أطلق أبناء مخيم اليرموك المحاصر نداءات استغاثة من داخل المخيم لوقف القصف العشوائي الذي تقوم به طائرات سورية من إلقاء للبراميل المتفجرة والقصف بالصواريخ وقذائف الهاون في آن واحد.
وذكرت "مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطينيي سورية" في تقرير لها اليوم الاربعاء أن أبناء المخيم المحاصر ناشدوا الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والفلسطينية التدخل لوقف "القصف العنيف الذي يشهده مخيم اليرموك، حيث تم تسجيل 14 برميل متفجر سقطوا في محيط محكمة اليرموك وساحة الريجة وحارات عين غزال وشارع اليرموك الرئيسي".
إلى ذلك أكد مراسل "مجموعة العمل" في مخيم اليرموك على أن القصف هو "الأعنف" وأفاد عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين جراح بعضهم خطير، وأنه تم انتشال عائلة وعدة أفراد من أبناء المخيم من تحت أنقاض المنازل المدمرة، في حين اتهم ناشطون النظام السوري ومجموعات القيادة العامة باتباع سياسة الأرض المحروقة والتدمير الممنهج للمخيم وخاصة المنطقة الواقعة بين ساحة الريجة ومشروع الوسيم، ووصف مراسل المجموعة في المخيم بأن الوضع كارثي بهذه اللحظات في ظل انعدام وجود أدوات طبية ومعدات لانتشال الجرحى من تحت الأنقاض وذلك بسبب حصار الجيش السوري والقيادة العامة والذي يُمنع بموجبه إدخال المساعدات الطبية والإغاثية لأبناء المخيم.
يشار إلى أن حوالي 18 ألف كانوا محاصرين في المخيم نزح منهم المئات إلى البلدات المجاورة بعد اقتحام تنظيم الدولة لليرموك مطلع نيسان (إبريل) الجاري، حيث يعاني من تبقى أوضاعاً مأساوية نتيجة حصار الجيش السوري ومجموعات القيادة العامة على المخيم لليوم (671) على التوالي، وانقطاع الكهرباء منذ أكثر من (741) يوماً، والماء لـ (231) يوماً على التوالي، وارتفاع عدد ضحايا الحصار إلى (176) ضحية.
وفي سياق متصل، ذكر التقرير، أنه دخل يوم أمس فريق من الأمم المتحدة والأونروا إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لتفقّد الوضع الإنساني والإطلاع على أوضاع الأهالي فيها، والإطلاع على أوضاع الفلسطينيين النازحين من مخيم اليرموك المحاصر إليها، ويقدر عدد النازحين من مخيم اليرموك إلى البلدات المجاورة بالمئات، ويعاني هؤلاء من صعوبات معيشية في ظل انعدام الموارد المالية وانتشار البطالة، واستمرار نزوحهم عن منازلهم منذ بداية الشهر الجاري إثر اقتحام داعش للمخيم.
من جهة أخرى شهد مخيم خان الشيح في ريف دمشق موجة من قصف الطائرات السورية، حيث ألقى الطيران السوري عددا من البراميل المتفجرة على مزارع العباسة المحاذية للمخيم ما تسبب بحالة من الهلع والخوف بين الأهالي، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومجموعات المعارضة المسلحة عند محور بلدة "دروشا" الملاصقة لمخيم خان الشيح، أما معيشياً فتستمر معاناة الأهالي بسبب نقص المواد الغذائية والمحروقات نتيجة الإغلاق المتكرر للطرقات الواصلة بين المخيم والمناطق المجاورة له وتعرض طريق (زاكية – خان الشيح) المعبر الوحيد لسكان المخيم نحو مركز المدينة للقنص والقصف.
وإلى الشمال السوري حيث يشهد مخيم الرمل في اللاذقية حالة من الهدوء وسط استمرار معاناتهم الاقتصادية ويعاني الأهالي من ارتفاع أسعار المواد التموينية، إضافة إلى غلاء إيجارات المنازل، ويزيد استمرار اعتقال الأجهزة الامنية السورية لأبناء مخيم الرمل من معاناة الأهالي مع ازدياد القلق بعد نشر الصور المسربة لضحايا التعذيب في السجون السورية، بالإضافة إلى ذلك تقوم مجموعات فلسطينية موالية للنظام السوري بمداهمة بيوت الأهالي بين الحين والآخر والسيطرة على بعضها واتخاذها مقرات لها، كذلك يعاني شباب المخيم من ملاحقة الأجهزة الأمنية السورية من أجل الخدمة الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني مما اضطر العديد منهم للهروب خارج البلاد.
أما في مخيم "العائدين" في حماة فتتركز معاناة الأهالي في المخيم على الجانبين الأمني والاقتصادي، حيث يعيش شباب المخيم حالة من القلق والخوف من الاعتقال وذلك بسبب انتشار العديد من حواجز الجيش النظامي داخل وخارج المخيم، مما دفع العديد من شباب المخيم إلى مغادرته خاصة من هم في سن خدمة العلم الإلزامية، وعلى المستوى الإقتصادي فيشكو الأهالي من انتشار البطالة في صفوفهم وذلك بسبب الوضع الأمني المتوتر الذي ألقى بظلاله على أبناء المخيم الذين فقد معظمهم عمله وأصبح يعتمد بشكل كامل على المساعدات الإغاثية التي يتم توزيعها بين الحين والآخر.