جنين – خاص قُدس الإخبارية: تعيش عائلة خالد علام الديسي (19 عامًا) حالة من القلق الشديد على مصير ابنها، في ظل تضارب التشخيص الطبي لحالته في مستشفى جنين الحكومي، الذي جاء بعد تشخيص خاطئ سابقًا، رغم إصابته بتليف في الرئة.
خالد وهو مصاب بتملازمة داون ويعاني من نوبات صرع بين حين وآخر، دخل إلى المستشفى بتاريخ 17/أيار الماضي وأجريت له فحوصات أبلغ الطبيب على إثرها العائلة بأنه مصاب بالتهاب حاد ومناعته ضعيفة ويجب أن يبقى تحت المراقبة، إلا أن المستشفى عاد ليطلب مغادرته إلى المنزل لعدم توفر سرير فارغ.
وتقول والدة خالد لـ قُدس الإخبارية، إن صحة ابنها تدهورت في اليوم ذاته لتتم إعادته إلى الطوارئ ومنحه بعض الأدوية التي استمر في تناولها لمدة ثمانية أيام، قبل أن يعود إلى قسم الطوارئ دون أي تحسن على حالته، مضيفة، أن ابنها تعرض حينها لمعاملة سيئة لكنها تبرر ذلك بالضغط الكبير على الأطباء.
وتضيف، أن الطبيب لم يجر في ذلك اللقاء أي فحوصات لابنها واكتفى بالقول إن لا يعاني من أي مرض وإن عليه تخفيف وزنه لأن البطن يضغط على المعدة والمعدة تضغط على الرئة مسببة لها الأوجاع.
بعد يومين أي بتاريخ (30/أيار) عادت الأم بابنها إلى المستشفى وطلبت من الطبيب المناوب إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لابنها لمزيد من الاطمئنان، وعند ظهور النتائج كان الطبيب قد غادر المستشفى، ليتم إبلاغ الأم بأن التحاليل لم تظهر أي أمراض لديه ويمكن إخراجه من المستشفى.
على إثر ذلك، نقلت الأم ابنها إلى مستشفى آخر (غير حكومي) لإجراء الفحوصات اللازمة، وقد تبين إصابته بتليف شديد في الرئة ووصول المياه إليها، حيث قال الطبيب الذي تابع حالة خالد إن رئته تظهر وكأن عمره (90 عامًا).
وتوضح أم خالد، أن المستشفى طلب منها إعادة ابنها إلى المستشفى الحكومي لمتابعة حالته بعد التعرف على مرضه، بسبب حاجته للمبيت عدة ليالٍ في المستشفى، مضيفة، أن مشادة وقعت بينها وبين أحد الأطباء في المستشفى على خلفية اتهامها لهم بإهمال حالة ابنها ومعاملته بشكل سيء، ليرد الطبيب، "ليش ما تركتي ابنك في المستشفى الخاص ولا رجعتيه لأنه معكش مصاري".
وتقول أم خالد، أن أحد الأطباء هددها بمقاضاتها بسبب وصفها المستشفى بـ "المسلخ"، وأبلغها بأنه طلب تدخل الشرطة وحضورها إلى المستشفى، ما دفعها للتوجه إلى الإدارة العامة للشرطة للسؤال عن ذلك وطلب عدم اعتقالها من المستشفى، مؤكدة أن وصفها هذا كان نتيجة قلقها الشديد على حالة ابنها السيئة وبسبب سوء المعاملة والتشخيص الخاطئ، ومتسائلة عن أسباب غياب الرقابة على المعاملة في المستشفيات لإنصاف المرضى والأطباء.
وتبين، أن المستشفى ورغم هذه المشادات فقد أدخل ابنها وأكد ضرورة مبيته فيه للمراقبة والعلاج، لكن لم يطرأ على حالته حتى الآن أي تحسن، بل إنه بدأ يخرج دماءً بدل "البراز" وأن يده متورمة إلى حد دفع أم خالد للمطالبة بتوزين يد ابنها، فيما برر الأطباء ذلك بالأدوية التي يتناولها.
وتضيف أم خالد، أن الأطباء وصلوا (أنبوبًا) في رئة ابنها وأن أحدهم قال إن عدم تحسن حالته يعني ضرورة فتح رئته، وهو ما رفضته الأم بشدة خوفًا على حالته، خاصة أن طبيبًا آخر أكد لها عدم حاجة ابنها لذلك، وقد زاد هذا التضارب في تشخيص الحالة وكيفية التعامل معها من قلق الأم وخوفها من أن يؤدي ذلك إلى وفاته "وهي تتفرج"، كما قالت.
وتشير شبكة قدس الإخبارية إلى أنها حاولت التواصل مع مدير المستشفى إلى أنها لم تنجح في ذلك، فيما أكدت أم خالد أن المدير تواصل مع العائلة وأكد رفضه لسوء المعاملة واهتمامه بإنقاذ حياة ابنها واستعادته لصحته، إلا أن العائلة ردت على موقفه بطلب فتح تحقيق فيما وصفته بالإهمال ومحاسبة المسؤولين عنه، وتقديم اعتذار عن ما حدث.