قال المحلل العسكري " الون بن دافيد " في مقالة منشورة اليوم " الأحد " على موقع صحيفة " معاريف" الالكترونية "إن كثيرا من الإسرائيليين يعتقدون أن حربا ستشتعل قريبا على إحدى الجبهتين الشمالية أو الجنوبية، لكن في الحقيقة تبدو إمكانية اندلاع مثل هذه الحرب متدنية، فحزب الله غارق حتى الرقبة في وحل الحرب السورية فيما خرجت حماس عن عادتها، في محاولة منها للتأكيد والتشديد على أن حربا جديدة لن تقع قريبا، وإذا خففت إسرائيل من خناق الحصار فستكون حماس منفتحة على اتفاق وقف نار طويل المدى وفي هذا الوقت تتجه إيران نحو اتفاق "مؤسف" مع الغرب وبكل تأكيد لا مصلحة لها في إحباط هذا الاتفاق.
ويضيف "بن دافيد" أن الجيش الإسرائيلي يتصرف وكأن الحرب على الأبواب ويجري تدريبات مكثفة وبوتيرة غير مسبوقة، حيث شهد الأسبوع الماضي مثلا تدريبا واسعا لسلاح الجو إضافة لتدريبين في منطقة الأغوار وتدريبا أخر نفذه لواء الاحتياط في الجولان المحتل وتم استدعاء حوالي 1500جندي إلى منطقة الأغوار ما حول الأسبوع الماضي إلى أسبوع غير عادي من حيث التدريبات لكن رئيس الأركان "غادي ايزنكوت" يريد ان تكون كافة الأسابيع على هذا النحو ليتحول الجيش الى جيش لا يتوقف عن التدريب".
وتابع "المخاوف من وقوع رد فعل من حزب الله على الهجمات الجوية التي نسبت الجمعة الماضية إلى طائرات إسرائيلية قد تراجعت، فقد تم تصفية رجال "سمير القنطار" الذين خرجوا من قرية "خاطر" الدرزية لزرع عبوة ناسفة قرب الحدود وحزب الله غير معني الآن بالانتقام فقد اكتشف خلال الأسابيع الأخيرة كم هي قصيرة "البطانية" التي يحاول سحبها فوق سوريا فقد فشل الهجوم المضاد الذي نفذه مع الجيش السوري ضد المسلحين في هضبة الجولان وتحول الهجوم الى حرب دفاعية".
وقال "بن دافيد" إن "حزب الله بعد أسابيع طويلة من الاستعداد لهجوم الربيع على سلسلة جبال القلمون اكتشف بأن هذه العملية غير واقعية فقد هزم المسلحون الجيش السوري في منطقة "ادلب وحلب" ويهددون الآن ساحل اللاذقية ما أجبر حزب الله على الدفع بقواته نحو الميناء الاستراتيجي في اللاذقية للدفاع عن هذه المدينة الساحلية وتحمل من أجل ذلك الكثير من الخسائر في منطقة القلمون".
وأضاف "لقد كسبت الحرب في سوريا والتي تحولت خلال العام الماضي إلى "إحصائية " خلال الأيام الماضية اندفاعه جديدة ووجد "الأسد" نفسه في منحدر قد لا ينجح بالخروج منه والعودة مجددا للصعود وهناك إشاعات حول فرار مكثف من مؤيدي "الأسد" العلويين وهجرتهم دمشق نحو الساحل حيث المعقل الأساسي لهذه الطائفة لكن من الصعب التحقق من هذه الإشاعات لكن من المؤكد أن عائلة " مخلوف" وهم أخوال "الأسد" قد تركت سوريا وصوتت بأقدامها على عدم الثقة بطريقة إدارة الأزمة السورية وإدارة بشار الأسد للحرب".
وقال: "في إسرائيل يواصلون الحديث عن سوريا لكن حان وقت الاعتراف بأن كيانا يدعى سوريا كما عرفناها في السابق لم يعد قائما على خارطة الشرق الأوسط التي رسمتها اتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916 وهذا الكيان لن يعود مطلقا ويوجد لنا في الشمال الشرقي خليطا واسعا من المنظمات والحركات تدير كل واحد منها حربها الخاصة مع "جوارها" وتحاول إدارة المنطقة التي تسيطر عليها.
واختتم "بن دافيد " مقالته بالقول "كذلك العراق لن تعود كما عرفناها تحت حكم صدام حسين ومن المشكوك فيه إمكانية قيام قوة عسكرية قادرة على السيطرة على حدود العراق القديم وكذلك ليبيا فقد عادت أنماط الحكم التي كانت سائدة قبل مئة عام لتحكم الشرق الأوسط من جديد بذات السمات والصفات مثل العائلية والقبلية والدينية وباستثناء مصر بات من الصعب إيجاد مجموعة عربية ذات هوية قومية أو وطنية واضحة المعالم".