شبكة قدس | رناد شرباتي: لكل منا حكاية ولكل حكاية جوانب مختلفة يرويها صاحبها بألمها وفرحها، وللقدس حكاياها يرويها سكانها بكل تفاصيلها، وكم من متشوق للقدس يود سماع تلك الحكايا ويدققوا بتفاصيلها ويعيشوها. فهي بحاجة الى من ينقلها ويوثقها لتبقى حية قبل أن تذبل وتموت بإهمالها وتهميشها.
وبعيدا عن التقليد وبأسلوب جديد اجتمعت أفكار ثلاثة شبان مقدسيين يهون التصوير ليخرجوا وينتجوا أفلاما قصيرة يسلطون بها الضوء على المدينة المقدسة ويسردون قصصا إنسانية واجتماعية وسياسية بطريقة فنية إبداعية. ليطلقوا حملة بعنوان "حكايا القدس".
[caption id="attachment_69934" align="alignleft" width="400"] فايز أبو ارميلة، محمد حروب، محمد الفاتح أبو اسنينة جمعتهم الصدفة ليتوحدوا في عمل واحد هدفه "القدس" ويكونوا فريق "حكايا القدس"[/caption]أهداف الحملة
فايز أبو ارميلة، محمد حروب، محمد الفاتح أبو اسنينة جمعتهم الصدفة ليتوحدوا في عمل واحد هدفه "القدس" ويكونوا فريق "حكايا القدس" الذي يهدف لتغيير الذوق الإعلامي وتغيير الفكرة السائدة في عرض الصور التقليدية لمدينة القدس أو التركيز على جانب معين وتهميش الاخر.
يقول أحد أعضاء الفريق محمد حروب لـ شبكة قدس "بدأت الفكرة بعد ملاحظة وجود نقص في تغطية الجوانب الجمالية لمدينة القدس بأسوارها وأزقتها وحاراتها القديمة وسكانها " مضيفا ان هذه الصبغة الجمالية تبرز أكثر في شهر رمضان حيث الأجواء الايمانية والروحانية التي تنعكس على بيوت القدس وسكانها فأخترنا ان تنطلق حملة "حكايا القدس في رمضان" مع بداية هذا الشهر، وهي حملة ستكون جزء من المشروع الاكبر وهو حكايا القدس الذي سيستمر حتى نهاية هذا العام.
انطلاق الحملة
أنطلقت الحملة في أول يوم من أيام شهر رمضان حيث عرض أعلان "برومو" خلال دقيقتين، والذي يلخص اعمال مجموعة حكايا القدس التي سيتم عرضها تدريجيا خلال هذا العام.
بدأ الاعلان بعرض وجوه مختلفة لسكان المدينة المقدسة من كلا الجنسين ومختلف الأعمار والأديان ويقول حروب " بدأ الاعلان بالدقيقة الأولى بعرض عدة وجوه من سكان المدينة منهم الصغير والكبير، العربي والاجنبي، المسلم والمسيحي وذلك لإيصال رسالة خلال أقل من دقيقة أن الحكايا الموجودة في القدس هي حكايا مختلفة ومتنوعة بتنوع اهلها".
وعرض أيضا خلال الإعلان مجموعة من اللقطات الجمالية داخل البلدة القديمة لمدينة القدس وسكانها بجودة عالية من الوضوح وطرق تصوير إبداعية يستطيع الجمهور ملاحظتها خلال مشاهدته لها.
مفاجأة "سينما الشارع"
من المفاجآت التي سيطلقها طاقم حكايا القدس هو عرض فيلم باسم "بوكيه" وفي الاغلب سيكون في اليوم العاشر من رمضان والذي يحمل في مضمونه مفاجأة للمشاهد حتى في طريقة عرضه والتي ستكون بالشارع. لتفعيل مشروع "سينما الشارع"، وأوضح حروب أن هذه الفكرة جاءت بإيماننا بأهمية السينما وهذه الثقافة غير موجودة رغم معرفتنا بالإخراج والانتاج ولكن لايوجد لدينا سينما في القدس
وأخترنا الشارع لان اي شخص يستطيع ان يشاهد خلال مروره من باب العامود مثلا خاصة ان الافلام ستكون قصيرة تتراوح بين 10 الى 15 دقيقة وسيتم العرض بساعات مختلفة من اليوم بعد وقت الافطار لتحين الفرصة لاكبر عدد من الجمهور المشاهدة.
إقبال الجمهور
العديد من هم خارج مدينة القدس وخارج فلسطين محرومون من رؤيتها نظرا للاوضاع السياسة والاحتلال الذي يحاصر المدينة بجدار الضم والتوسع بين سكانها، مما يزيدهم شوقا ليروا كل ما يتعلق بالقدس، فالمصور المقدسي هو عين ذلك المشتاق بعدسته التي ينقل خلالها صور كل ما يتعلق بالمدينة المقدسة.
فكان هناك اقبال من قبل المتابعين على الاعلان "البرومو" والذي انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعية الفيسبوك واليوتيوب وغيرها وقد بلغت عدد المشاهدات للفيديو على اليوتيوب ما يقارب ال 3000 مشاهد من داخل فلسطين وخارجها خلال يومين من عرضه.
يقول حروب عن تعليقات المتابعيين عبر موقع الفيسبوك "لقد دهشنا من اعجاب المتابعين للحملة حيث عبروا بتعليقاتهم عن سعادتهم برؤية الفيديو وشوقهم لمعرفة المزيد عن ما تحمله الحملة من مفاجأت لعرض صور وفيديوهات مميزة عن مدينة القدس". مشيرا الى وصول رسائل لهم من متابعين خارج القدس وحتى خارج فلسطين متشوقين لرؤية القدس ومنتظرين أن يلامسوا القدس بعدساتهم.
[caption id="attachment_69935" align="alignleft" width="400"] فريق ينقل الجانب الجمالي الموروث بأسوار وأزقة القدس بإمكانيات متواضعة[/caption]العمل بروح الفريق
كل مشروع مهما كان حجمه يبدأ بفكرة وتتطور ببذل الجهد لتطبق على أرض الواقع فكيف عندما تجتمع الافكار ولهدف واحد وتتوحد القدرات كما فعل الشبان الثلاث لإنتاج عمل مشترك هدفه فقط القدس دون شيئا اخر.
بجهود شخصية وبمعداتهم الخاصة دون اي دعم خارجي استطاعوا أن يكملوا بعضهم البعض ليتكون طاقم عمل متكامل وهذا ما أكده حروب لـ شبكة قدس "استطعنا أن نعد استوديو في احد غرف منزلي وبمشاركة كل واحد فينا معداته التي يملكها من كاميرات واضاءة ومعدات صوت وغيرها ما يلزم للتصوير" إضافة الى مشاركة افكارنا في طريقة العرض والأداء ومناقشتها لاختيار الافضل.
وليس هذا فقط بل ان ما ينجح العمل هو حب العمل والتعاون وهذا ما توفر في فريق حكايا القدس الذين يشعرون بالمتعة في تأدية عملهم.
المعيقات والتضيقات
يختتم حروب حديثه "تعرضنا لبعض الصعوبات خاصة خلال التصوير فلم يكن بالامر السهل إدخال المعدات والادوات للتصوير داخل المسجد الاقصى وهي قيود تفرضها سلطات الاحتلال وقد تم توقيفنا خلال التصوير في المساء أكثر من مرة".
إضافة الى تكاليف العرض في الشوارع حيث يتطلب شاشة عرض، واستئجارها مكلف خاصة أن كل ما يتم إنجازه هو من مصروفنا الخاص ولكننا سنحاول مدى الإمكان تجاوز كل المعيقات لإنجاح فكرتنا وإيصالها لأكبر عدد ممكن من الناس.
https://youtu.be/a-D0oCSQKfc