شبكة قدس الإخبارية

مشاريع الزواج في غزّة تزيد مآسي المشاركين فيها

هيئة التحرير

غزة-خاص قدس الإخبارية-مرح الوادية: تكاد مشاريع الزواج في قطاع غزّة تكون الوحيدة التي تنجح نسبياً وسط تغييب تام من الجهات المسئولة لمشاريع التنمية الاقتصادية والتي يمكنها أن تحقّق أقل القليل من النتائج الإيجابيّة في ظل وجود دعم مالي بلغ ملايين الدولارات للشباب في القطاع.

تطالعنا هذه المشاريع ما بين فترة والأخرى من عدد من الجهات المنظمة أبرزها مؤسسة "فتا" التابعة لجليلة دحلان زوجة القيادي السابق في فتح محمد دحلان. إضافة إلى مشاريع أخرى نفّذت تحت إشراف حركة حماس كان آخرها بدعم من مؤسّسة "تيكا" التركية إذ بلغت قيمة المشروع الأخير حوالي أربعة ملايين دولار تم توزيعها على 2000 عريس حمساوي و2000 عروس مشكّل-وفق تعبير الغزيّين.

هذه الملايين بمجملها تكفّلت فقط بتزويج آلاف الشباب وسط غياب الرقابة على معايير الاختيار وكيفيّة سير العمليّة ومكانها أيضاً، خاصّة المشروع المقدم من الحكومة التركية ونفذ تحت إشراف حماس.

في الواقع، باتت هذه المشاريع تؤرق الشباب الفلسطيني في قطاع غزة والذي اضطر إليها كون لا مشاريع ناجحة تحقق له بعضا من المال سواها. يقول أحمد إن ما دفعه للتسجيل في المنحة التركية لمشروع تزويج الشباب هو العوز.

ويروي طه لـ"شبكة قدس" قائلاً: "أنا في الأصل تزوجت من فترة ليست ببعيدة ولكن كنت قد قدمت للمنحة ليس لأتزوج بالمبلغ الذي سأحصل عليه بل كوني بحاجة إلى أي مبلغ لفتح مشروع صغير أعتاش منه أنا وزوجتي بعد أن فقدت عملي في إحدى المحلات التجارية بعد قصفها في الحرب الأخيرة عل قطاع غزّة"

ويضيف: "لو كانوا استغلوا الملايين التي تمنح للفلسطينيين في غزّة وفكّر أحدهم بمشروع تنموي يجعلنا نعمل ويوفر لنا مصدر دخل كان أفضل لما بكثير من هذه المشاريع البائسة." ويشير طه إلى أنه ينوي فتح مكتبة صغيرة بجوار منزله بمبلغ ال2000 دولار الذي كان قد اقتضاه من مشروع تزويج الشباب.

بدورها، عبرت أروى عن امتعاضها إزاء تلك المشاريع، أروى عروس استفادت وزوجها من مشروع تزويج الشباب الذي أطلقته مؤسسة "فتا" بمبلغ قدره 4000 دولار استطاعا من خلاله إتمام مراسم الزواج وسداد بعض الديون دون أن تشعر بفائدة المنحة حسب قولها.

وتتابع أروى لـ"شبكة قدس": "أدركنا الخازوق الأكبر بعد الزواج، فلا يوجد من المال ما يسدّ إيجار المنزل أو يغطي احتياجاتنا الأساسية وهذا بدوره اضطرنا إلى ترك المنزل وذهابنا للعيش مع والدة زوجي في بيت لا تتجاوز مساحته ال300 متر يضم أكثر من 12 فرداً" لافتة: "تمنيت لو أن المنحة لم تأت ولم نستلم أي مبلغ. كان بإمكانهم المساعدة في توفير عمل بدلاً من توريطنا في مبلغ زاد من مأساتنا."

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي عجّت بتعليقات الشباب الغزّي حول الموضوع كما إطلاق هاشتاج "بابا عريس" الذي فضح عمليّة الاختيار كون عدد كبير من العرسان هم في الأصل متزوجين ولديهم أطفال حضروا معهم العرس الجماعي.

يقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان أنه ضد مشاريع تزويج الشباب بالمطلق إن لم تخلق لهم فرص عمل. لافتاً إلى قصر نظر القائمين عليها من خلال تحقيق سعادة وإشباع مؤقت دون الأخذ في الاعتبار المدى البعيد سيضيف من الأعباء ما لم يستطع قطاع غزة تحمله. إذ يشير شعبان إلى أن كثافة قطاع غزة السكّانية لن تتحمل أعباء جديدة في ظل الغياب التام للمشاريع التنموية واستمرار الحصار كما تعطيل إعادة الإعمار.

يتابع شعبان لـ"شبكة قدس": "يسعون لتزويج الشباب منعاً للإنحراف لكن الشباب فعلاً ينحرف إذا ما وجد فرصة توفر له الدخل المادي" ويكمل: "هذه مشاريع تنظيمية وحزبية بحت والجمهور الفلسطيني مغيّب تماماً عن آلية اختيار الشباب وكيف تتم العملية".

وكان القيادي في حركة حماس وهو مدير أوقاف محافظة الوسطى قد شنّ هجوماً لاذعاً عبر صفحته الشخصيّة على موقع "فايسبوك" على منظمي العرس الجماعي المموّل من مؤسسة “تيكا” التركيّة، والطريقة التي تم من خلالها اختيار المستفيدين منه. إذ قال إنّ المستفيدين من هذا العرس ينتمون إلى حركة حماس فقط، واصفاً الحدث بأنه انتصار للحزب على حساب الوطن وأن اختيارهم كان في الغرف المغلقة وبعيدا عن المهنية. مضيفاً: “والله عيب وألف عيب أن يتم تزويج (2000) عريس في الغرف المغلقة وبعيداً عن المهنية، (لا خير فينا إن لم نقلها حتى لو كنا حمساويين حتى النخاع هكذا تعلمنا من إسلامنا العظيم والحقيقة عندي أعظم من حماس”.

وكان فرحات قد تساءل قبل تنظيم العرس الجماعي عن الجهة المنظمة لهذا الحفل وكيفية اختيار الأسماء. قائلاً: ” يا جماعة علمت أنه سيحتفل اليوم بتزويج 2000 عريس وعروسة، فمن هي الجهة المنظمة لهذا الحفل وكيف تم اختيار الأسماء؟ مع العلم أن الخطوة رائعة ورائدة، ربنا يزوج كل الشباب”.