القدس المحتلة – ترجمة قُدس الإخبارية: زيارات وفود عربية وإسلامية إلى المسجد الأقصى والقدس، والمواقف الفلسطينية المنقسمة بين تأييدها أو معارضتها، كانت محل اهتمام موقع ميدل ايست مونيتور، الذي تناول في مقال له، اليوم الخميس، القضية متطرقًا لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في المدينة وكيفية الرد العربي والإسلامي عليها.
ويقول الموقع، إن المعارضين يبنون رفضهم لهذه الزيارات على التخوف من أن تؤدي للتطبيع بين العرب والمسلمين من جهة و"إسرائيل" من جهة أخرى، لأن الزوار يحصلون على تأشيرات الدخول من خلال جيش الاحتلال، فيما يرى المؤيدون أن هذه الزيارات توفر الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين في القدس.
ويقارن الموقع، بين احتجاج عدد من المصلين في الأقصى على زيارة قاضي قضاة الأردن أحمد هليل الشهر الماضي إلى الأقصى، وعدم ظهور مثل هذا الاحتجاج خلال زيارة رئيس قسم تركيا للشؤون الدينية محمد جورماز وأدائه الخطبة، معتبرًا، أن هذا يرجع إلى الموقف التركي الواضح لصالح حقوق الفلسطينيين وغموض موقف الأردن، وفق قوله.
فالحكومة التركية حاولت مرات رفع الحصار على قطاع غزة، وطالبت بحماية المواقع الإسلامية في القدس من النشاطات الاستيطانية اليهودية المحمومة، والهادفة إلى تقديم تهويد المدينة كأمر واقع، في مقابل غياب أي دور حقيقي لجامعة الدول العربية بما فيها الأردن لدعم أهل القدس وتشجيع مثابرتهم، وفقًا لـ ميدل ايست مونتيور.
في هذا الوقت تقتحم جماعات يهودية متطرفة الأقصى مرارًا وتكرارًا، تحت حماية كاملة من شرطة الاحتلال، فيما تسابق حكومة نتنياهو الزمن لتهويد القدس، والاستفادة من ضبابية الوضع العربي وعدم تقديم العرب والمسلمين الدعم السياسي والمالي المتناسب مع التحديات التي تواجهها المدينة وسكانها.
فبعد بناء جدار الضم والتوسع حول القدس وعزلها، أصدرت "إسرائيل" عددًا من القرارات الهادفة لتهويد المدينة، كان أخطرها تهويد التعليم وتنفيذ قانون أملاك الغائبين، الذي يتضمن مصادرة ممتلكات الفلسطينيين الذين يغادرون أملاكهم الواقعة شرقي المدينة لأسباب العمل أوالتعليم، وحرمانهم من حقهم في العيش فيها.
ويرى الموقع، أن إصرار الاحتلال على تنفيذ هذه القوانين العنصرية وغيرها يهدف غي نهاية المطاف لتغيير التركيبة السكانية لصالح اليهود، وبالتالي سحق آمال الفلسطينيين في إقامة دولة تكون القدس عاصمة لها، مشيرًا إلى قانون 2020 الذي ينص على جعل الوجود الفلسطيني في القدس أقل من 12% بحلول عام 2020.
ويعتقد مراقبون أن حكومة نتنياهو الرابعة "حكومة الاستيطان"، ستدعم تعزيز اقتحامات الأقصى وإصدار المزيد من اوامر الهدم للمنازل الفلسطينية في أحياء القدس، بالإضافة لمضاعفة الاستيطان في المدينة.
ويقول الموقع، إنه يجب على العرب وضع خطة لردع "إسرائيل" عن سياسات التهويد، والحفاظ على القدس وهويتها العربية كما كانت عليه لعدة قرون، معتبرًا، أن ذلك لن يتم عن طريق الوفود العربية والإسلامية الرسمية التي تزور المدينة، أن عن طريق بيانات الشجب والإدانة.
خطوات عملية؛ هذا ما تحتاجه القدس وأهلها وفقًا لتقرير ميدل ايست مونتيور، وأول ذلك وقف أي تدابير متخذة لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وهذا يشمل مقاطعة البضائع الإسرائيلية المتواجدة في الأسواق العربية على الرغم من تعاظم مقاطعتها في جميع أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا.
كما يجب اتخاذ إجراءات حقيقية لتوفير الدعم المالي من أجل مواجهة الخطر الذي يواجه المدينة ورموزه الدينية، مثل الأقصى، فبدلاً من تنظيم زيارات بحجة دعوات السلطة الفلسطينية لدعم أهل القدس، ينبغي إنشاء الصندوق العربي والإسلامي لتحريرها، وكذلك دعم صناديق التنمية العربية لإقامة مشاريع صغيرة في المدينة بعيدًا عن تأثير الاحتلال.
واقترح الموقع أيضًا؛ استبدال الزيارات العربية بتوجيه الإعلام إلى ترشيح يوم واحد من كل أسبوع لتسليط جميع وسائل الإعلام الضوء على المخاطر التي تواجه أهل القدس، وحث الناس والمؤسسات على تقديم مساهمات مالية لدعم الفلسطينيين والأماكن المقدسة في القدس.
ويتابع، إنه بالإمكان تنظيم مسيرات تضامنية مع القدس وأهلها في دول المنطقة، حيث يتم ملأ الشوارع في يوم معين من كل شهر لرفع مستوى الوعي وجذب انتباه العالم بشأن محاولات "إسرائيل" المستمرة لتهويد القدس وطرد الفلسطينيين منها.
ويشير الموقع، إلى التظاهرات الجماهيرية التي أسقطت أنظمة عربية قبل خمس سنوات، فيما عرف بالربيع العربي، معتبرًا، أن الشعوب العربية قادرة على حشد طاقاتها وجهودها لدعم أهل القدس ومساعدتهم على الصمود.