لندن – ترجمة قُدس الإخبارية: أكد موقع بريطاني، اليوم الإثنين، أن المبعوث السابق للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لبحث التوافق على قضايا أساسية تضمن إنهاء حصار غزة.
وقال موقع "ميدل ايست آي"، إن المفاوضات التي بدأت في الدوحة خلال أيار الماضي أي قبل استقالة توني بلير من منصبه، مازالت مستمرة حتى الآن، وإن هذه المفاوضات تبحث تحديد مدة معينة لوقف إطلاق النار، مقابل حصول غزة على ميناء بحري وربما مطار، بالإضافة لتفاصيل أخرى لم يتم تحديدها بعد.
وبين الموقع، أن حوار بلير مع مشعل هو الأهم بين كافة الجهود التي قام بها مبعوثون أوروبيون ومن الأمم المتحدة إلى غزة خلال الأشهر الستة الماضية، مضيفًا، أن هذا الحوار يجري بدعم من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وواشنطن والاتحاد الأوروبي، وبعلم دولة الاحتلال ودولتين عربيتين لم يسمهما الموقع.
وراسل الموقع مكتبي توني بلير وحماس بحثًا عن تأكيد أو نفي لهذه الاجتماعات، إلا أنه لم يحصل على أي إجابة، لكن الموقع أكد أن مصادر فلسطينية وأوروبية "مستقلة" أكدت الاجتماعات وقالت إن المناقشات مازالت بعيدة عن التوصل إلى نتيجة، لكنها أنتجت ردود فعل متضاربة داخل حماس.
وأوضح "ميدل ايست آي"، بأن شرط الاعتراف بـ "إسرائيل" أو وقف حماس تسلحها لم يعودا مطروحان على الطاولة، مضيفًا، أن هذه المفاوضات تتعامل مع حماس لأول مرة كصاحب دور رئيسي عن غزة، كما أنها تجعل من الهراء استمرار الاتحاد الأوروبي في التعامل مع حماس كمنظمة إرهابية.
وبين، أن حلفاء "إسرائيل" في الغرب باتوا يدركون أنه لا يوجد أحد آخر سوى حماس يمكن التعامل معه حول قطاع غزة، كما يقدم فرصة لحماس وغزة للتخلص من نفوذ مصر، خاصة بعد قرار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هدم نصف بلدة رفح الحدودية، وإغلاق 521 نفقًا بل وإغلاق معبر رفح الحدودي أيضًا.
ورغم أن فتح ميناء في غزة سيضر بمصر وسيسحب منها ورقة الضغط الدائمة على غزة، إلا أن السيسي وفقًا للموقع لن يملك الحق في الاعتراض على الصفقة لو تمت أو تعطيلها.
لكن ورغم كل ذلك، فإن شكوكًا تدور حول إمكانية التوصل فعلاً لاتفاق وتعود إلى عدة أسباب، أولها الشك في بلير نفسه، استنادا إلى الدور الذي لعبه في الشرق الأوسط، كمبعوث أعطى غطاءً دوليًا لـ"إسرائيل" خلال الحروب على غزة، وكذلك خلال عمله كرئيس لوزراء بريطانيا خلال غزو العراق عام 2003.
ويتابع الموقع، أن بلير دعم أيضًا الانقلاب الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وهم حلفاء حماس، كما هاجم الجماعة في بريطانيا وتحدث عن "اختراق الإسلاميين للمجتمع الغربي" حسب تعبيره، مبينًا، أن عدد المسلمين في أوروبا زاد عن 40 مليون، وجماعة الإخوان وغيرها من المنظمات تنشط بشكل متزايد وتعمل من دون الكثير من دون متابعة".
"فخ العسل"، هكذا وصف الموقع في أواخر تقريره العرض الذي يقوده بلير، مبينًا، أنه ربما يجري بالتعاون مع الإمارات والسيسي اللتان تربطه بهما علاقة وثيقة، كون الإمارات تحاول إعادة تعزيز القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان.
لكنه اعتبر في الوقت ذاته أن هذه المفاوضات تمثل اختراقًا سياسيًا لحركة حماس، واعتراف من أشد المعارضين أن المفاوضات مع حماس لا مفر منها، لكن ذلك لا يلغي القلق من أن تتبع حماس نفس المسار الذي سلكته فتح في المفاوضات الفاشلة مع "إسرائيل".
وينقل الموقع عن أحد مصادره في نهاية التقرير ما وصفه بـ "تساؤل كبير"، حول ما إذا كانت حماس قادرة على فتح فصل جديد في المفاوضات يختلف عن ذلك الذي خاضته فتح؟.
ويضيف، "فمفاوضات السلام الفلسطينية لم تؤد إلا إلى تنازلات وإلى تخل عن الحقوق. والقضية الكبيرة التي يجري جدل بشأنها داخل صفوف حماس هي: هل هم بصدد تكرار ما فعلته فتح، أم أن المحصلة بالنسبة للفلسطينيين ستكون مختلفة هذه المرة؟".
وكان القيادي في حماس أسامة حمدان أكد تلقي حماس عروضًا دولية مكتوبة لتهدئة طويلة الأمد، وهو ما نفاه الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، فيما تواصل قيادات في حركة فتح توجيه انتقادات لاذعة لحماس بسبب المفاوضات معتبرة أنها مؤامرة على شرعية منظمة التحرير.