غزة – خاص قُدس الإخبارية: نفت حركة حماس التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال مؤخرًا، وذلك خلال اجتماع ضم عددًا من الفصائل في قطاع غزة، اليوم الأربعاء.
وضم الاجتماع ممثلين عن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الشعب والجبهتين الديمقراطية والشعبية، وقد أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان أن حماس نفت بشدة التوصل لتهدئة طويلة الأمد مقابل تسهيلات في الإعمار أو الحصار، فيما أكد زيدان ضرورة إصدار بيان رسمي تنفي فيه حماس هذه الأنباء، وفقًا لما نقلت وكالة معًا الإخبارية.
وقال المحلل السياسي طلال عوكل، إن ما يجري هو مفاوضات ومشروع يتم تداوله ووسطاء، وأن الأمر لم يصل إلى درجة إنجاز اتفاق، مضيفًا، أن حالة الارتباك المقصود أو غير المقصود داخل حركة حماس والظاهرة في اعتراف أسامة حمدان بتسلم مقترحات مكتوبة ونفي سامي أبو زهري للأمر كليًا، لا يلغي وجود وساطات وأرضية واستعدادات من جانب حماس والاحتلال لخوض مفاوضات.
وأضاف عوكل لـ قُدس الإخبارية، أن على حركة حماس التنبه لمحاولة "إسرائيل" عزل غزة وإقامة سلطة مصغرة فيها، وأن تدرأ الشبهات بإجراء الاتفاق في إطار وطني وإعلانه في إطار وطني، وهذا يحتاج لحوار وطني.
وعلق المحلل السياسي عبدالمجيد سويلم، بأن خطورة هذه المفاوضات تأتي في إجرائها بعيدًا عن منظمة التحرير والإجماع الوطني بصرف النظر عن أهدافها، متسائلاً، "ماهي الولاية التي تعطي حماس الحق بتوقيع اتفاق كامل مع إسرائيل وتهدئة طويلة الأمد، مقابل ميناء عائم يخضع للرقابة الأوروبية أو الإقليمية والإسرائيلية بعيدًا عن الحكومة الوطنية".
وقال سويلم، لـ قُدس الإخبارية، الاتفاق وإن منح غزة "تسهيلات" أفضل إلا أنه يجعل حركة حماس انفصالية لخوضها المفاوضات بعيدًا عن الإجماع الوطني وهذا هو الجوهر المشكلة، وفق تعبيره، مضيفًا، "لسنا ضد التهدئة ولكن لا يصح أن يبرم كل فصيل تهدئة على حدة مع إسرائيل".
من جانبه رأى الكاتب هاني المصري، أن المفاوضات غير المباشرة موجودة فعلاً وهذا ما أكدته مصادر مختلفة بعضها من حماس، مضيفًا، أن هذه المفاوضات أحرزت بعض التقدم تحت عنوان كبير هو رفع تدريجي للحصار مقابل التهدئة، وأنه من غير الممكن التوقع ما إذا كانت حالة الارتباك داخل حماس مقصودة أو غير مقصودة.
وبين المصري، أنه ليس من السهل الحديث عن إنجاز اتفاق طويل الأمد مع الاحتلال، لأن كافة التجارب السابقة أكدت أن "إسرائيل" تضع دائمًا شروطًا تعجيزية، وكلما تم الاتفاق على بعض الشروط والتوصل إلى المراحل النهائية فإنها تضع شروطًا جديدة.
وأضاف لـ قُدس الإخبارية، أن أي اتفاق يتم بين الاحتلال وأي فصيل بشكل منفرد هو أمر سيء وتعميق للانقسام حتى لو حقق إنجازات محدودة، مستدركًا، أن حماس ليست وحدها المسؤولة عن ذلك بل طرفي الانقسام معًا، وتحديدًا الرئيس محمود عباس الذي كان يجب عليه إعطاء الأولوية للمصالحة بدلاً من أن تصل الأمور لمرحلة بحث كل طرف توقيع اتفاق جانبي مع الاحتلال.
يذكر أن حكومة الاحتلال مازالت تلتزم الصمت تجاه كافة الأنباء حول الاتفاق المذكور، فيما تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أنباء حول قرب التوصل إلى اتفاق، وقد كان موقف وزير الخارجية السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الأكثر وضوحًا تجاه هذا الملف بالدعوة إلى عدم توقيع أي اتفاق مع الفصائل الفلسطينية.