شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يسلب طفولة محمد ودراسته ويهدد كرامة أهله

هيئة التحرير

القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: من السجن المنزلي إلى السجن الفعلي، وبانتظار وقف التنفيذ، ضاعت سنوات طفولة محمد علاء النمري من بلدة القدس القديمة، وحرم من تقديم الثانوية العامة.

فمع بلوغه سن السادسة عشر؛ اعتقلت شرطة الاحتلال محمد من أمام مدرسته في واد الجوز بالقدس، وأوقفته لـ 15 يومًا ثم أفرجت عنه مقابل كفالة مالية قيمتها ثلاثة آلاف شيكل، مشترطة تحويله إلى الحبس المنزلي خارج القدس القديمة، لتختار العائلة منزل جدته في بيت حنينا كحبس له ويتحول أفرادها إلى سجانين.

ويقول علاء النمري، إن سلطات الاحتلال حاكمت نجله على تهم الشروع في القتل من خلال إلقاء الحجارة على مستوطنين، والعنصرية، مبينًا، أن محمد تعرض للتعذيب النفسي وأن أحد المحققين قال له إنه تسبب بالخزي لعائلته بسبب دخوله السجن، وإن والده سيتبرأ منه.

ويضيف النمري لـ قُدس الإخبارية، أن سلطات الاحتلال وبعد 13 شهرًا من حبس محمد في منزله، أصدرت حكمًا بتحويله إلى السجن الفعلي لـ 16 شهرًا، بالإضافة لعامين مع وقف التنفيذ، وطالبت من العائلة تسليمه لها خلال 45 يومًا، وقد سلمت العائلة نجلها بالفعل مطلع شهر آذار الماضي.

كما قررت سلطات الاحتلال تغريم العائلة 15 ألف شيكل، جزء منها كتعويض عن الأضرار النفسية التي تسبب بها محمد للمستوطنين الذين تتهمه بمهاجمتهم، والجزء الآخر كتعويض عن الأضرار التي لحقت بمركبتهم.

وتصدر سلطات الاحتلال قرارات بتغريم الأسرى الفلسطينيين أموالاً كبيرة كتعويضات للمستوطنين، وقد أعلنت هيئة شؤون الأسرى في كانون أول الماضي وقف دفع هذه الأموال، مبينة، أن الاحتلال يستخدمها لأغراض عسكرية وأن مجموع ما يجنيه الاحتلال من خلالها يتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون شيكل سنويًا.

وبناء على هذا القرار؛ فقد باءت محاولة النمري للحصول على الغرامة المطلوبة من الوزارة بالفشل، رغم أن محمد محمد لن يحصل على حريته حتى بعد انتهاء حكم اعتقاله في حال عدم دفعه لهذا المبلغ، لكن النمري يؤكد عجزه تمامًا عن دفع هذا المبلغ في ظل تواضع حالته المادية وعدم ثبوت عمله في مكان واحد.

ويتساءل النمري عن كيفية دفع "العائلات المستورة" لهذه المبالغ بعدما توقفت الوزارة عن ذلك، خاصة أن سلطات الاحتلال لم تتوقف عن إصدار هذه الأحكام وإلزام العائلات بدفعها، مضيفًا، "يعني الولد انسجن ومستقبله تقريبًا ضاع وفوق هيك احنا لازم نروح نتداين ولا نشحد ونخسر كرامتنا مشان ندفع الغرامة".

تجدر الإشارة إلى أن محمد معتقل الآن في سجن "مجدو"، وقد فقد خلال الأشهر الثلاثة من اعتقاله 13 كيلو من وزنه، فيما يناشد علاء النمري كافة الجهات المختصة وأهل الخير التدخل ودفع المبلغ لضمان الإفراج عن نجله عند انتهاء الحكم.

_2