رام الله – خاص قُدس الإخبارية: بفارق ألف صوت، تقدمت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت على منافستها الأقوى الشبيبة الفتحاوية، لتفوز برئاسة مجلس طلبة الجامعة لعام 2015، بالحصول على (26) مقعدا، فيما نالت الشبيبة (19) مقعدا، وحصل القطب الطلابي على (6) مقاعدا
وحصلت الكتلة على( 3400) صوت في الصناديق الاقتراعية الخمسة، فيما حصلت الشبيبة على( 2545) صوتًا، وحصل القطب الطلابي الموحد على (695) صوتًا، وحصل تحالف بيرزيت الطلابي على (147) صوتًا، لم تكن كافية لدخول أي ممثل عنه إلى المجلس.
وكانت الكتلة الإسلامية تعادلت مع الشبيبة الفتحاوية في جامعة البوليتكنك، بحصول كل منهما على (15) مقعدا من أصل (31)، فيما انسحبت من المشاركة بانتخابات المجالس الطلابية في جامعتي القدس وبيت لحم.
تجاوزات السلطة وعدوان غزة
فوز الكتلة الإسلامية يأتي بعد تسعة أعوام من احتكار الشبيبة الفتحاوية رئاسة مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، في ظل استمرار الأجهزة والأذرع الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بملاحقة نشطاء الكتلة الإسلامية وتهديدهم واعتقالهم لأشهر طويلة.
المحلل السياسي عبد الستار قاسم قال لـ قُدس الإخبارية، إن السلطة الفلسطينية برئيسها محمود عباس عليهم أخذ العبرة من انتخابات جامعة بيرزيت وفوز الكتلة الإسلامية، مضيفا، "رغم كل ما يقوله ويكتبه المحللون والناشطين والكتاب والباحثين، إلا أن السلطة ورئيسها لا يعتبرون ودائما يديرون ظهورهم لأبناء شعبهم".
وأضاف، أن قيادة السلطة بطريقة استبدادية على نمط الأنظمة العربي، يؤدي لرفضها من قبل الشعب واختيار سواها، موضحًا، أن الخلاف الداخلي الذي تشهده حركة فتح أهم أسباب ضعفها وتراجعها، مبينا أن السلطة وفتح يعكسان بعضهما وخاصة أن كل موظفين السلطة في المستويات الرسمية والقيادية هم فتحاويون.
وأكد قاسم، أن الفلسطينيين وخاصة الشبان ضاقوا ذرعا باحتكار حركة فتح من مجالس الطلبة في الجامعات إلى السلطة والمؤسسات التشريعية والرسمية، والتي أصبحت كلها غير شرعية الآن في ظل انتهاء فترة انتخابها وعدم خوضع انتخابات جديدة.
وعن تأثير الاعتقالات الأمنية في صفوف الأحزاب المختلفة من قبل الأجهزة الأمنية، قال قاسم إن الاعتقالات الأمنية مستمرة منذ عام 1995 وتطال بلا رحمة كل فئات الشعب الفلسطيني، "كيف تتوقع السلطة أن تكون ردة فعل الفلسطيني عندما يرى أجهزة السلطة تعتقل فلسطينيين لتعرقل نضالهم ومحاربتهم للاحتلال؟".
أما عن تأثير العدوان الأخير على غزة على سير الانتخابات في الجامعات، فاعتبر قاسم انتصار المقاومة في العدوان الأخير على غزة أحد أهم أسباب اختيار الكتلة الإسلامية كممثل للطلبة، وخاصة أن حركة حماس نالت إعجاب الشعب الفلسطيني بمواقف أذرعتها العسكرية في العدوان الأخير على غزة.
وأضاف، أن حماس ارتفعت شعبيتها بشكل كبير في الضفة، إلا أن ممارستها في غزة يهدد شعبيتها وتواجدها واستمرارها، مؤكدا على أن نتيجة الانتخابات في جامعة بيرزيت هي انعكاس لأي انتخابات قادمة رئاسية أو تشريعية.
وعن مدى عدول حركة فتح والسلطة عن سياساتها لاسترجاع شعبيتها مجددا، بين القاسم أن السلطة الفلسطينية لا تعمل وفق إرادتها، "وجود النية لا تكفي، يجب أن تكون لدى السلطة إرادة منعزل عن شروط الاحتلال".
الكتلة تنتظر الملاحقة
منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت عبد الرحمن حمدان قال لـ قُدس الإخبارية، إن الكتلة تتوقع أن تبدأ الأجهزة الأمنية بحملة اعتقالات في صفوفها بعد فوزها بالانتخابات.
وأكد حمدان، أنه وبالرغم من الاعتقالات التي طالت نشطاء الكتلة خلال السنوات والأشهر السابقة إلا أن الكتلة ستواصل نشاطاتها في الجامعة وستنفذ برنامجها وتقدم كل ما يتوقعه الطلبة أن يقدمه مجلس الطلية.
وأضاف، أن فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت هي فوز وانتصار للطلبة والمقاومة، كما أنه فوز وانتصار لكل أبناء جامعة بيرزيت.
الكتلة الإسلامية في جامعة بيت لحم لم تشارك في انتخابات المجلس الطلابي الشهر الماضي، وذكر أحد أعضاء الكتلة في الجامعة لـ قُدس الإخبارية، أن سبب عدم خوض الانتخابات يرجع لمنع الأجهزة الأمنية للكتلة من تنفيذ نشاطاتها والتضييق عليها بشكل مستمر، والضغاط على الجهات التي تتعاون معها لتقطع علاقاتها معها.
وأكد الطالب الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الأجهزة الأمنية تلاحق كل شاب يحاول أن يكون ناطقًا باسم الكتلة أو منسقًا لها، مبينًا، أن أي نشاط تقوم به الكتلة في الجامعة يتبعه اعتقال وهو ما أدى لتقليص نشاطات الكتلة في الجامعة في العامين الماضيين.
التعليق الفتحاوي الرسمي يناقض الطلابي
الشبيبة الفتحاوية من جانبها لم تتردد في المباركة للكتلة فوزها بانتخابات مجلس الطلبة، محملة السلطة الفلسطينية سبب تراجع شعبيتها، بسبب ممارسات الأولى وما تقوم به أجهزتها الأمنية من اعتقالات تعسفية واسعة بصفوف الفلسطينيين.
وقال أحد قيادات الشبيبية في جامعة بيرزيت في تصريح لموقع "العربي الجديد"، "إن الشبيبة دفعت ثمن الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية وحركة فتح، والطلبة في الجامعة لم ولن يميزوا بين الشبيبة الطلابية في الجامعة، وبين المستوى الرسمي الفتحاوي، الذي يجاهر بالتنسيق الأمني ويرغب في المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم حركة فتح جمال نزال على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك معلقا على نتائج انتخابات جامعة بيرزيت، "لا يجب تضخيم الأمور بأكبر من حجمها، فهذه انتخابات هامة لمجالس الطلبة وهي لفئة هامة جدا من ابنائنا بين سن ١٨ إلى ٢٠ عاما.
وأضاف، "قد لا تكون النتائج بالضرورة ذات طابع مشابه ومماثل للشرائح العمرية الاخرى لشعبنا ولكن ترسيخ الديمقراطية والاستفادة من التجارب هو هدف هام، نتعلم منها نحن وطلبتنا أيضاً".