شبكة قدس الإخبارية

الأمعاء الخاوية... السلاح الوحيد للمقاومة والاحتجاج

٢١٣

 

تمارا حداد

أنا لا أخاف الموت إن كان قريبا, أريد أن أعيش حرا أو أموت حرا, وان كانت حياتي ثمن الحرية, إنها جزء من رسالة الأسير خضر عدنان والمضرب عن الطعام لأيام متوالية رفضا لاعتقاله الإداري والذي تجدد لمدة أربعة شهور جديدة وللمرة الثالثة منذ اعتقاله بتاريخ 18/7/2014, فرغم القيود ورغم بطش السجان صامد بمعركته الأبية كشوكة آذت حلوق الطغاة, صابر كخنجر يهتف باسم الكرامة باسم رفع الذل والمهانة يهتف من اجل الحرية ويقسم بأنه لن يرجع للوراء لا يعرف الخوف بل يبعث الرعب في قلوب السجانين, يلبس الأبيض وكفنه بين يديه يتحدى ظلم السجان لن يتوقف عن رحلة جوعه حتى يرى قارب النجاة, رجل من رجال الشهامة ناجح في امتحانه إما يعيش حرا وإما شهادة النصر وفوز بجنان العدن والفردوس الأعظم.

جوعك وعطشك يا خضر يقرع سبات الضمير العالمي, أصبحت شوكة في كوابيس الجنرالات الإسرائيلية ومعلم الرجال الأقوياء في زمن أصبح الرجال عجينا..

يترجم رسالة للجميع إنني أدافع عن كرامتكم وشرف كل الأسرى الإداريين ودفاعا عن حقوقكم حتى إيلاج النصر أصبح جسدك كقطعة سكر في كوب ماء أصبحت هزيلا ضعيفا لحمك يذوب وعظامك تتوانى عيناك ضعفت لا ترى سوى سراب الظلام, جلست على كرسي متحرك, لكنك بطل العناد الهادئ يعتقد الكيان الصهيوني، أن عنادهم أقوى كلا الكيان خاطئ، فهم يتعاملون مع رجل يؤمن بالله مستمدا قوته وعزيمته من خالق عظيم يؤمن بقضيته وقضيته عادلة يؤمن بان النصر قريب إما سيخرج محمولا على أكتاف الحرية وان لم يخرج سيخرج على أكتاف الشهادة, فإضراب خضر عدنان هو سلاحه الوحيد ضد الاعتقال الإداري الجائر بحق أبناء الشعب الفلسطيني  لكسر شوكة نضاله وترهيبه.

ترك ملذات الحياة من طعام وشراب من اجل حريته وكرامته, من اجل أن يخرج من عتبات السجن الظالم وسراديبه الضيقة وأبوابه المؤصدة لينهي هذا القانون الجائ. معركته تلعب دورا بارزا في النضال والمقاومة تحت شعار(حريتي هي كرامتي) ويأتي الإضراب بهدف الضغط على "إسرائيل" لإطلاق سراحه وسراح كل الأسرى المحتجزين رهن الاعتقال الإداري وهو اعتقال لا يوجد تهمة تدين المعتقل فهو مدان حتى تثبت إدانته.

عائلة الأسير خضر عدنان في رهان مابين حريته وشهادته, فهو يفضل الموت على المعاملة المشينة داخل المعتقلات من تفتيش عاري والحرمان من النوم والضرب المبرح وسياسة الإهمال الطبي وحرمانهم من أهاليهم ووحشية الزنازين الانفرادية .

فالسجن نفير لآهات الأسرى ومعاناتهم داخل أقبية الظلام لا يحبون السجن ولكن لا يخافونه فالسجن ينبت شموخ الأسرى ويثمر ويزهر عنفوانهم ليعزف لحن الصبر لانعتاقهم من ظلمة مطبقة, فالكيان الصهيوني سحابة على هاماتكم لا بد يوما من زوالها وقدوم عرس الحرية, آن الأوان على جميع المنظمات الأهلية والحقوقية بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراحه وسراح جميع الأسرى ولبزوغ فجر العدالة لتطوي صفحة الظلم والمهانة لكرامة الانسان.