شبكة قدس الإخبارية

نايف حواتمة لا يؤمن بالربيع العربي ويصف البلدان العربية بالفاسدة

هيئة التحرير

فلسطين-قدس الإخبارية: يرى الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أن لدى كل البلاد العربية موروثا من الفساد والاستبداد والبعد عن روح العصر وغيرها من العوامل التي يقول إنها تحاصر العقلانية والمعرفة وتدعم "فتاوى العصور الوسطى" وتفضل النقل على العقل.

ويقول حواتمة في كتابه الذي صدر مؤخرا (رحلة في الذاكرة) "إن 22 دولة عربية لا توجد بينها دولة واحدة دخلت عصر الثورة الصناعية وإنها ما زالت في عصر ما قبل الحداثة. وعصر الحداثة يقصد به عصر الصناعة وإنتاج المعرفة وهو ما يتجاوز ارتداء الملابس الأوروبية أو استيراد المصانع من الشرق والغرب.

ويضيف أن "تحالف السلطة ورأس المال هو "زواج متعة" يهدف إلى تقاسم السلطة والمال والنفوذ بين أعمدة تحالف طبقي يتهمه بالاستغلال والوقوف ضد "استحقاقات الشعوب (العربية) في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية" ربما في إشارة إلى شعار الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي نجحت في خلع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في فبراير شباط 2011".

ويتابع أن "57 دولة عربية ومسلمة لم تدخل حتى الآن إلى العصر الحديث باستثناء دولة واحدة دخلت إلى.. عالم الثورة الصناعية والحداثة وهي ماليزيا فقط" وإن الطريق إلى الانخراط في عصر إنتاج المعرفة يرتبط بتحقيق الديمقراطية واحترام قوانين تؤمن الشراكة الوطنية لكل التيارات والمكونات.

ويتحفظ حواتمة على استخدام مصطلح الربيع العربي وينصح بعدم استخدامه ويفسر ذلك بالقول "إننا بلدان عربية عندنا الكثير من صحراء الاستبداد والفساد وعندنا الكثير من التصحر الثقافي والمعرفي... الغرب يريد ربيعا عربيا محدودا من أجل مساحات محدودة من الحرية" وضمان استمرار السياسات الاقتصادية القائمة التي يرى أنها تدور في فلك المركز الرأسمالي المعولم".

ويقول إن مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت تتبني "ثورة صناعية وزراعية وثورة ثقافية وثورة تعليمية... وجاءت هزيمة يونيو (1967) لتوقف كل هذه العمليات ورحل صاحب المشروع ورحل معه المشروع النهضوي المصري والعربي المحيط بمصر والذي تتأثر به كل البلدان العربية. وجاء (الرئيس السابق أنور) السادات ليرتد على كل شيء" حيث انحازت مصر إلى التوجه الأمريكي.

ويضيف أن عبد الناصر "لم يبن العوامل والروافع التي تحمي هذا المشروع ممثلة في الديمقراطية التعددية... ولذا انهار منذ اللحظة الأولى كل شيء برحيله" في 28 سبتمبر أيلول 1970.

وينظر إلى حصاد أكثر من أربع سنوات قائلا "هذه انتفاضات وثورات وحراكات شعبية شاملة... هذه العمليات الثورية ستتسع ولن يفر منها أي نظام عربي لأن مطالب الشعوب مستحقة... تستحقها هذه الشعوب الثائرة... هذه الثورات ستنتصر."

ويرى أن نقطة الضعف الرئيسية والمصيرية في الاحتجاجات العربية تكمن في عدم وجود قيادة موحدة لملايين المحتجين ممن احتشدوا في الميادين من مختلف الطبقات والانتماءات والفئات العمرية.

ويستشهد على ما يقول بما جرى في مصر ففي ظل غياب القيادة "تم اللعب بهذه الملايين وأفرغت ثورة 25 يناير 2011 في مصر من مضمونها مما أدى إلى ثورة 30 يونيو 2013 والآن جرت انتخابات جديدة عليها أن تقدم استحقاقات للشعب."

ويدعو حواتمة إلى ما يطلق عليه "تنظيف البيت من الداخل" في الحالة الثورية العربية للتخلص من الاستبداد والفساد والانتقال إلى "الديمقراطية الفعلية" التي يراها ثمرة ما يسميه الزلزال.

ويراهن حواتمة على نجاح الاحتجاجات الشعبية العربية في تحقيق أهدافها التي تلح عليها منذ انطلاقها في بداية 2011 وفي مقدمتها قضية الديمقراطية.