باريس – قُدس الإخبارية: أكدت وكالة "أ. ف. ب" الفرنسية، اليوم الجمعة، أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يزور الشرق الأوسط خلال اليومين المقبلين لعرض مبادرة بلادها لاستئناف عملية التسوية المتوقفة.
وتشمل زيارة فابيوس دول مصر والأردن وفلسطين بالإضافة لدولة الاحتلال، بهدف طرح المبادرة التي تقوم على أساس استنئاف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد سنة من توقفه، على أن يكون هذه المرة برعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.
ووفقًا للوكالة الفرنسية، فإن فابيوس لا يحمل قدرًا كبيرًا من التفاؤل تجاه هذه المبادرة، وقد عبر عن ذلك مؤخرًا بالقول أمام الجمعية الوطنية الفرنسية إنه لا أحد يمكنه أن يعرف إن كانت النتيجة ستكون إيجابية، لكنه شدد على ضرورة التحرك أمام "مأساة تهدد كل يوم بالاشتعال"، وفق تعبيره.
كما أن فابيوس، لا يعتقد بجدوى التوجه إلى مجلس الأمن لمحاولة إصدار قرار دولي يتبنى المبادرة ويدعو لتنفيذها، إذا كان هناك من هو مستعد لاستخدام حق النقض "الفيتو" ضد المشروع، ولذلك فهو يزور المنطقة للتعرف على "هوامش المناورة".
وتشير الوكالة، إلا أن الأوضاع الراهنة غير مواتية لدفع المفاوضات، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود منذ أيار حكومة هي بين الأكثر يمينية في تاريخ "إسرائيل" في إطار ائتلاف ضعيف، في حين تستمر حركة بناء المستوطنات بلا توقف رغم انها تعتبر العقبة الرئيسية امام حل الدولتين المتفق عليه اساسا للتفاوض.
وتضيف، أن الرئيس محمود عباس يواجه في الجانب الآخر أزمة سياسية عميقة حيث لم ينجح في تحقيق المصالحة مع حركة حماس التي تدير قطاع غزة الذي يعيش حالة غليان بعد سنة تقريبًا من الحرب الإسرائيلية الدامية.
وتبدي فرنسا قلقها من ازدياد قوة الجماعات السلفية المعارضة لحركة حماس في قطاع غزة، حيث لا يمكن عزل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي عن التطورات الدولية والإقليمية، "فداعش" قد تبدي اهتمامًا بهذا النزاع ما سيعرض المنطقة كلها لخطر الانفجار.
يشار إلى أن فرنسا بدأت محاولاتها لتحريك التسوية أواخر العام الماضي، تزامنًا مع تقدم السلطة لمجلس الأمن بطلب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، حيث ترى فرنسا أن الحوار المباشر برعاية أمريكية فشل، ولذلك وإنه يجب دعم ذلك دوليًا للخروج من صيغة اللقاءات المنفردة بين الطرفين.