما بعدها بإذن الله . وأوضح القائد الكبير أن الجهود انصبت في معظمها بعد انتهاء عدوان 2012 على تطوير القدرات الصاروخية لسرايا القدس لتصل إلى أبعد مدى مما يساعد في زيادة الضغط على الجبهة الداخلية للعدو، وهذا ليس فقط على مستوى النوع بل على مستوى العدد، ففي عدوان 2012 كان نصيب تل أبيب صاروخ واحد أطلقته حينها السرايا في ثاني أيام المعركة، ولذلك كان لدينا قرار باستهداف هذه المنطقة والتي تمثل العاصمة السياسية والأمنية والاقتصادية لدولة العدو بأكبر عدد من الصواريخ وهذا ما حدث بحمد الله وكان له تأثير كبير في حسم نتيجة المعركة. وأرجع القائد الجهادي سر نجاح السرايا في هذه المعركة إلى القيادة والسيطرة التامة على الميدان ووحداته القتالية واستمرار التواصل بين غرفة العمليات والمجاهدين في الميدان بشكل جيد جداً رغم حجم المخاطر والمعوقات في هذا الجانب، موضحاً أن آلية العمل خصوصاً عند استشهاد بعض القادة واستلام أخوة آخرين لمهامهم ساهم في عدم وجود حالة إرباك جراء حالة الفراغ التي قد تنشأ عند استشهاد أحد القادة، ونوه إلى وجود خطط عمل بديلة كانت جاهزة للتعامل مع أي طارئ سواء استشهاد أحد القادة الميدانيين أو استهداف أماكن مخصصة للتحكم والسيطرة. وحول الرسالة التي أرادت السرايا إيصالها من وراء نشرها فيديو لتصنيع الصواريخ طويلة المدى أثناء المعركة، أوضح القائد العسكري أن هكذا رسائل تعزز ثقة الشعب الفلسطيني بمقاومته ومجاهديه من جهة، وتزعزع ثقة العدو وتصيبه بالإحباط واليأس جراء فشله الاستخباري والعسكري في استهداف هذه القدرات من جهة أخرى، وهذا ما تناوله الإعلام الصهيوني بالتحليل عبر وسائل إعلامه المختلفة بعد بث الحلقة التي تناولت صناعات سرايا القدس وخاصة الصناعات الصاروخية عبر الفضائيات الإعلامية. وأشـــار القائد إلى أن زيادة وتيرة إطلاق الصواريخ في بعض الأوقات وانخفاضها في أوقات أخرى كان عملاً تكتيكياً بامتياز ولم يكن بسبب نقص في القدرات أو انخفاض في المخزون، وإنما بسبب ضرورات المعركة وانتقالها في مرحلة من المراحل إلى المواجهة البرية، وكذلك بعض التحركات السياسية التي كانت تتم أثناء المفاوضات، فالميدان ركن أساسي من أركان السياسة ولا يمكن لأي وفد مفاوض أن يحقق نجاحات إلا إذا كان مستنداً إلى قوة تعمل على الأرض. وحول استشهاد اثنين من أبرز قادة السرايا وعضوي المجلس العسكري فيها، أوضح القائد أن هذه الخسارة كانت كبيرة بالنسبة لنا والأخوين الشهيدين دانيال منصور وصلاح أبو حسنين كانا ركنين أساسيين في مجلس السرايا العسكري، وكانا شعلة نشاط وديمومة لا تهدأ، سواء على مستوى الاستخبارات التي كان يقودها الأخ أبو عبد الله "دانيال" أو الإعلام الحربي الذي كان يقف على رأسه الأخ أبو أحمد أبو حسنين رحمه الله، ولكن هذه الخسارة الكبيرة لم تدفعنا لليأس أو التراجع أو الانكسار بل زادت من عزيمتنا وأعطتنا دفعة جديدة للاستمرار على دربهم والحفاظ على وصيتهم ومواصلة الطريق التي رسموها بدمائهم وعبدوها بأشلائهم. وأشاد القائد الكبير في سرايا القدس بدور الإعلام الحربي في المشاركة في إدارة المعركة على المستويين الإعلامي والنفسي من خلال العمل الدؤوب الذي كان يهدف إلى رفع الروح المعنوية لشعبنا ومجاهدينا، من خلال إبراز دور المقاومة وقدراتها وعملياتها النوعية، وفي المقابل توجيه رسائل للجبهة الداخلية الصهيونية، أدت إلى انهيارها وهروب المستوطنين من غلاف غزة بالكامل ، وتحول مدن العدو إلى مدن أشباح. مثمناً جهود جنود الإعلام الحربي الذين كانوا جنوداً مجهولين أثناء المعركة، وكانوا يرافقون الوحدات القتالية في أماكن عملها، وتصوير تلك المهام خصوصاً إطلاق الصواريخ التي هي من أكثر المهام خطورة على المجاهدين. من ناحية أخرى، أكد عضو المجلس العسكري للسرايا إلى وجود تنسيق كامل بين القيادتين السياسية والعسكرية للحركة واستمرار الاتصالات وتبادل الرسائل طيلة فترة العدوان، وأوضح أن رسائل الأمين العام حفظه الله ونائبه الأستاذ أبو طارق كانت لها نتائج ايجابية على نفوس المجاهدين ومعنوياتهم، وخاصة تلك الإطلالات التلفزيونية للأمين العام ونائبه التي كانت على الدوام أسباب لتحفيز المجاهدين واستمرار حالة الاستنفار والمواجهة مع العدو. وأشار القائد إلى أن سرايا القدس بدأت الإعداد والتجهيز للمعركة القادمة قبل انتهاء معركة البنيان المرصوص، لأنه لا يعلم أحد غير الله متى يمكن لهذا الكيان أن ينقض العهود كما تعودنا منه ويبدأ عدوانا جديدا على شعبنا المجاهد. وأكد أن هذا الجيش الذي يدعي العدو بأنه لا يقهر أوهن من بيت العنكبوت ومن سمع صراخ جنود النخبة لديه في الشجاعية والزنة وبيت حانون، يدرك أن هذا الجيش يمكن أن يُهزم إذا توفرت الإرادة والإمكانيات وتوحدت الصفوف وعادت قضية فلسطين إلى واجهة القضايا، التي تهم الأمة العربية والإسلامية كما كانت على الدوام. وعاهد القائد في نهاية حديثه شعبنا المجاهد وأمتنا الصابرة على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة طريق الشقاقي والياسين وأبو عمار حتى نيل إحدى الحسنيين إما نصر مبين يفرح به المجاهدين وإما شهادة في سبيل الله توصلنا إلى حوض المصطفى الأمين في جنة الرحمن، وحتى ذلك الحين نحن على العهد ولن نغادر ساحة الجهاد إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.