غزة – قُدس الإخبارية: قررت السلطات المصرية، اليوم الأحد، فتح معبر رفح بشكل جزئي، لتفتح معها أبواب الألم والأمل لدى الفلسطينيين في قطاع غزة، وتحمل أخبارًا سارة للبعض وتنكأ جراحًا تأبى أن تجف للبعض الآخر.
فالبوابة التي فتحت بشكل جزئي لخمسة أيام فقط خلال العام الجاري، ولم تفتح بشكل كلي نهائيًا، فيما بقيت مغلقة لأكثر من 100 يوم، جعلت من العام الجاري الأسوأ في تاريخ المعبر منذ عام 2009، رغم الحاجة الماسة لسكان القطاع الخارجين من حرب طويلة للخروج من القطاع لأسباب صحية غالبًا أو شخصية نادرًا.
المعبر هذه المرة سيُفتح ليومين وللقادمين إلى غزة فقط، هذا الخبر كان سارًا جدًا في نظر محمد حسن الذي ينتظر وصول خطيبته من خارج غزة لإقامة حفل زواجه بعد انتظار طويل، فاحتفل بذلك على حسابه الشخصي على فيسبوك.
وربما يحمل هذا الخبر فرحة لأشخاص أو ربما عائلات كثيرة، تنتظر خبرًا مشابهًا للذي ينتظره محمد، خاصة بعدما ذكرت مصادر فلسطينية أن 23 عائلة فلسطينية وصلت إلى القاهرة قادمة من اليمن، وتريد الدخول إلى قطاع غزة، موضحة، أن السلطات المصرية تبحث عن حل لهذه العائلات، وهو ما يفتح لها ولعائلاتها الأمل بحل خلال اليومين القادمين.
ورغم ذلك؛ فإن المزاج العام في القطاع بعد الإعلان عن هذا الخبر يسيطر عليه الغضب، حيث تساءل الكثيرون عن موعد فتح المعبر (للعالقين) داخل القطاع، فيما تناول البعض الخبر بسخرية مكبرين وقائلين إن أول الغيث قطرة.
بدر الحوامده قال إن السلطات المصرية جعلت من معبر رفح سجنًا تفتح بوابته لإدخال العالقين في مصر ثم إغلاق البوابة مرة أخرى، فيما قال محمود فوده إن الفلسطينيين سيحولون معبر رفح يومًا ما إلى مكب للنفايات.
ناديا أبو شبان من جانبها، استذكرت قرارًا مصريًا سابقًا بفتح المعبر تبعه سريعًا قرارًا آخر بإغلاقه بذريعة مقتل جنود مصريين، فقالت، "بيقلك مصر تقرر فتح معبر رفح يوم الثلاثاء والأربعاء.. من جهتي بحب أعزي أهالي الجنود الي حيموتو بكرة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
تجدر الإشارة إلى أن جهات فلسطينية مقربة من الرئيس محمود عباس ومن القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، تحدثت في مرات عديدة عن وعود قدمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للرجلين بفتح المعبر والسماح بتنقل الفلسطينيين بغزة، إلا أن ذلك لم يتحقق في أي مرة لـ "ذرائع أمنية".