غزة – ترجمة قُدس الإخبارية: تشهد الحدود بين مصر وقطاع غزة منذ الأربعاء الماضي معارك بين الجيش المصري وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي يحاول السيطرة على مدينة الشيخ زويد في سيناء، وذلك تزامنًا من بث فيديو لعناصر من "داعش" يهددون حركة حماس بتخريب قطاع غزة.
ويقول تحليل نشره موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، اليوم الجمعة، إن حماس خاضت خلال الأشهر الماضية معركة ضد الجماعات السلفية التي تعتقد أنها تتبنى فكر "داعش"، وترفض فكرة وقف إطلاق النار مع "إسرائيل" كما تعارض أي مصالحة بين حماس وفتح "التي تدعمها الولايات المتحدة"، كما يقولون.
ويضيف التحليل، أن البيان الأخير يمثل أول تحد مباشر لحركة حماس و"إسرائيل" أيضًا، حيث ظهر أحد الأشخاص متوعدًا بإزالة "إسرائيل وفتح وحماس وجميع العلمانيين"، ومتعهدًا بأن تصبح الحياة في غزة مماثلة للحياة في مخيم اليرموك، في إشارة للهجوم الذي شنه التنظيم على المخيم في نيسان الماضي.
ويشير الموقع، إلى أن "داعش" حققت تقدمًا في مصر وليبيا واليمن وشنت هجمات قوية في تونس، لكن من غير الواضح كيف سيتمكن أفراد هذا التنظيم من التسلل إلى غزة بعد أن تم إغلاق الأنفاق فيما يستمر إغلاق معبر رفح.
مصدر أمني في حماس قال إن غزة تحت السيطرة الكاملة، ويبين الموقع، أن حماس أرسلت دوريات إلى حدود غزة مع مصر في أعقاب التهديدات للحركة والقطاع، ومع استمرار سماع تفجيرات ضخمة في الجانب المصري.
خلال السنوات الماضية سافر عشرات الغزيين عبر الأنفاق إلى مصر ثم سوريا للانضمام لـ "داعش"، لكن المجموعة نفسها غير منتظمة في قطاع غزة، على الرغم من أن لا أحد يستطيع إنكار وجود "التفكير الداعشي" بين الشباب اليائسين الذين لا يجدون طريقة للتعبير عن إحباطهم، فيما لا تمنحهم حماس فرصة النمو في القطاع.
ويرى المختص في شؤون الحركات الإسلامية إبراهيم المدهون، أن "داعش" اختارت البقاء في الدوائر الضيقة من الفهم والسلوك، في وقت كان يتوقع لها أن تكون أكثر ذكاء وأكثر قدرة على التطور، مستبعدًا، أن يحاول التنظيم التوسع في قطاع غزة الآن بل التركيز على نشاطه في المناطق التي يتواجد فيها حاليًا.
ويرجع المدهون أسباب استبعاده لنشاط "داعش" في غزة حاليًا، إلى الرقابة المشددة التي تفرضها حماس وإلى قوتها الكبيرة وسيطرتها الكاملة على الأرض، وعدم وجود بيئة لدعم التفكير المتطرف الذي تتبناه "داعش" في القطاع.
ويشير "ميدل ايست آي" إلى اغتيال الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لناشط يتبنى فكر "داعش" خلال الشهر الماضي، وفقًا لما أعلنت وزارة الداخلية، وينقل عن عن الشابة ريم سعد الله من غزة وهي خريجة جامعية قولها، "الدولة الإسلامية؟ هذا كل ما نحتاج إليه لجعل الحياة أكثر بؤسًا"، متوقعة، أن تدعم الناس حماس أكثر من ذي قبل لسحق "داعش".
وقالت ريم، "سندعم حماس للتخلص منهم فنحن لا نحتاج لمثل هؤلاء المجانين بيننا"، مضيفة، أنها لا تتفق مع الإسلاميين لكن إذا عليها الاختيار بين "داعش" وحماس فإنها ستختار حماس، "على الأقل هناك أرضية مشتركة ومصلحة وطنية معها".
ويقول الموقع، إن حماس بدأت باختبار التعاطف مع "داعش" في غزة، وقد تستخدم الحركة البيان الأخير لبدء اتخاذ تدابير وقائية، الأمر الذي قد يؤدي لقتل أشخاص من "داعش".
لكن القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، دعا إلى الحوار مع جميع أطياف الفكر الإسلامي وإقناعهم بأنهم مخطئون في الذي يفعلونه في سوريا وتونس وغيرها، مضيفًا، أنهم يجب أن يعلموا بأن ما يقومون به يشوه صورة الإسلام في جميع العالم، ويشوه صورة كل المسلمين بوصمهم بالتطرف، وهذا لا يخدم سوى المصالح الصهيونية في الشرق الأوسط، وفق قوله.
يشار إلى أن حركة حماس لم تصدر أي تعليق رسمي على البيان الأخير لـ "داعش"، فيما كانت وزارة الداخلية بقطاع غزة قد اعتبرت كافة البيانات المنسوبة لـ "داعش" سابقًا مفبركة مؤكدة عدم وجود التنظيم في القطاع.