قال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية "ألون بن دافيد" "إن قادة الجيش الإسرائيلي حاولوا تسويق الفشل الذي منيوا به في غزة على أنه نصر مؤزر، متجاهلين سلسلة طويلة من الأخطاء المهنية، فيما يعرف قادة الجيش الميدانيين من قادة كتائب وقادة ألوية حقيقة ما جرى هناك في غزة"، مؤكدًا اعتراف ضباط الميدان بذلك واستخلاصهم للعبر. وأضاف "بن دافيد" أن "قادة الميدان يعلمون جيدًا بأن الجيش تورط في الحرب دون استعداد لها، وجرّ إليها جراً دون وجود خطط عملياتية ثابتة ولذلك فقد كان الأداء ضعيفًا". وأوضح "بن ديفد" أنه "منذ الصيف الماضي تجلس طواقم في غزة وبيروت وطهران، ومهمتهم تحليل ما جرى بشكل معمق مع كل الزوايا ويستخلصوا منها العبر، حيث استخلصت حماس وحزب الله وإيران عبرتين واضحتين من الحرب". ووفق الخبير الاسرائيلي فإن الأولى "هي خوف الكيان من حسم المعركة وتود إنهاء المعركة بالسرعة الممكنة وبشكل أقل إيلاما، والثانية فتتمثل في جدوى نقل المعركة إلى أرض العدو وسنرى ترجمة استخلاص هاتين العبرتين في المواجهة المقبلة". أشار بن دافيد إلى أن قائد أركان جيش الاحتلال الجديد "غابي آيزنكوت" يركز حاليا على كيفية تحويل جنود المشاة إلى جنود قادرين على الوقوف في وجه الأهداف التي أنيطت بهم. ويسعى ايزنكوت إلى محو صورة النصر المزيف الذي تغنى به قادة الجيش فور انتهاء العدوان، فيما يركز كثيراً حاليا على كلمة "الجاهزية"، وتأتي ترجمة ذلك عبر السعي قدماً في خطة التدريبات العسكرية التي يجريها الجيش. وأشرف آيزنكوت خلال الأسبوع الماضي على مناورة عسكرية ضخمة بالجولان، والتي هاجمت خلالها 4 كتائب على منطقة يتواجد فيها قرابة الـ 80 مسلحاً في مشهد يحاكي ما جرى بالشجاعية خلال حرب غزة العام الماضي. وتحدث بن دافيد عن فشل الحرب البرية في غزة و"لكن القوة المفرطة التي استخدمها الجيش هناك إضافة للحصار المصري خلق حالة من الردع لدى حماس" على حد زعمه. وواصل حديثه قائلاً "يحاول آيزنكوت إدخال شعور أن هنالك حرباً جديدة الصيف القريب، داخل صفوف الجيش وذلك مع أن فرصة اندلاعها ضعيفة، إلا أن بقاء الجيش على أهبة الاستعداد يقلل أخطاء التنفيذ ساعة المواجهة". واختتم بن دافيد مقالته بالقول "إن تركيبة الحكومة الاسرائيلية الجديدة، قابلة للانفجار في أية لحظة، وفي حال أختار أحدهم استفزاز المسلمين في مكان كالأقصى فمن شأن هذا الصيف أيضاً أن يكون ساخناً بشكل خاص".