شبكة قدس الإخبارية

هل تبعد "إسرائيل" السلطة وتفاوض حماس لضمان بقائها؟

هيئة التحرير

رام الله – قُدس الإخبارية: تواصل وسائل إعلام الاحتلال الحديث عن مفاوضات تجريها حكومة كيانها مع حركة حماس بعيدًا عن السلطة الفلسطينية ومصر أيضًا، في ظل رغبة هذا الكيان عدم نشوب أي حرب وكذلك عدم عودة القطاع لحكم السلطة.

فقبل أيام؛ ألمح المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" إلى وجود وسيط جديد بين الجانبين، بعد انهيار العلاقة بين حركتي حماس والنظام المصري، حيث لم تعد "إسرائيل" ترى في الجانب المصري وسيطًا مناسبًا.

وأكد محلل الشؤون العربية في موقع "واللا" الإسرائيلي إيسخاروف، اليوم الخميس، على رواية زميله، فقال إن محادثات تجري بين الطرفين على هدنة طويلة الأمد وتشمل أيضًا إعادة جثث الجنود القتلى، مشيرًا إلى تصريحات مسؤولين في السلطة الفلسطينية عن هذه المحادثات، معتبرًا أنه لا شك في صحة كلامهم.

ويعلق المحلل والخبير في الشأن الإسرائيلي أحمد رفيق عوض، على هذه المعلومات قائلاً، إن رؤية حكومة الاحتلال على المدى الطويل تتمثل في تثبيت الانقسام وفصل الضفة عن القطاع، وتخويف كل طرف منهما بالآخر، ما يجعلها تحاول بالفعل خوض مفاوضات عبر وسطاء.

ويستبعد عوض خلال حديثه لـ قُدس الإخبارية، أن يكون هذا الوسيط هو الجانب المصري، مرجحًا أن يكون طرفًا إقليميًا مثل قطر أو تركيا، أو دوليا مثل ألمانيا التي زار وزير خارجيتها غزة قبل يومين.

ويؤكد الاعتقاد بوجود دور قطري حديث محلل واللا، الذي قال إن المبعوث القطري لغزة محمد العمادي يتوسط لطلب فلسطيني لإقامة خط غاز بين "إسرائيل" وغزة، سيشمل إقامة محطة خاصة في الجانب الإسرائيليّ من أجل زيادة تزويد كمية الكهرباء لمحطة الطاقة في غزة، معلقًا، "فعلاً شهر عسل".

لكن المحلل الإسرائيلي، يضيف أن المنظمات السلفية تحاول إفساد "شهر العسل" هذا بهجماتها الصاروخية بين الحين والآخر، معتبرًا، اتهامات الاحتلال بأنها المسؤولة عن هذه الهجمات بأنها تصريحات خالية المضمون، وأن الاحتلال يعرف بأن حماس ليست مسؤولة عن ما حدث بل إنه يرغب في بقاء حكمها في غزة، على حد زعمه.

ويؤكد عوض، صحة هذه الفرضية على اعتبار أن "إسرائيل" تحاول جاهدة فصل غزة عن الضفة، وأن ما يحكم ذلك هو مدى تجاوب حماس مع العروض الإسرائيلية، في ظل الضغط الكبير الذي تعانيه من كافة الأطراف والحصار الخانق عليها.

ويرى عوض أن حماس ومعها "إسرائيل" لا ترغبان في أي مواجهة عسكرية الآن، ما يعزز رغبة كل منهما في خوض مفاوضات لتثبيت التهدئة الهشة حاليًا، مبينًا، أن التنظيمات السلفية هي من تطلق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة مؤخرًا، بهدف إحراج حماس بسبب الخلاف الكبير معها وملاحقة حماس لعناصرها وتضييقها عليهم مؤخرًا.

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين في السلطة أبرزهم المستشار الديني للرئيس محمود عباس وقاضي القضاة محمود الهباش انتقدوا بشدة حركة حماس واتهموها بخوض مفاوضات تهدف لفصل غزة وإقامة دويلة فيها، وهو ما نفته الحركة بشدة لكنها ألمحت لوجود عروض لم يتم الرد عليها.